عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

غلطة الحمار

"غلطة الحمار.. والله غلطة الحمارمش غلطتى " ..فاجأنى سائق الكارو بهذه العبارة بعد أنحراف عربته الخشبية، واصطدامها بسيارتى، وقد نجح بتبريره الغريب فى امتصاص غضبى، ودفعنى إلى استبدال تجهمى بابتسامة، ثم ضحكات ساعدتنى على تجاوز الحادث، إلا أن عبارته ظلت عالقة فى ذهنى.

والحقيقة أن المشهد الحالى فى مصر، يبدو وكأن نسيم الحرية الثورية قد تلاعب بأدمغة الجميع، وأصابها بالخدر والانسجام، فحدث ما يشبه الهروب الجماعى من تحمل المسئولية، أو الأعتراف بالخطأ، يتساوى فى ذلك الجميع، من أكبر رأس فى الدولة حتى أضعف مواطن، وكان البديل عن الإعتراف بالمسؤلية هو الغرق فى بحور التبرير، أوتحميل الاخطاء للغير، بشكل يخاصم المنطق فى أغلب الأحيان، وتكون النتيجة عادة موجة جديدة من السخرية اللاذعة.
وقد نجح إخوان الجماعة أو الجمعية كيفما اتفق، فى تهيئة المسرح السياسى فى مصر للكوميديا، خاصة كوميديا الموقف والتى تعتمد على التورط فى مزيد من المآزق عند محاولة الخروج من مشكلة ، ولعب الرئيس مرسى دورا رئيسيا، رفعه إلى مصاف النجوم ، حيث حرص منذ توليه سدة الرئاسة على ان يأتى بالجديد عند كل ظهور، بدءا من فتح الجاكيت  يوم اعلان فوزه انتهاء بأحاديث الأصابع والركب وما إلى ذلك، مرورا بالعديد من المواقف

الغريبة عن الأعراف الدبلوماسية فى حضور أجانب، إضافة إلى اصدار العديد من القرارات ثم التراجع عنها أو انكارها.
والمشكلة أن السخرية التى ترعرعت فى ظل مواقف الرئيس وعشيرته، عادة ماتدفع الحكام الجدد إلى مزيد من الكراهية للثورة والثوار بشكل خاص، وللمعارضين بشكل عام. فالسخرية من أخطاء الرئيس وحكومته ساهمت فى التركيز على هذه الأخطاء وتذكير العامة بها مرارا وتكرارا حتى تحول التنكيت فى حد ذاته إلى ميديا اجتماعية، تبنى يوما بعد يوم جدارا صدا يحول دون تمكين أهل الرئيس و عشيرته من الهيمنة على مفاصل الدولة ومقدراتها.
وأسمحو لى أن أعود إلى قصتى مع سائق الكارو الذى ألقى بحمول أخطائه على ظهر الحمار المسكين، فقد التفت اليه وأنا أدير المحرك أستعدادا لمغادرة موقع الحادث، وقلت له اهتف معى بأعلى صوتك : يسقط الحمار.