رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسائل المحمول

في شهر رمضان الماضي بعث لي صديقي الكاتب الصحفي المحترم عبدالفتاح علي رسالة علي التليفون المحمول تقول: «رمضان وصيامه قادر يفرحنا بالعيد وأيامه ويخلصنا من نظيف ورجاله».

 

وكنت أتلقي العديد من الرسائل الساخرة في رمضان التي تتمني رحيل صفوت الشريف أو فتحي سرور أو أحمد نظيف ولم يكن أحد يحلم أبداً أن يأتي علينا رمضان هذا العام بأجمل هدية للشعب المصري وهي محاكمة الديكتاتور، ولكن أغلب المصريين استقبلوا الحدث علي طريقتهم الخاصة، بمزيد من الخشوع والإيمان والإحساس بعظمة الحدث وجلاله، إنها علاقة خاصة جداً ممتدة عبر عصور التاريخ بين المصريين وربهم سبحانه وتعالي، إنهم للآن في هذا الشهر الكريم يتوجهون إلي الله بالشكر، بعد أن استجاب لدعائهم، وأزاح الغمة التي غلبتهم سنيناً طويلة، حتي ظن الشباب منهم أنه محروم من رؤية رئيس آخر غير هذا الديكتاتور، ويأس الجميع من أن تخرج البلاد من النفق المظلم، ولكن الله سبحانه وتعالي مَنّ علينا بفضله، ورأينا المعجزة التي لم نحلم بها رحيل الديكتاتور ثم محاكمته هو وعصابته في قفص الاتهام. والمحاكمة في حد ذاتها عبرة لمن لم يعتبر بغض النظر عن نتيجتها النهائية، إنها معجزة

أخري نشهدها بعد أن شهدنا سقوط الديكتاتور الذي احتمي بمئات الآلاف من الجنود المدربين علي قمع الشعوب، واحتمي بترسانة من ترزية القوانين والسياسيين الفاسدين ورجال الأعمال من المنتفعين بوجوده، ناهيك عن جهاز أمن الدولة الرهيب الذي تدخل في كل صغيرة وكبيرة تحدث علي أرض مصر لمصلحة النظام وأركانه.

من كان يصدق أن كل ذلك سينتهي بهذا المشهد، الذي رآه العالم كله علي شاشات التليفزيون، وهو المشهد الذي إن دل علي شيء، فهو يدل علي عظمة مصر وشعبها وحضارتها. وبالمناسبة فإن خفة دم هذا الشعب لم تفوت الفرصة وانطلقت رسائل المحمول الساخرة من جديد تسخر من محاكمة مبارك نفسها، وكان آخر رسالة تلقيتها تقول: نبأ عاجل.. الإفراج عن مبارك بكفالة 10 آلاف جنيه. والجيش يدفع الكفالة.