"محمد".. احدي ضحايا رصاص الداخلية
هو واحد من أبطال ثورة الحرية في مصر، خرج من بلدته ليشارك أبناء محافظته في المظاهرة السلمية بالمنصورة يوم الجمعة 28 يناير أملا في التغيير إلي حياة أفضل، لكنه عاد محمولا علي الأكتاف بعد أن اخترقت جسده عشرات الشظايا التي تجاوزت مائة شظية. يرقد الآن مصابا بنزيف داخلي في البطن والصدر والرئة ولا يعرف طعم الراحة بسبب الآلام التي تحرمه من النوم.
محمد سمير محمد فرج الذي يعمل مدرس لغة عربية في وظيفة مؤقتة بإدارة ميت سلسيل بالدقهلية يروي لـ »الوفد« مأساته قائلا:
قمت بأداء صلاة الجمعة بمسجد النصر بمدينة المنصورة مع غيري من عشرات المصلين الذين قرروا المشاركة في مظاهرة سلمية.. وبعد الصلاة توافد مئات آخرون من جميع أنحاء المحافظة ومضت الأمور دون أية احتكاكات مع قوات الأمن الموجودة. وقبل آذان المغرب بنصف ساعة فوجئنا بإطلاق قنابل مسيلة للدموع أثناء تواجدي بجوار المحافظة وسقطت علي الأرض مغشيا عليّ ونقلني بعض المواطنين إلي أحد المستشفيات الخاصة بالمنصورة، غير أن أطباء المستشفي شخصوا حالتي التي تركزت في وجود بقع حمراء بجميع أنحاء الظهر والذراع الأيسر، علي انها مجرد التهابات.
ويضيف »محمد« قائلا: قام بعض المواطنين بنقلي إلي بلدتي ميت سلسيل بعد إجراء اسعافات أولية لإفاقتي ومكثت بمنزلي وعجزت عن النوم من شدة الآلام وزادت حالتي سوءًا فلجأت إلي مستشفي ميت سلسيل في 30 يناير واكتشفت اصابتي بشظايا بالظهر والذراع وقام الأطباء بإخراج بعض منها دون أن يدركوا اصابتي بنزيف داخلي بالرئة اليمني واليسري والبطن.
ويقول محمد: لجأت إلي مستشفي الطوارئ بالمنصورة بسبب استمرار الألم واستمر العلاج عن طريق شفط النزيف لمدة 13 يوما مع اعطائي عقاقير طبية أخري، وقرر الأطباء بعد هذه المدة السماح لي بمغادرة المستشفي مع الراحة لمدة أسبوعين.
ويستطرد محمد سمير حديثه قائلا: منذ ذلك الوقت لم أذق طعم الراحة لوجود شظايا في جميع أنحاء الظهر وتأثيرها علي ذراعي اليسري ووجود آلام شديدة بالبطن والصدر، الأمر الذي أخشي منه علي ضياع وظيفتي المؤقتة.
وأشار إلي قيامه بتحرير محضر بالواقعة في 19 فبراير ضد وزير الداخلية السابق ومدير أمن الدقهلية السابق والمسئولين بغرفة مكافحة الشغب بالدقهلية.
»محمد« يسعي للعلاج لدي القوات المسلحة ويناشد وزير التعليم النظر في حالته التي يعجز معها حاليا الانضباط في العمل الذي ألحق به مؤقتا منذ سنوات طوال حصل خلالها علي جميع الشهادات المطلوبة واجتاز جميع الاختبارات.. مجرد أمنية ليس من الصعب تحقيقها لواحد من أبناء هذا الشعب كان في طليعة الذين قدموا صدورهم عارية من أجل الحرية.