رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المصابون معتصمون لحين سقوط النظام

أكد أهالي الشهداء والمصابين في ثورة الغضب استمرارهم في الاعتصام بالشارع حتي‮ ‬يرحل الرئيس مبارك وقالوا انهم لن‮ ‬يتركوا دماء أبنائهم الذين قتلوا أو أصيبوا‮ ‬غدراً،‮

‬حتي اسقاط النظام كله قال‮ »‬رجب عبدالفتاح‮« ‬والد الشهيد‮ »‬مصطفي‮« ‬الذي قتل‮ ‬يوم الجمعة‮ »‬28‮ ‬يناير‮«: ‬عندما حدثت الثورة واشتبك رجال الشرطة مع المتظاهرين خرج نجلي مع زملائه‮ ‬يطالبون بتصحيح أوضاع البلد‮.‬

نجلي الشهيد عمره‮ »‬27‮ ‬سنة‮« ‬تخرج في الجامعة و ظل‮ ‬يبحث عن عمل في كل مكان الا ان كل المحاولات باءت بالفشل ورغم ان زملاءه أقل منه تقديراً‮ ‬إلا أن لديهم‮ »‬وساطة‮« ‬فاشتغلوا في شركات كبري،‮ ‬ويضيف الأب المكلوم تحطمت طموحات وآمال ابني التي كان‮ ‬يحلم بها ويوم مظاهرة‮ »‬25يناير‮« ‬قرر أن‮ ‬يخرج ويشارك الشباب ويطالب بحقه في القضاء علي الفساد والوساطة ورفع الأسعار وتدني الأجور وظل معتصماً‮ ‬بالشارع حتي‮ ‬يوم الجمعة التي حدثت فيه الاشتباكات بين رجال الشرطة والشباب وقاموا باطلاق الرصاص الحي عليه فاستشهد نجلي وفوجئت بأصدقائه‮ ‬يطرقون علي الباب ويقولون لي ابنك مات شهيداً‮.‬

وأكد الأب‮.. »‬رجب‮« ‬أنه منذ تلك الساعة وهو‮ ‬يجلس مع المعتصمين امام مسجد القائد‮ »‬ابراهيم‮« ‬بميدان محطة الرمل لحين رحيل‮ »‬مبارك‮« ‬وأن هذا الرحيل هو عزاؤه الوحيد في نجله الشهيد لأنه هو المسئول عن قيام ضباط الشرطة باطلاق الأعيرة النارية علي المتظاهرين‮.‬

وقال‮ »‬أحمد‮. ‬م ـ‮ ‬29‮ ‬سنة‮« ‬من شباب حركة‮ »‬6‮ ‬أبريل‮« ‬انه أصيب في قدمه برصاص مطاطي سبب له عاهة مستديمة‮.‬

ويروي أحمد حكايته قائلاً‮: ‬عندما خرجنا في مظاهرات‮ »‬25‮ ‬يناير‮« ‬كان كل هدفنا هو تصحيح الأوضاع في البلد وأن‮ ‬يأخذ كل مواطن حقه ونجد فرص عمل والغاء قانون الطوارئ،‮ ‬لقد نزلنا للشارع وكل هدفنا ان تكون المسيرة سلمية وليست مظاهرة تخريب مثلما‮ ‬يقولون وفوجئنا بتدخل الشرطة وضربنا بالقنابل المسيلة للدموع ثم قاموا باطلاق الرصاص الحي والمطاطي مما أدي الي اصابتي في قدمي ورغم ذلك لم أسكت ولم أخف وسوف أكمل مع زملائي مشوار الثورة الي ان‮ ‬يرحل النظام الفاسد‮.‬

وتبكي الحاجة‮ »‬نادية ـ‮ ‬51‮ ‬سنة‮« ‬والدة الشهيد‮ »‬أحمد عبدالله ـ‮ ‬32‮ ‬سنة‮« ‬وتقول‮: ‬دم هؤلاء الشهداء في رقبة النظام الفاسد واللي‮ ‬يتفاوض علي بقاء أو رحيل الرئيس‮ ‬يذهب أولاً‮ ‬الي كل أب وأم وأخ وأخت مات‮ ‬لهم أو أصيب لديهم ابن‮. ‬وأضافت اننا لن نترك دم ابني‮ ‬يسيل علي الأرض بلا ثمن،‮ ‬دمه هو وزملائه الشهداء في رقبة حبيب العادلي والرئيس حسني مبارك‮.‬

وتتساءل والدة الشهيد احمد هل‮ ‬يوافق الرئيس أن‮ ‬يحدث هذا لنجله،‮ ‬لو تذكر منذ شهور عندما فقد حفيده حدثت له الصدمة وصحته تدهورت وكل الشعب وقف بجواره وظل‮ ‬يدعي له أن تمر الأزمة الصحية التي كان‮ ‬يتعرض لها ولم نعلم ان هؤلاء الشباب سوف تكون نهايتهم علي‮ ‬يده لمجرد أنهم عبروا عن رأيهم فكان جزاؤهم القتل‮.‬

وطالب‮ »‬محمد سالم ـ‮ ‬22‮ ‬سنة‮« ‬طالب وأحد المصابين بالرصاص المطاطي زملاءه المعتصمين بالصمود قائلاً‮: »‬ماترجعوش الا لما مصر ترجع‮« ‬مؤكداً‮ ‬أن مصر لن تعود كما نريدها بدون رحيل مبارك والذي كنت أعتبره أبويا لأنني‮ ‬يتيم الأب ولكنني فوجئت أن هذا الأب هو الذي حرمني من أن أعيش مثل أي شاب عيشة كريمة،‮ ‬لقد كان كل حلمي أن أعمل لأساعد شقيقتي في زواجها ولأطلب من والدتي العاملة البسيطة ان تجلس في المنزل وان أنفق علي أسرتي ولأنني طالب لم أجد عملاً‮ ‬سوي عامل بناء ودخلي ضعيف لا‮ ‬يكفي لمتطلبات دراستي أو الانفاق علي عائلتي لذلك خرجت أطالب بحقنا في الحياة وأقول عايز حقي‮ ‬يارئيس الجمهورية وأريد المساواة وحمايتي أنا وأسرتي‮ ‬من جشع التجار وارتفاع الاسعار ومهازل التعليم المستمرة وبطش رجال الشرطة وجشع اصحاب العمل الذين‮ ‬يمصون دماءنا كل ذلك بسبب الحكومة الفاسدة التي‮ ‬تحمي‮ ‬رجال الاعمال من اجل ذلك خرجنا جميعا لنعبر عن رأينا ونقول كلمة‮ »‬آه‮« ‬بصوت عالٍ‮ ‬لكي‮ ‬يسمعنا الجميع ولكن للاسف كالعادة كان الرد علينا الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لو كان الرئيس شعر بنا وتنازل وتحاور معنا وسمع لشكوانا ووضع حلولا كانت الازمة عدت ولم تحدث اشتباكات بين الشرطة والشباب والتي‮ ‬يدفع الالاف من الشباب خريجي‮ ‬الجامعات والطلاب والعمال البسطاء ثمنها الان‮.‬

قالت‮ »‬ايمان احمد‮« ‬35‮ ‬سنة مصابة برصاص مطاطي‮: ‬انا فخورة جداً‮ ‬بما فعلته مع اصدقائي‮ ‬الشباب علي‮ ‬الرغم انني‮ ‬لست سياسية ولم اتبع اي‮ ‬حزب وكل ما كان‮ ‬يجمعني‮ ‬بهؤلاء الاصدقاء فهل‮ ‬يعقل أن نشاهد كل ذلك ونسكت ونظل صامتين،‮ ‬انا خرجت للثورة لأطالب بحق والدي‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬يتوازن اجره مع الاسعار التي‮ ‬ترتفع كل‮ ‬يوم فماذا انفعل هل‮ ‬يترك والدي‮ ‬العمل الشريف ويتاجر في‮ ‬المخدرات‮.‬

واكدت ايمان انها لم تجعل الاصابة تعوقها عن الثورة وسوف تظل

بالشارع إلي‮ ‬أن تأخذ حقها من كل مستبد في‮ ‬هذا النظام الحاكم‮.‬

وتبكي‮ ‬زوجة الشهيد‮ »‬صابر فهمي‮« ‬42‮ ‬سنة حلاق وتقول‮: ‬زوجي‮ ‬لم‮ ‬يكن سياسيا ولا تابعاً‮ ‬لأي‮ ‬حزب وكل ما فعله انه خرج‮ ‬يطلب تحسين مستوي‮ ‬المعيشة لأطفالنا ويطالب بتحسين التعليم والخدمات الصحية،‮ ‬فلماذا قتلوه ويتركون ابناءه ايتاماً‮ ‬فهو اب لبنتين وطفل في‮ ‬الطريق كان‮ ‬يحلم به طوال حياته وعندما رزقني‮ ‬الله به أفاجأ بأنه‮ ‬يستشهد حرام عليك‮ ‬يا سيادة الرئيس قتلت زوجي‮ ‬وهدمت اسرتي‮ ‬برصاص ضباطك‮.‬

أما الحاجة‮ »‬أم احمد‮« ‬50‮ ‬سنة فهي‮ ‬ترفض الدخول لمنزلها وتعتصم أمام قبر نجلها لحين رحيل‮ »‬مبارك‮«.‬

وبعد عناء شديد وافقت والدة الشهيد‮ »‬أحمد ابراهيم‮« ‬19‮ ‬سنة ميكانيكي‮ ‬ان تروي‮ ‬ما حدث لنجلها‮ ‬يوم الحادث قالت ابني‮ ‬خرج مع شقيقه الاكبر لمشاهدة ما‮ ‬يحدث بعد ان سمعنا عن المظاهرة وضرب النار وفوجئ بقنابل مسيلة للدموع تلقي‮ ‬علي‮ ‬الشباب والاطفال فاسرع ابني‮ ‬الشهيد لانقاذ الاطفال لكنه اصيب برصاصة دخلت من جانب برأسه لتخرج من الجانب الآخر‮.‬

وتبكي‮ ‬بشدة وتقول ابني‮ ‬لم‮ ‬يسر في‮ ‬المظاهرات ولا‮ ‬يتحدث في‮ ‬السياسة وكل ما فعله انه‮ ‬يعمل ليل نهار من اجل أن‮ ‬يوفر لي‮ ‬انا واشقائه قوت‮ ‬يومنا لانه هو العائل لي‮ ‬هو وشقيقه الاكبر وتتساءل من‮ ‬يعوضني‮ ‬عن ابني،‮ ‬كنوز الدنيا كلها لا تعوضني‮ ‬أما الذي‮ ‬يصبرني‮ ‬هو معاقبة ضباط الشرطة وجميع المسئولين عن قتل كل هؤلاء الشهداء ورحيل‮ »‬مبارك‮« ‬من مصر‮.‬

ويقول الحاج‮ »‬رمضان محمد‮« ‬57‮ ‬سنة بالمعاش‮ »‬حسبي‮ ‬الله ونعم الوكيل في‮ ‬كل مسئول ظالم‮« ‬نجلي‮ »‬محمود‮« ‬23‮ ‬سنة عامل قتل ظلماً‮ ‬علي‮ ‬أيدي‮ ‬ضباط الشرطة وتضيف لم‮ ‬يعمل‮ ‬يوماً‮ ‬في‮ ‬السياسة كل حياته هي‮ ‬العمل ليل نهار من اجل ان‮ ‬يوفر لاسرة مكونة من‮ ‬9‮ ‬افراد احتياجاتهم فانا عاجزة وهو الابن الاكبر لي‮ ‬لذلك تحمل المسئولية منذ صغره لكي‮ ‬يساعدني‮ ‬علي‮ ‬الحياة الصعبة،‮ ‬وفي‮ ‬يوم الحادث‮ ‬يوم الجمعة‮ ‬28‮ ‬يناير سمعنا صوت اطلاق النار والصراخ واستيقظ‮ »‬محمود‮« ‬مسرعاً‮ ‬لكي‮ ‬يطمئن علي‮ ‬اشقائه ثم اخبرني‮ ‬بأنه سوف‮ ‬يتوجه علي‮ ‬الفور إلي‮ ‬خالته لانها تقيم بجوار قسم المنتزه وعلمنا أن البلطجية‮ ‬يقومون بإشعال النيران فتوجه لانقاذ خالته اثناء ذلك فاصيب برصاصة في‮ ‬رأسه مما ادي‮ ‬إلي‮ ‬وفاته علي‮ ‬الفور‮.‬

اما‮ »‬محمد مسعد‮« ‬23‮ ‬سنة محاسب مصاب بالعديد من الرصاص بجسده وشاهد الموت بعينيه عندما اطلق الرصاص عليه وظل‮ ‬ينزف لمدة ساعتين بدون ان‮ ‬يجد من‮ ‬ينقذه‮.‬

قال‮ »‬محمد‮« ‬خرجت لكي‮ ‬أعبر عن رأيي‮ ‬بحرية مع زملائي‮ ‬ولم نقم بأي‮ ‬تخريب وكانت المظاهرة سلمية ولكننا فوجئنا بضباط الشرطة‮ ‬يقومون باطلاق القنابل المسيلة للدموع لفض المظاهرة الا اننا ظللنا صامدين حتي‮ ‬اطلقوا الرصاص الحي‮ ‬وتمت اصابتي‮ ‬وأغمي‮ ‬علي‮ ‬ولم اشعر بنفسي‮ ‬الا وانا في‮ ‬المستشفي‮ ‬ويضيف والده‮ »‬الحاج مسعد‮« ‬ابني‮ ‬خرج‮ ‬يوم الجمعة‮ ‬28‮ ‬يناير واختفي‮ ‬لمدة‮ ‬13‮ ‬يوما وظللنا نبحث عنه حتي‮ ‬ابلغتنا القوات المسلحة انه مصاب في‮ ‬المستشفي‮ ‬الميري‮ ‬بالعناية المركزة واجري‮ ‬له عملية لاستخراج رصاصة من جانبه الايمن بعد ان تفتت له ضلع بالكتف وفص من الرئة وتسببت الرصاصة في‮ ‬نزيف دائم ونقص في‮ ‬الاكسجين بالمخ‮.‬