عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العراقي أمجد سعيد: غازلت مصر بعشرات القصائد


عشق مصر وترابها، ترك بلاده وفضل البقاء فيها، رفض مغادرتها خلال ثورة يناير المباركة وشارك شعبها فرحته بالحرية التي غابت عنه فترة طويلة.. يصف مصر بأنها قلب الوطن العربي النابض، ويصف مبدعيها بأنهم حملة المشاعر.

شارك الشاعر العراقي أمجد سعيد في الكثير من المهرجانات الشعرية في مصر وكذلك في الاحتفالات الوطنية وكتب في مجلات «إبداع» و«الشعر» و«الثقافة الجديدة» ويتابع مسيرة الشعر أولاً بأول ويحرص علي حضور عدة ندوات أسبوعية مثل «ورشة الزيتون» و«فضفضة» و«نادي القصة» و«نادي الأدباء» و«اتحاد الكتاب» و«جمعية الأدب الحديث» و«جمعية الأدب الإسلامي» وحصل علي درجة الماجستير مؤخراً في دراسة المخطوطات العربية من معهد البحوث والدراسات العربية.

يزور دائماً المناطق التاريخية في القاهرة ويتأمل في طبيعة الحضارة الإسلامية العربية المبدعة ويقرأ كثيراً عن الحضارة الفرعونية التي أنجزت هي وشقيقتها السومرية في العراق القديم بدايات الحضارة الإنسانية.

كتب عن مصر أكثر من عشرين قصيدة ستنشرها قريباً هيئة الكتاب بعنوان «قلائد مصر» تتناول العديد من الموضوعات التاريخية والسياسية والثقافية.

سألناه عن عشقه لمصر وأشياء أخري.. فكان هذا الحوار:

> متي بدأت علاقتك بمصر؟

- علاقتي بمصر علاقة تاريخية لا أقول خاصة لكنها كانت ضمن المجتمع العربي ككل بمصر بدأت من الصبا حيث كان الوالد رحمه الله من أنصار ومريدي جمال عبدالناصر وكانت الإذاعة المصرية «القاهرة - صوت العرب» هي موردنا الثقافي في الخمسينيات والستينيات وكذلك سوق الكتب والصحف والمجلات المصرية «الهلال - الكواكب - روز اليوسف - صباح الخير» وكنا نلتهم هذه المجلات ثم غيرناها إلي المجلات الأكثر تخصصاً في الثقافة «الشعر - المسرح - السينما» وخلال تلك الفترة كان الحب يمتزج بالسياسة والبعد القومي الذي كانت مصر تمثله لنا أيام المد القومي الكبير في الستينيات، وكنا نحتفي بأي مصري يأتي إلينا وأتذكر عام 1959 زار «الموصل» المدينة العراقية الإذاعي أحمد سعيد مع وفد يضم عبدالحليم حافظ ومحمود شكوكو وغيرهما، كذلك كان المدرسون يأتون إلينا ليعلموا أبناءنا اللغة العربية في المدارس والجامعات ومازالت لي علاقة بهم حتي الآن.

> متي زرت مصر للمرة الأولي؟

- كان ذلك في عام 1974 مع شاعر زميلي بهدف التعرف علي المثقفين والأدباء، وبالفعل قابلت الكثير منهم علي رأسهم المرحوم محمد عفيفي مطر ومحمد إبراهيم أبوسنة وأمل دنقل ونجيب سرور وبهاء طاهر ويحيي الطاهر عبدالله وممدوح حمدي الذي قضي معي شهراً كاملاً وقدم لي كل شيء.

> وماذا عن المقابلات؟

- عرضت عليهم أعمالي الإبداعية ونشر بعضها وسجلت أحاديث في الإذاعة المصرية «البرنامج التالي» وحصلت علي مبلغ جنيهين وقتها وهو مبلغ ضخم، وتمتعت بجو مصر البديع وهذا الوهج العربي رغم ما كان في قلوبنا من اتفاقية «كامب ديفيد» وغيرها ولكن ذلك كان علي المستوي الرسمي فقط، وقابلت مجموعة كبيرة من الشعب المصري الودود المثقف ومازلت أحتفظ بالرموز الكبيرة التي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، ففي مجال الثقافة نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وطه حسين، وفي مجال السياسة جمال عبدالناصر ورفاقه، وفي مجال الفن أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، وأبطال السينما والمسرح، وكذلك قارئي القرآن أمثال: محمد رفعت ومصطفي إسماعيل الذي رأيته بنفسي يقرأ أمامي في القصر الجمهوري العراقي.

> صف لنا مصر في تلك الفترة؟

- استطاعت مصر في تلك الفترة أن تقود الوطن العربي بالقوة الناعمة، قوة الفن والأصالة، فمثلاً نحن العراقيين كنا ننتظر المسلسل الإذاعي «ألف ليلة وليلة» للقديرة زوزو نبيل وبدأ حب مصر ينمو بداخلنا حتي اكتشفنا بعد ذلك الأثر الكبير الذي أحدثته مصر في الوطن العربي وقيادة الأمة التي مارستها مصر عبر الحقب المختلفة والتقاء الحضارة الفرعونية بالحضارة العراقية القديمة بدءاً من السومرية مروراً بالخلافة العباسية والأموية وغيرها، وعدت علي أمل الرجوع ثانية لمعشوقتي الجميلة مصر.

> ومتي كانت العودة؟

- بعد فوزي بجائزة «الفاو الأدبية الكبري» عن فرع الملحمة الشعرية عن كتاب «رقيم الفاو» 1969/1970 التي رصدت فيها بداية التاريخ القديم حتي نهاية التاريخ القديم حتي

نهاية الحرب العراقية الإيرانية وكرمتني الدولة بتعييني مديراً للمركز الثقافي العراقي بالقاهرة كان ذلك عام 1989.

> صف لنا شعورك وقتها؟

- كنت أستعجل السفر وقتها وأنهيت إجراءاته في أسبوعين فقط وكان معي الصحفي داود الفرحان وقررت استغلال كل دقيقة في وقتي وكأنني كنت استطلعت الغيب فتوقف المركز الثقافي العراقي بعد سنتين فقط من افتتاحه وكان شعلة من النشاط الثقافي لجميع أبناء الأمة العربية.

> وكيف رأيت مصر؟

- مصر دولة كبيرة تحمل مؤسسة ثقيلة وعلمية ولذلك تحدث التغييرات ببطء.. بعد دراسة وبحث ونقاش طويل ولا يحدث فيها تغييرات وفجأة أذكر وقتها أنه دار نقاش كبير علي إقامة طريق حول الأهرام ولا أعرف حتي الآن ما مصيره ولكن وجدت أن الرموز بدأت تكبر وتتغير وجهة نظرها في الحياة وزحفت الحداثة إلي مصر بما تحمله من سلبيات وإيجابيات ورغم ذلك تبقي مصر بسحرها وجمالها ورونقها خاطفة للألباب في كل صورها وأحوالها بشكل يجعلك تستمتع بها دائماً.

> شاهدت ثورة يناير ورفضت مغادرة القاهرة.. ما رأيك فيها؟.. وهل توقعت النهاية؟

- رأيت ثورة 25 يناير المجيدة، وأيقنت من أول وهلة أن الشباب المصري مصمم علي تحقيق التغيير وتأكد لي ذلك بعد أن استمعت إلي مجموعة منهم خيارها الوحيد هو الموت لو فشلت الثورة، وحينما بدأ الزحف الشعبي لمساندة الشباب وتدخلت القوات المسلحة شاهدت النهاية الحتمية والطبيعية ليس للنظام المصري فقط بل لجميع النظم العربية الديكتاتورية التي تكتب نهايتها بيدها وتتحمل مسئولية غبائها السياسي.

> وماذا تطلب من الشعب المصري؟

- العمل والإنتاج للحفاظ علي مكتسبات الثورة وكفانا مظاهرات واحتجاجات قد تكون مشروعة ولكن ليس وقتها الآن، كما أطالب - إن جاز لي - المواطن المصري بضرورة التغيير الذاتي، ولتكن البداية نسف كلمة «معلهش» من قاموس حياته وإعلاء قيمة الثواب والعقاب وإلغاء الفوارق الضخمة بين الحد الأدني والحد الأقصي للأجور، وأخيراً أن تعود مصر بقوتها الناعمة إلي دورها الرائد والمحوري في قيادة الأمة وهو الدور الطبيعي الذي فقدته خلال السنوات الأخيرة بسبب النظام السابق.

> نظمت قصائد كثيرة في حب مصر.. قدم لنا نموذجاً؟

- هناك مثالان أولهما بعنوان «مصر» والآخر بعنوان «ميدان طلعت حرب».

مصر

شفق علي شفق

وماء فوق ماء

يرسم الاسم النبيلا

أرث من اللهب الذي لا ينتهي

جيلاً

فجيلاً

بلي الزمان

علي سواحلك التي

يا مصر

تختصر المراحل

والعوالم

والفصولا

ويظل سحرك يلهم الأجيال

مبتدعاً

رؤي بكراً

ومحتضناً

زعيماً

أو حكيماً

أو رسولاً

مأمونة

أرضاً

وتاريخاً

وشعب مفاخر جلي

ونيلاً

 

ميدان طلعت حرب

يأتيه الخلق زرافات

أو وحدانا

أزياء

أديان

لهجات

سحنات

ولغات

من أربع أطراف الدنيا

ويضيعون سراعاً

ما بين مقاه

وملاه

ونواصي كتب

ومحلات عصير

أنا أحفظ (طلعت حرب) الميدان

وما بين أصابعه

من فتحات

وزوايا

أحفظ مدبولي

المستودع

فلفلة

مقهي ريش

البستان

جروبي

الأتيليه

النادي اليوناني

أقول لنفسي، حتماً

أن يوجد (طلعت حرب) الميدان

وإلا كيف ستعرف إنك في مصر

[email protected]