رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قاطعوا المنتجات الأوروبية

وجه الاتحاد الأوروبي ضربة قاصمة للثورة المصرية باتخاذ قرار جائر يحظر استيراد 12 نوعاً من المحاصيل والمنتجات الزراعية المصرية. تسبب القرار في خسائر فورية تقدر بالمليارات لشركات الشحن الجوي والمنتجين وهي ضربة قاصمة للاقتصاد المصري الذي يحتاج إلى كل قرش لإعادة بنائه. والقرار يعيد إلي الأذهان الحصار الاقتصادي الذي تفرضه الدول الاستعمارية علي أي دولة نامية تسعي للخروج من الدائرة الجهنمية للتبعية والاستغلال من جانب الدول الكبري، كما أن الحجة التي اعتمدت عليها دول أوروبا واهية وتثير الشكوك، أنها تزعم أن بكتيريا «إيكولاي» انتقلت إلي أوروبا ضمن بذور حلبة مصرية تم استيرادها منذ سنتين، وذلك رغم أن الإيكولاي لم تظهر بتاتاً في مصر، ولم يصب بها أي إنسان علي أرض مصر، يعني المسألة مجرد تربص مغرض و«تلكيك» غير مقبول. الأغرب أن المسئولين في مصر تعاملوا مع هذه الادعاءات باستهانة حتي استفحل الأمر، بل إن وزير الزراعة السابق أبو حديد تصرف علي طريقة «أبو لمعة» وأطلق تصريحاً يؤكد أن الاتحاد الأوروبي برأ مصر من قضية «الحلبة»، إذا ماذا نحن فاعلون الآن، هل ننتظر أن يفرض الاتحاد الأوروبي ادعاءاته علي الدول الأخرى فنفاجأ بمقاطعة عالمية لمنتجاتنا، أم نرسل لجانا إلي بروكسل تقضي أياماً سعيدة بعيداً عن حر القاهرة، وتتمتع بالفنادق الـ 5 نجوم وبدلات السفر، ثم تعود بكلام دبلوماسي يؤكد أن الجانب الأوروبي أبدي تفهماً ووعد ببحث الأمر!!

الحل إذن في رد الصاع صاعين، وبدء حملة شعبية واسعة تدعو لمقاطعة جميع المنتجات الأوروبية فوراً، وأن تمتد هذه الحملة لتشمل المصريين العاملين في الخارج، إضافة إلي الشعوب العربية المتعاطفة مع الثورة المصرية. ولابد أن يتبني شباب الثورة هذه القضية، وأن يخصصوا لها المليونيات انطلاقاً من حرصهم علي أمن مصر الاقتصادي، لأن المؤامرة هذه المرة تستهدف في

مصر الثورة، خاصة بعد رحيل الحليف الأليف ونظامه البائد. والمصريون مازالوا حانقين علي الموقف المهترئ للأوروبيين في مسألة رد الفلوس المهربة في البنوك الأوروبية ووضع العراقيل أمام التعاون في هذا الشأن وأنا شخصياً لا أستبعد وجود أياد صهيونية وراء مؤامرة المحاصيل الزراعية، خاصة بعد أن تبنت الثورة قطع أيدي العابثين بالزراعة المصرية من الخارج بعد أن تسببوا في جرائم رهيبة تتعلق بصحة المصريين، نتيجة التقاوي والمبيدات والأسمدة المسرطنة، ومن هنا فإن المقاطعة تصبح ضرورية ورسالة مهمة لكل من يفكر أن يعيد مصر إلي الوراء من خلال حصار اقتصادى مفتعل، فالمصريون أدركوا أن المؤامرة علي الشعب المصري كانت أكبر من مجرد نظام تمت الإطاحة به، وأن هناك شركاء لهذا النظام تآمروا طويلاً علي 80 مليون مصري وسرقوا مقدراتهم وثرواتهم الطبيعية تحت شعارات التعاون الأورومتوسطي، ومن أبرز مظاهر هذا الاستغلال اتفاقيات تصدير الغاز المصري التي تم توقيعها بعيداً عن استطلاع رأي أصحاب الثروة أنفسهم والنتيجة طبعاً يعرفها الجميع لأن بعد أن تكشفت الحقائق، وظهرت تفاصيل المؤامرات والعمولات، وتبين أن الصداقة الأوروبية بالجنوب تتحول في النهاية إلي صداقة الذئب والحمل ما لم يعد أباطرة الاتحاد الأوروبى إلي رشدهم.