لا عزاء للفلاحين
استبشرت خيراً بعد أن قررت وزارة الزراعة إطلاق قناة فضائية جديدة. واعتقدت أن الوزارة أدركت أخيراً أهمية الإرشاد الزراعي، فقررت الوصول إلي الفلاح بقناة متخصصة في الإرشاد من أجل توعيته والتواصل معه وحل مشاكله المتراكمة،
خاصة أن العهد البائد أهمل قطاع الزراعة كثيراً وسلمه إلي عصابة من المطبعين الذين كونوا ثرواتهم علي حساب الشعب المسكين، من خلال إدخال مبيدات وأسمدة مسرطنة، وتقاوي فاسدة، فكانت النتيجة انتشار السرطان بين جموع المصريين، إضافة إلي الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض المميتة، إضافة إلي حدوث فوضي عارمة في الدورة الزراعية، وتسويق المحاصيل، وانتشار مختلف الأمراض التي تصيب النباتات، وبعضها أمراض غريبة علينا، نتيجة استخدام تقاوي مستوردة مشكوك في صلاحيتها، وأصيب الفلاحون بحيرة شديدة بشأن التقاوي وعلاج الأمراض الجديدة، واختيار المحصول المناسب، وزاد الطين بلة انتشار أزمات مياه الري، التي تحكمت أيضاً في أنواع المحاصيل، وغيرها من المشاكل التي تستوجب عودة الإرشاد الزراعي المغدور به، نظراً لأهميته في ضبط إيقاع المنظومة الزراعية، وحل مشاكلها.
ومن هنا جاءت أهمية القناة الزراعية التي انتظرنا منها الكثير، ولكن للأسف الشديد خاب ظن الفلاحين في القناة، التي تجاهلت عن جهل أو عمد الإرشاد الزراعي تماماً وخرجت برامجها باهتة تافهة رخيصة تهتم فقط بتلميع الورنيش لقيادات الوزارة وبات واضحاً أنه لا توجد إدارة برنامج ولا هيكل لهذه القناة الغريبة، التي منحت ظهور أساتذة الإرشاد فى مصر علي برامجها ومن بينهم الأستاذ الدكتور أشرف الغنام المصري الوحيد الحاصل علي دكتوراة في الإرشاد الإعلامي والتنمية الريفية ومدير معهد بحوث