عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بالفيديو: المقدم هشام هرسته أمن الدولة

انت هتعملنا فيها ضابط يا ابن ...إحنا أمن دولة إحنا حكومة البلد" كلمات يتذكرها المقدم دكتور هشام السيد مصليحي أحد المظلومين خلال حقبة النظام البائد، محاولا استرجاع ثلاث سنوات من حياته في السجون السرية داخل لاظوغلي ومسلسلات التعذيب التي ذاقها جسده رغم مكانته العلمية وخدمته لصالح البلد لفترة طويلة .

بداية القصة كما يسردها هشام السيد حاصل علي "دكتوراة في علم البيولوجي" كانت فى أحد القطارات المتجهة من القاهرة الي بنها محل إقامته وذلك عام 2000 عندما استقل هشام القطار وجلس علي المقعد المحجوز له وفوجئ بأحد الضباط يطالبه بأن يترك المقعد لصالحه، وعندما رفض هشام الانصياع للأوامر كاشفا له هويته بأنه ضابط وأنه قام بحجز مسبق للمقعد ثار عليه الضابط، مهددا جميع من بداخل العربة بأنه يعمل فى جهاز أمن الدولة وتطور الأمر لاشتباك بينهما وتشاجر انتهى بهشام إلى غرفة العمليات في مستشفي كوبري القبة إثر سقوطه مصابا بشلل هيستيري وفقدان جزئي في الذاكرة ،وعلمت فيما بعد - والكلام على لسانه - بأنني ظللت فى غيبوبة تامة لمدة ثلاثة أيام متتالية اثر خبطة على الرأس.

وعقب خروجي إلى منزلي وبعد فترة طويلة من العلاج قررت الرجوع للعمل ولكنني فوجئت بتلفيق تهمة ضدي بأنني قمت بتزوير كارنيه القطار، وتحولت لمحاكمة عسكرية وقضت المحكمة بحبسي ستة أشهر مع إيقاف التنفيذ وتسبب هذا الحكم فى وقف ترقيتي وتم فصلي عن العمل بشكل فجائي.

وأضاف هشام: "في إحدى المرات كنت فى بيتي وفوجئت بقوة من أمن الدولة تقتحم بيتي ودخل علي عساكر يرتدون بدلا سمراء وفي أيديهم كشافات إضاءة ويمسكون رشاشات وقاموا بتفتيش الشقة تفتيشا دقيقا وتحرزوا علي شرائط فيديو لشهادتي الدكتوراة والماجيستير، وقاموا بأخذ بقايا أنبوبات زجاجية استعملها فى معملي علي تجارب قمت بإجرائها ، وكنت توصلت خلالها لتجارب عملية باستخدام نوع من البكتيريا فى تنقية المياة وازالة الملوثات، وقام ضباط أمن الدولة بتفتيش غرفتي ولم يجدوا شيئا يدينني، وسمعت صوتا لأحدهم عبر الهاتف يقول للمتصل عليه: " ده أبيض ياباشا ملقناش حاجة خالص عنده" ثم اصطحبوني في السيارة من مقر إقامتي في بنها وعند دخولنا مشارف القاهرة قاموا بتعصيب عيني لكي لا أعرف أين نحن ذاهبون".

ويكمل: "وصلنا الي مكان ما توقعت في البداية أنه مقر للمخابرات الحربية أو المخابرات العامة وقام أحدهم بسبي بأبشع الشتائم وبادرت وقلت لهم: إنني ظابط في الجيش فقال أحدهم لي: "إنت هتعمل علينا ضابط يابن ... إحنا أمن دولة" وقاموا بتجريدي من ملابسي تماما وبدأوا في تعذيبي ووضع الكهرباء على جسدي في أماكن حساسة وعندها أيقنت أننا في لاظوغلي أمن الدولة".

قام الضباط هناك باستجوابي أثناء عمليات التعذيب اليومية التي كنت أتعرض لها حول مدى معرفتي بأيمن الظواهري وبن لادن وشخصيات أخرى لا تربطني بهم علاقة نهائيا ولم أسمع عنهم الا عبر وسائل الإعلام، وأثناء فترة التعذيب عاودتني حالة الشلل مرة أخرى مما اضطر الضباط لتخفيف حدة التعذيب وقاموا باصطحابي إلى سرداب تحت الارض تشبه الأسانسير وعندما نزلت

إليها كانت درجة الحرارة مرتفعة جدا ورأيت 12 زنزانة يتواجد خلالها مساجين ولا توجد دورات مياه داخل الزنزانة وإنما تتواجد خارجها ولصعوبة حركتي واضطراي إلى الجلوس على كرسي متحرك لم أستطع الدخول إلى دورة المياه باستمرار ولذلك امتنعت عن الطعام.

ويوقف هشام الحديث مؤقتا لاسترجاع ذكريات أليمة يصعب نسيانها ، ثم يعاود الحديث وعيناه يترقرق بهما الدمع ، مضيفا "أثناء وجودي في الزنزانة المنفردة كان العساكر الذين يقومون بحراستي أحدهما كان يقوم بقذفي بالمياه ويقوم بضربي على الرأس بالـ"الجزمة" ، وفي الفترة المسائية كان العسكري الآخر يري جسدي مرتعشا فيقوم بتغطيتي بالبطاطين رغم أن جميع ملابسي التي لم تتغير علي مدار شهر كامل مبللة تماما ولكنه كان يحاول التخفيف عني".

ويكمل: تم استدعائي من الزنزانة أسفل الأرض إلى تحقيقات نيابة أمن الدولة وفوجئت بتوجيه تهم إلي بأنني أحاول قلب نظام الحكم وأسعى لتصنيع القنبلة النووية وأعمل لحساب بن لادن والظواهري، وبعد تأكدهم بأنني برىء عقب مرور 4 سنوات في السجون السرية تحت الأرض قاموا بالإفراج عني عام 2004 ولكنهم لم يتركوني أتعايش مع حياتي الجديدة خاصة أن زوجتي طبيبة نساء وأولادي فى مراحل عمرية متفاوتة وجميعهم متفوقون دراسيا، وكانوا يستدعونني باستمرار لسماع شهادتي في قضايا متنوعة، وآخر مرة قاموا ياستدعائي كان يوم 23 يناير 2011 وسألني ضابط أمن الدولة هل تتوقع أن تنجح الثورة؟ فأجبته بأنها اذا كانت منظمة من الاخوان المسلمين فقط لن تنجح، أما اذا انضم اليها باقي طوائف الشعب فنسبة نجاحها كبيرة.

ويؤكد الدكتور هشام السيد أنه لا ينتمي لأي تيار سياسي وفقا لتقاليد القوات المسلحة والتي تحظر على أي ضابط أن يكون له ميول سياسية، وينجز المقدم دكتور هشام السيد مطالبه التي قام بتوصيلها إلى قيادات المجلس العسكري للقوات المسلحة والتي يتمنى إعادته للخدمة من جديد لعمله أو تحسين راتبه الشهري حيث يتقاضي 500 جنيه لا تكفيه المعيشة بشكل كريم، كما طالب بالانتقام من حبيب العادلي ومحاكمة مجرمي جهاز أمن الدولة.

شاهد الفيديو: