عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"فتاوي لها تاريخ" كتاب جديد لـ"علاء عريبي"

بوابة الوفد الإلكترونية

صدر للزميل الكاتب الصحفي علاء عريبي كتاب جديد بعنوان «فتاوي لها تاريخ» قراءة في الخطاب الديني الحكومي»، صدر الكتاب عن دار «أكتب» للنشر والتوزيع بالقاهرة.

ويقدم العريبي في الكتاب من خلال أربعة فصول قراءة لفتاوي دار الافتاء المصرية لما يقرب من مائتي سنة، منذ تولي الشيخ حسونة النواوي منصب مفتي الديار المصرية سنة 1895 وحتي تولي د. علي جمعة دار الافتاء «2003 حتي 2013» أي ما يقارب 178 سنة.
خصص الكاتب في الفصل الأول جزءا لمناقشة القضايا الخاصة بالمرأة حيث يبين كيف نظر الفقه التابع للحكومة أو الفقه الحديث للمرأة ومكانتها ومشاكلها داخل الأسرة والمجتمع إذ ناقش «عريبي» في هذا الفصل قضايا علي قدر كبير من الأهمية والحساسية مثل مشكلة نفقة الزوجة، هل الزوج ملزم بالإنفاق علي زوجته خلال مرضها؟ من الذي يتحمل نفقة الطبيب والأدوية؟ هل تتحملها الزوجة من أموالها الخاصة أم تتحملها أسرتها: الأب أو الأشقاء أم يتحملها الزوج؟ وماذا عن نفقات القابلة «الداية»؟ هل يسددها الزوج لأنها تقوم علي توليد زوجته أم تتحملها الزوجة لأنها جاءت بناء علي طلبها؟
ويتناول في نفس الفصل مشكلة ميراث أبناء الفتاة المغتصبة، هل ترث هي وأطفالها من تركة من قام باغتصابها في حالة وفاته؟ وهذه القضية للأسف تذكرنا بمشكلة أبناء العبيد في الجاهلية، لمالكها أن يطأها، وفي حالة إنجابها منحه العرف حرية الاعتراف بالطفل أم إنكاره ويترتب علي إنكاره الطفل عدم حصوله علي نصيب من تركته، فقهاء في قضية أطفال المغتصبة أفتوا بعدم توريث الأطفال من تركة والدهم لعدم اعترافه بهم، كما أنه لم يعقد علي والدتهم، واكتفي الفقهاء بتوريث الأطفال من الأم فقط، وقد أخذ المفتون بدار الإفتاء المصرية برأي من سبقوهم، «عريبي» في نهاية هذه المسألة أشار الي اختلاف العصر وتطور العلم، حيث أصبح بفضل تحليل الـ«دي إن إيه» تحديد والد الطفل، فلماذا لا نستفيد من هذا التطور العلمي في الفتوي نمنح أطفال المغتصبة نصيبهم من تركة والدهم الذي تحدده نتيجة التحاليل؟
كما ناقش في نفس الفصل مشكلة جائزة المرأة في الجنة، إذا كان الرجل سوف يفوز بالحور العين، فماذا عن المرأة؟ هل سيهبها الله حور عين من الذكور؟ هل سيحولها هي الي حور عين؟ كما ناقش في نفس السياق مكانة المرأة من زوجها في الجنة، هل ستظل زوجة له وتعيش معه؟ وماذا عن المرأة التي تكره زوجها؟ هل ستجبر علي العيش معه في الجنة؟ وماذا عن المطلقة؟ وماذا عن الغيرة النسائية بسبب تعدد الزوجات؟ وهل تغار الزوجة من الحور العين؟
الفصل الثاني ناقش فيه علاء عريبي فقه أهل الذمة، من خلال خمس قضايا خاصة بالإخوة المسيحيين منها: مشكلة توريث الزوجة المسيحية من الزوج المسلم، حيث يشير الموروث الفقهي الي عدم توريث الزوجة المسيحية أو اليهودية من تركة زوجها المسلم لاختلاف الديانة، كذلك أفتوا بعد توريث الزوج المسلم من تركة زوجته المسيحية أو اليهودية فماذا لو كانت الزوجة لا تمتلك من الحياة الدنيا شيئا سوي ما تركه لها زوجها؟ هل تلقي في الشارع وتتسول قوت يومها بعد أن خدمت زوجها عشرات السنين؟ إذا كان الله عز وجل سمح للمسلم بالزواج من مسيحية أو يهودية فلماذا حرم الفقهاء توريثها؟ هل لكي يتصدوا لظاهرة زواج المسلم من ذمية؟
كما تناول في نفس الفصل قضايا تهنئة المسيحيين في أعيادهم وأفراحهم والمناسبات الخاصة بهم وبين التناقض في فتاوي من تولوا دار الإفتاء خلال القرنين الماضيين، وناقش كذلك مشاكل حكم شهادة المسيحي علي عقد زواج المسلم هي يبطل العقد؟ ومشكلة شرعية دفن المسيحي في مقبرة واحدة مع المسلم هل يبطل العقد؟ ومشكلة شرعية دفن المسيحي في مقبرة واحدة مع المسلم، حيث اختلف الفقهاء، أغلبهم رفض تماما فكرة الجميع بينهما في مقبرة واحدة، وبعضهم أباحها في حالة عدم وجود قبر للمسلم غير الموضع المدفون فيه المسيحي، وفي نهاية الفصل ناقش مشكلة دية المسيحي واليهودي، هل يحصل علي دية تماثل دية المسلم، وأوضح اختلاف الفقهاء وبالتالي المفتين حول الدية، حيث حدد البعض بنصف دية المسلم، وجعلها آخرون مساوية لدية المسلم، والفريق الثالث وهم الشافعية جعلوها ثلث دية

المسلم.
الفصل الثالث ناقش فيه بعض القضايا الخاصة بالعقيدة والسيرة، منها مشكلة العذاب الذي يقع عي الشهيد في قبره، إذ إن الله عز وجل قد أكرم الشهيد ورفعه أعلي الدرجات، وأكد في كتابه العزيز أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، هذا الشهيد كيف يحظي بهذه المنزلة لدي الله، بينما الموروث السيري يري وقوع العذاب عليه في قبره بسبب عدم استبرائه من بوله، حيث يتناول «عريبي» واقعة استشهاد الصحابي سعد بن معاذ التي انتهت حسب ما نسب الي الرسول صلي الله عليه وسلم الي اهتزاز العرش لموته ونزول سبعين ألف ملك من السماء للمشاركة في جنازته، وعند إغلاق القبر علي رفاته قيل إن القبر ضم عليه وأن الضم أخلجت صدره وذلك لعدم استبرائه.
كما تناول نفس الفصل واقعتي شق صدر النبي خلال طفولته، وواقعة هجرة النبي من مكة الي المدينة، فهل خرج الرسول من بيته ليلا بمعجزة سماوية، بأن أصاب الله الكفار الذين يتربصون به أمام باب الدار بالعمي، أم أنه هرب منهم من منزل صديقه أبي بكر الصديق رضي الله عنه إذ هربا معا من حائط خلفي للدار.
الفصل الرابع والأخير خصه بفقه العبادات، وناقش «عريبي» فيه سبع مسائل: الأولي توضح أثر دخول التلغراف علي الفقه، واختلاف الفقهاء حول الأخذ برؤية الهلال في الصيام والأعياد والشهور عن طريق التلغراف، الثانية حكم شرب الدخان وعزف الموسيقي في الحج، والثالثة حكم صلاة عاري الرأس، هل يتقبل الله الصلاة ممن أداها حاسرا رأسه؟! والرابعة: ما حكم أداء فريضة الحج بمال مسروق، هل يتقبل الله حجه ويعاقبه، علي سرقته أم أن جريمة السرقة تبطل الفريضة؟ القضية الخامسة، إذا وافق عيد الفطر أو الأضحي يوم جمعة، هل يكتفي بتجمع وخطبة واحدة؟ هل يكتفي بخطبة وصلاة العيد ويعفي المسلم من التجمع لصلاة العيد؟ القضية السادسة ناقشت نجاسة الكلب والسابعة والأخيرة ناقش «عريبي» فيها حكم ارتداء «البرنيطة» و«البيجاما» هل ارتداء ملابس غير المسلمين يخرج المسلم من الملة.
في مقدمة الكتاب وضع الكاتب علاء عريبي يده علي أهم سلبيات فتاوي العصر الحديث وتمثلت في:
1 - اعتماد المفتي علي النقل، حيث يستدعي الموروث المتشابه في المذهب.
2 - العمل برأي الأغلبية بشكل آلي دون مراجعة أو تحقيق.
3 - توافق الفتوي وإرادة الحاكم وسياسته.
4 - امتلاك الحاكم مبادرة ودفة التجديد بالخطاب في شكل قرارات أو قوانين، إذ كان للقوانين دائما فضل السبق في تجديد الخطاب الديني، حيث كانت تتجاوز الموروث الفقهي بوضع قوانين تتعارض معه، وهو ما كان يدفع من يتولون دار الإفتاء الي إنتاج فتاوي فيما بعد تتوافق والخطاب الحكومي.
كتاب «فتاوي لها تاريخ» قراءة في الخطاب الديني الحكومي صدر عن دار «أكتب» للنشر والتوزيع ويتم توزيعه بالمكتبات خلال معرض الكتاب القادم.