عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورة أوائل خريجي الجامعات على ظلم العمداء

تحت شعار "أنا من حقى ابقى معيد.. وثورة لدعم النوابغ والمتفوقين في عهد جديد" يعتزم أوائل خريجي الجامعات المصرية على إقامة اعتصام مفتوح أمام وزارة التعليم العالي، بداية من يوم الثلاثاء القادم الموافق 24-5-2011 إلى أن تتم الموافقة على جميع طلباتهم وعلى رأسها تعيين جزء منهم معيدين في الجامعات المصرية.

فرغم محاولات التهدئة التي استخدمها المسئولون معهم لم ييأس هؤلاء الشباب الذين كونوا أكثر من جروب على الفيس بوك أشهرها "ائتلاف أوائل الخريجين"، و"ثورة أوائل الخريجين"، ونظموا بدورهم أربع مظاهرات حققت بعضها إنجازات منها إرجاع قانون تعيين العشرين الأوائل الذي كان قد ألغي في عهد نظام الرئيس المخلوع، أما بعضها الآخر فقد تدخل فيه المسئولون بوعود وصفها الأوائل بأنها مثل الثلج الذي سرعان ما تذيبه الشمس فيصبح نسيا منسيا؛ لذلك قرر هؤلاء الأوائل بإشراف محمد علام ومحمد السيد الشهير بـ "الغرباوي" تنظيم اعتصام مفتوح للمطالبة بما وعد به المسئولون.

وكانت الدكتور عصام شرف أصدر قرارا بتعيين العشرين الأوائل من عام 2003 إلى عام 2010 بالجهاز الإداري للدولة، ولكن الأوائل لم يرضوا بذلك بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير؛ لأنه ما دامت الدولة قد اعترفت بأن لهم حقا فلا أقل من أن يعين العشرة الأوائل من كل دفعة معيدين في الجامعات المصرية، لا سيما وهو الحق الذي جنت عليه أكف العمداء الباطشة وضاع تحت غطرسة رؤساء الجامعات من هواة المتاجرة بالدرجات المالية في الجامعة، واستنكروا بشدة ألا يتم تعيين الأول على الدفعة وعلى الجامعة معيدا لتتحطم آماله على صخرة الحياة القاسية التي لا ترعى خبرة ولا منزلة علمية.

وقال محمد الغرباوي أحد منظمي الاعتصام بأنهم لن يرجعوا إلى بيوتهم إلا بعد أن تتحقق مطالبهم أو يحفروا قبورهم أمام الوزارة؛ لأنه لا حياة لمن نام عن ظلم ألم به؛ وأشبه به حيوان يُضرب بالعصا ثم يرتخي جفناه على ذلك كأن شيئا لم يكن.

وقد وافق هذا الحدث أن أغلب هؤلاء الأوائل مبدعون وأصحاب

مواهب، فتحت عنوان "كؤوس الصبر" نظم الشاعر محمد الغرباوي قصيدة، تهز النفس، وتفطر القلب، ينقلك فيها من مشهد باكي إلى مشهد أشد منه بكاءً، فمن ظلم العميد وتجاهله إلى أم يقتلها الحزن على مصير ولدها إلى أب يكاد يخلع لباس الصبر والرضا ويلبس ثوب حداد وسخط وجزع، إلى الوزير عمرو عزت سلامة طالبا العدل برفع الظلم ومحاكمة العميد الظالم المفتري الذي لم تتعده سهام محمد في قصيده الباكية.

ومن الموهوبين أيضا محمد النقيب الشاعر الساخر الذي ينقلنا إلى مشهد ساخر، فتحت عنوان مزاد علني يعقد قوافيه بالعامية الصعيدية التي تجعلك تضحك حينا وتبكي حينا آخر، ويتساءل: أي ظلم وعناد وتجاهل ومكر يصل الأمر معه بأحد المتعلمين أن يبيع شهادته في مزاد علني يبدأ بثلاثمائة وخمسين جنيها.

الغريب أن أغلب هؤلاء الأوائل ضحية للفساد الذي كان يرين على الجهاز الإداري للجامعة التي لا رقيب عليه إلا الله بعد ضمائر العمداء الميتة ونفوسهم الصدئة، فهل ينجح اعتصامهم في إعادة الروح المسلوبة منهم لهم بعدما نجح الظلم في حشد نفوسهم، يبدو أنه من الممكن أن تحدث ثورة أخرى في الفترة الراهنة أو بوادر ثورة، ليس من أهدافها الإطاحة بالنظام بل الإطاحة بفساد التعليم وفض الكروش التي امتلأت باستمرائها للظلم وتمييع الأمة تحت سنابك الجهل وضياع الهوية الثقاقية.