رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سائق بمعهد القلب‮: ‬سيارات المعهد حملت قناصة الداخلية لقتل المتظاهرين‮.. ‬وأخفت جثث القتلي‮ ‬داخله


ستظل ذاكرة موقعة الجمل عامرة بالوقائع التي‮ ‬لم‮ ‬يتم الكشف عنها إلي‮ ‬الان‮.. ‬فقائمة المتهمين بارتكابها لم تنته وهناك العشرات لم‮ ‬يقدموا إلي‮ ‬المحاكمة رغم أن كبار المسئولين المتورطين فيها‮ ‬ يحاكمون الان فالحادث انه تم القبض علي‮ ‬كل النسور والحيتان الذين ارتكبوا الواقعة ولم‮ ‬يلتفت احد إلي‮ ‬الاذرع التي‮ ‬قامت بتنفيذ مخطط اخلاء ميدان التحرير بالقوة في‮ ‬28‮ ‬يناير الماضي‮.‬

وستظل أرواح الشهداء الذين قتلوا في‮ ‬هذا اليوم حائرة تطلب القصاص من المجرمين والقتلة الذين استباحوا دماءهم من اجل ان‮ ‬يظلوا في‮ ‬مناصبهم‮.. ‬فهناك‮ ‬11‮ ‬قتيلاً‮ ‬في‮ ‬هذا اليوم و2000‮ ‬جريح راحوا ضحية مؤامرة خبيثة من رجال النظام المخلوع هدفها ابعاد الثوار عن ميدان التحرير حتي‮ ‬لو وصل الامر إلي‮ ‬قتلهم جميعاً‮.‬

وما حدث في‮ ‬معهد القلب والوقائع التي‮ ‬كشف عنها اثنان من العاملين فيه لخير دليل علي‮ ‬ذلك حيث خرجت سيارات اسعاف من معهد القلب بعد خطاب تنحي‮ ‬مبارك بساعات وفي‮ ‬صباح‮ ‬يوم‮ ‬28‮ ‬يناير تحمل داخلها مجموعة من قناصي‮ ‬وزارة الداخلية لاصطياد المتظاهرين وقتلهم وعادت بعد ان اتمت المهمة لمدة‮ ‬3‮ ‬أيام متواصلة وهي‮ ‬محطمة ودماء المتظاهرين تحيط بها من كل جانب‮.‬

تفاصيل الواقعة‮ ‬يرويها محمد أحمد عبده‮ - ‬سائق سيارات اسعاف بالمعهد‮ - ‬قال إنه في‮ ‬الايام الثلاثة الاخيرة من شهر‮ ‬يناير خرجت سيارات اسعاف من المعهد إحداها تحمل رقم‮ »‬7261‮ ‬ر ط‮« ‬ويقودها السائق ابراهيم عباس وعادت إلي‮ ‬المعهد وهي‮ ‬تحمل‮ ‬5‮ ‬رجال من قناصة الداخلية‮ ‬يحملون أسلحة وبداخل السيارة كان هناك مخبر‮ ‬يحمل أحد القتلي‮ ‬مجهول الهوية وسادت حالة من الخوف والرعب علي‮ ‬المسئولين الذين قاموا بادخال المتوفي‮ ‬إلي‮ ‬داخل المستشفي‮ ‬رغم عدم وجود ثلاجة للموتي‮ ‬وكانت الحجة التي‮ ‬ساقها البعض هي‮ ‬الكشف عليه داخل المعهد وهي‮ ‬حجة باطلة لان معهد القلب ليس من اختصاصه الكشف عن الموتي‮.‬

ويكمل عبده شهادته قائلا‮: ‬إن سيارة الاسعاف التي‮ ‬حملت قناصة الداخلية كانت في‮ ‬عهدته حيث إنه السائق الخاص بها ولكنه قبل الواقعة منع من قيادتها وتم تسليمها إلي‮ ‬السائق ابراهيم عباس وهو الذي‮ ‬خرج مع القناصة حتي‮ ‬عادت بعد أن اتمت مهمتها وتم تخزينها في‮ ‬هنجر المعهد ولم‮ ‬يقترب منها احد الان ولم‮ ‬يجرؤ أي‮ ‬طبيب أو موظف علي‮ ‬التحدث في‮ ‬تلك الواقعة‮.‬

واضاف عبده أنه الوحيد الذي‮ ‬لم‮ ‬يسكت وقام بابلاغ‮ ‬المسئولين عن المعهد بالوقائع ولكن لم‮ ‬يلتفت إليه احد علي‮ ‬الاطلاق بل إن المسئولين شعروا بالخطورة من كلامه فقاموا بتهديده بعدم الحديث مع أي‮ ‬شخص علي‮ ‬الاطلاق ولكن لم‮ ‬يلتفت عبده إلي‮ ‬تلك التهديدات وواصل حديثه المستمر وظل‮ ‬يردد ما حدث في‮ ‬تلك الواقعة لعل احداً‮ ‬يسمعه او‮ ‬يلتفت اليه‮.‬

وفوجئ عبده بعد ذلك بمجموعة من البلطجية‮ ‬يعتدون عليه أمام باب المعهد وقاموا بتكسير عظامه ولم‮ ‬يجرؤ احد من العاملين

في‮ ‬المعهد علي‮ ‬التدخل لانقاذه وكانت الرسالة واضحة للجميع أن من‮ ‬يتحدث سيكون جزاؤه الضرب والاعتداء عليه‮.‬

توجه عيد إلي‮ ‬قسم شرطة امبابة وحرر محضرا فيها وارفقه بتقرير طبي‮ ‬من مستشفي‮ ‬العجوزة بالاصابات التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها في‮ ‬جميع انحاء جسده من جراء الاعتداء عليه واتهم فيه مجموعة من المسئولين بالمعهد بالشروع في‮ ‬قتله عن طريق‮ ‬15‮ ‬بلطجيا قاموا بالاعتداء عليه وارهابه لمنعه من الحديث في‮ ‬قضية قتل المتظاهرين بسيارات الاسعاف حتي‮ ‬ان احد رؤسائي‮ ‬في‮ ‬العمل قال له‮ »‬اوعي‮ ‬تعمل محضر احسن لك‮« ‬ولكنه اصر علي‮ ‬تحرير محضر بالواقعة لحمايته من الاعتداء عليه بعد ذلك والغريب أنه بتأكيدات عبده ان بعض سيارات الاسعاف القديمة تخرج بدون خط سير وبدون تصريح ومنها السيارات التي‮ ‬خرجت أيام‮ ‬28‮ ‬و29‮ ‬و30‮ ‬يناير الماضي‮ ‬اما السيارات الحديثة التي‮ ‬اهديت إلي‮ ‬المعهد فلا‮ ‬يمكن ان تخرج نهائياً‮ ‬بدون موافقة وزارة الصحة نفسها ولكن في‮ ‬تلك الفترة كانت هناك اوامر خروج لسيارات الاسعاف علي‮ ‬بياض جاهزة ويمكن لاي‮ ‬شخص أن‮ ‬يخرج بأي‮ ‬سيارة اسعاف إلي‮ ‬الخارج بعلم قيادات المعهد‮.‬

كلام عبده أكده بعض السائقين من اصدقائه تحتفظ الجريدة بأسمائهم حيث اشاروا إلي‮ ‬أن سيارة الاسعاف رقم‮ ‬7261‮ ‬تم تكهينها في‮ ‬المخزن إلي‮ ‬الان ولم تستخدم منذ تاريخ‮ ‬30‮ ‬يناير بعد ان تحطمت نوافذها وبعض جدرانها بسبب اعتداء المتظاهرين عليها وبقية السيارات لم‮ ‬يتم المساس بها إلي‮ ‬الان كما انه لم تتم معرفة ما إذا كانت الجثة التي‮ ‬حملتها سيارة الاسعاف مع القناصة افرج عنها ام لا‮.. ‬الوقائع التي‮ ‬ذكرها سائقو السيارات الاسعاف خطيرة وهو ما دفعهم إلي‮ ‬تقديم بلاغ‮ ‬رسمي‮ ‬إلي‮ ‬النائب العام للتحقيق في‮ ‬الوقائع خاصة ان هناك عدداً‮ ‬كبيراً‮ ‬من المفقودين لم‮ ‬يتم التعرف عليهم حتي‮ ‬الان ومن الممكن أن تسفر التحقيقات عن الكشف عن عدد كبير من المفقودين داخل المعهد‮.‬