فيسك: عمال المحلة ممثلو الثورة المنسيون
تناول الكاتب الصحفي روبرت فيسك في مقاله بصحيفة "الاندبندنت" دور عمال مدينة المحلة في الإطاحة بالرئيس
السابق حسني مبارك, معتبرا ان مدينة القطن المصرية "المحلة" تخفي دروسها السياسية جيدا.
واستعرض الكاتب تاريخ المدينة قائلا: " في 6 ابريل 2008 اضاف اهالي المحلة فصلا آخر لتاريخهم. في هذه المرة ساروا في الطرقات يطالبون احد وزراء حكومة مبارك برفع الرواتب وواجهوا عنف رجال الشرطة".
ونقلت الصحيفة عن الصحفي عادل دورة امامي مسترجعا الأحداث قوله: " إن الاهالي اقاموا مخيمات في طريق الريس الرئيسي بالمدينة . وقام البلطجية المؤيدون للحكومة بمهاجمتهم بالعصي فيما استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع، لكننا وجدنا الدعم يأتينا من المواطنين في انحاء البلاد باستخدام الـ فيس بوك".
وتابع:" لم تنقل احداث المحلة إلا محطتين فضائيتين. اما الصحافة المصرية فامتلأت بالاكاذيب عنا – ونشرت كل ما ترغب به حكومة مبارك". مؤكدا لكن رجال ونساء المدينة صمدوا لمدة اسبوع.
واضاف:" في 2009 حاولوا اعادة الكرة من جديد، وكان الناس يخشون الشرطة، ويخافون من الموت".
وتابع فيسك:" إن الصحفي الفرنسي الآن غريش من اوائل من أدركوا مغزى اضراب عمال المحلة، هؤلاء العمال كانوا الممثلين المنسيين للثورة المصرية".
وسجل كيف ان احد الصحفيين المصريين اجاب عن سؤال له في القاهرة متسائلا: "ترى لماذا فشلت الثورات في ليبيا واليمن والبحرين حتى الآن؟" ولعله كان
وتابع: " كانت قوة اتحادات العمال في تونس متينة مما جعل بإمكان اتحاد الشغل العام التونسي الاطاحة بديكتاتورية بن علي".متابعا:" أن عمال مصنع الاسمنت في السويس، الذين قاموا "بثورتهم" الخاصة المصغرة عام 2009 احتجاجا على مبيعات الشركة للاسمنت الى اسرائيل، بدأوا اضرابا سياسيا آخر في فبراير من هذا العام".
أما بالنسبة للعمال في سوريا وليبيا واليمن فقد تأقلموا مع نظام البعث او الكتاب الاخضر او القبلية، وظلت الاشتراكية نغمة غير مريحة لمعظم المستبدين رغم صداقتهم للاتحاد السوفييتي".
واختتم فيسك مقاله متسائلا "هل يحتاج الامر اذن الى اتحاد عمال قوي او حركة عمالية لقيام ثورات في الشرق الاوسط تثمر بنجاح؟ مع ان المحلة مدينة متواضعة- إلا ان مكانتها في التاريخ تنمو بمرور الاعوام".
اخبار ذات صلة :