"مبارك".. إنت تاني!
خرج علينا الرئيس المخلوع عبر قناة العربية بخطاب انطوي علي الكثير من الغرور والتكبر، وكشف عن عقلية متحجرة عاجزة عن فهم ما يجري من حول صاحبها، ليؤكد أنه لا يمتلك حسابات سرية في خارج مصر وأن ذمته براء من افتراءات وهدد بملاحقة أصحابها في الداخل والخارج في صلف.
الخطاب المسجل أكد من جديد إدمان الرئيس السابق لأساليب التضليل التي دأب عليها طوال30 عاما، وأضاف إليها مراوغة أخيرة بادعاء تقديم تسهيلات للنائب العام لتعقب مصادر أمواله في كل دول العالم علي طريقة "فتشني فتش".
كلمات خطاب الرئيس المخلوع تجنبت بدهاء الاعتراف بثورة شعب مصر، وقفزت علي نفي وجود ثروات ضخمة وأرصدة باسم نجليه في الخارج،حيث اقتصر النفي علي زوجته وشخصه فقط،ما يقوي رواية أن عائلة الحكم المخلوعة أوكلت إلي الابن الأصغر جمال إدارة ثروة العائلة باسمه واسم شقيقه علاء.
مبارك لم يجب بكلماته المرتعشة عن أسئلة مثل"من أين لك القصر الفخم وملحقاته الذي تقيم فيه بشرم الشيخ.ولماذا صمت شهرين كاملين منذ إطاحتك عن هذه الاتهامات؟".
واحتوي الخطاب علي افتراءات عديدة ومغالطات في محاولة لكسب التعاطف، أبرزها قوله إنه " آثر" التخلي عن منصبه كرئيس للجمهورية واضعا مصلحة الوطن وابنائه فوق كل اعتبار.. متجاوزاً حقيقة تمسكه بالسلطة وإصداره تعليمات بقتل المتظاهرين حتي لحظة إجباره علي التنحي.
ادعي مبارك أنه يعرف مصلحة الوطن ويضعها فوق كل
الدكتور حسام عيسي عضو اللجنة القانونية لاسترداد ثروة مصر يري أن الخطاب تجاهل 30 سنة من إذلال الشعب والتنكيل به وإهدار موارده علي حفنه من رجال النظام اكتظت بهم السجون الآن، وأراد ان يوصل للشعب رسالة مفادها أنه طاهر اليد حسن النية.
وأشار عيسي إلي أن الرئيس السابق لم يكن بارعا في أداء تمثيليته الهزلية ونسي ان ينفي الحسابات السرية التي كشف عنها البنك المركزي و150 مليون دولار حجم المعونات الخارجية لمكتبة الاسكندرية المسجلة باسم سوزان مبارك، كما أنه نسي التنصل من القصر الاسطوري الذي يعيش فيه الآن بشرم الشيخ، وكهوف التعذيب والسجون السرية التابعة لجهاز امن الدوله في عهده.