فترة انتقالية أم انتقامية
كتبت من قبل عن الشاب الفنان فادى مصطفى السعيد الذى صادفه حظ سيئ أن مكان عمله قريب من السفارة الإسرائيلية، وهو طالب بمعهد السينما قسم تصوير ويعمل فى وكالة إعلانية، وأثناء سيره فى شارع ابن كثير التقطه أربعة مخبرين وضربوه بوحشية قبل أن يسلموه للشرطة العسكرية مدعين أنه كان يشارك فى أحداث السفارة الإسرائيلية،
وتم تجديد حبس فادى مرتين 15 يوماً، ويحاكم أمام محكمة عسكرية بتهم عديدة، قد تسفر عن عقوبات يستحقها قتلة المتظاهرين فى ميدان التحرير، أو الذين حرضوهم على إطلاق النار على المتظاهرين، ولكن لأننا مازلنا نرزح فى دولة الظلم، ينجو القتلة من العقاب بخدع وتدليس وشهادات واختفاء أحراز، كل ذلك وهم يتمتعون برفاهية المحاكمة أمام محاكم مدنية ويقيمون فى فنادق ومستشفيات 5 نجوم، أما شادى وزملاؤه فلهم أسوأ معاملة وأبشع محاكمة، حتى وإن كانوا أبرياء، والحقيقة أننى أؤمن تماماً بنظرية المؤامرة فيها يتعلق بجرائم أمن الدولة ضد المواطنين، والمستمرة حتى اليوم، فضحايا التعذيب مازالوا يتساقطون واقرأوا التحقيق المنشور فى «الوفد الأسبوعى» الخميس الماضى، والذى يكشف أن عملية النيولوك التى أجريت لجهاز أمن الدولة لم تسفر إلا عن مزيد من القبح، وبالتالى لا أستبعد أن يكون اعتقال فادى مدبراً عن قصد من زبانية أمن الدولة، أولاً لأنه يهوى التصوير الوثائقى وله أعمال مميزة عن ثورة 25 يناير، وثانياً لأن والده الصحفى زميلنا الأستاذ مصطفى السعيد صاحب المواقف الوطنية التى لا تقبل المساومة، إذن فالاختيار ليس عشوائياً، وإنما هى عملية انتقام مدروسة ومدبرة من زبانية جهاز سيئ السمعة، ضربوا خلالها عصفورين بحجر واحد، انتقموا من فادى وعائلته، وضحكوا على العسكر وسلموهم بريئاً زاعمين بأنه شارك