رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في مؤتمر الرواية العربية إلي أين؟: المرأة تعبر عن ذاتها

بمشاركة مائة ناقد وروائي في مصر‮ ‬وسبع عشرة دولة عربية افتتحت أول أمس فاعليات ملتقي القاهرة الدولي الخامس للابداع الروائي العربي تحت عنوان الرواية العربية‮.. ‬إلي أين؟

والذي يستمر لمدة أربعة أيام في الفترة من‮ ‬15‮-‬12‮ ‬وتقام في خلال الملتقي أربعون جلسة علمية وخمس موائد مستديرة،‮ ‬وألقي الدكتور جابر عصفور رئيس اللجنة المنظمة للملتقي كلمة افتتاحية قائلاً‮ ‬إنه يتوجه بتحية لكل الروائيين العرب من الذين اسهموا في بناء الرواية‮ ‬العربية مذكراً‮ ‬بأن الرواية بدأت من حلب وسوريا أما البداية المصرية فكانت من خلال رواية‮ "‬زينب‮" ‬لمحمد حسين هيكل سنة‮ ‬1921،‮ ‬وهي تعد الأسس الحقيقية لميلاد الرواية العربية‮.‬

 

وأضاف‮: ‬وفي ظل اشتداد النزعات الوطنية والدينية والقومية تتأثر الرواية وعليناأن نفكر في مستقبل للرواية في ظل العولمة‮! ‬وتساءل ماذا ستكون عليها‮ "‬الرواية‮" ‬في المستقبل؟

ثم ألقت الكاتبة والروائية سحر خليفة كلمة المبدعين والكتاب مشيراً‮ ‬إلي أن الاعلاميين والسياسيين سرقوا الأضواء من المبدعين في ظل الظروف التي يتعرض لها الشعوب العربية وتساءلت ماذا نفعل ولقد‮ ‬غاب القراء عن ساحتنا فكيف نسترجعهم فلا توجد حضارة بلا قادة ولابد من استعادة تنوير الكتابة للشعوب العربية‮.‬

ثم ألقي د‮. ‬عماد أبو‮ ‬غازي كلمة مذكراً‮ ‬بأن فكرة ملتقي القاهرة الدولي للابداع الروائي العربي في دورته الاولي جاءت بمناسبة مرور عشر سنوات علي حصول نجيب محفوظ علي جائزة نوبل فالملتقي فكرة مصرية ليشارك الكتاب والمبدعون في مستقبل الثقافة والفكر العربي‮.‬

وشارك نقاد وأدباء وروائيون عرب منهم‮: ‬أمير تاج السر،‮ ‬وواسيني الأعرج،‮ ‬وسمر يزبك،‮ ‬وسميحة خريس،‮ ‬وحجاج أدول،‮ ‬وشاكر نوري،‮ ‬وفؤاد قنديل،‮ ‬وشريف حتاتة،‮ ‬وفتحي امبابي،‮ ‬ويوسف نوفل،‮ ‬ومي التلمساني،‮ ‬وآخرون،‮ ‬ومن النقاد المشاركين د‮. ‬جابر عصفور وفيصل دراج ويسري عبدالله وأحمد درويش ومصطفي الضبع،‮ ‬وقد بدأت أولي فعاليات المؤتمر عقب الجلسة الافتتاحية بالمسرح الصغير وتوالت باقي فعاليات الملتقي بمقر المجلس الاعلي للثقافة‮.‬

ومن الكتاب المشاركين في الملتقي فؤاد قنديل والذي ألقي ورقة بحثية تحت عنوان‮ "‬صعود كتابة المرأة‮" ‬والورقة تحاول ان تقدم صورة للازدهار الذي حدث في كتابة المرأة في الرواية بالذات،‮ ‬ولكن الازهار حدث لكتابة المرأة في الشعر والقصة القصير والنقد،‮ ‬أما بالنسبة للابداع الروائي فقد بدأ منذ ما يزيد علي مائة عام وزادت عدد الكتابات مع الأيام وبمرور السنوات حيث أصبحت الكتابات يقبلن علي فن الرواية بشكل متزايد وفي مصر هناك ما يزيد علي‮ ‬50‮ ‬كاتبة للرواية وتتناول الورقة اسباب هذا الازدهار ومنها يأتي انتشار التعليم وارتفاع مستوي الوعي وايضا توسع نبسي في هامش الحرية في الناحيتين الاجتماعية والسياسية مع وجود رغبة عميقة لدي المرأة في التعبير عن ذاتها‮.‬

أما الدكتور أحمد درويش فقد قدم بحثاً‮ ‬عن‮ "‬قراءة ثانية للتقنيات الفنية عند نجيب محفوظ‮" ‬وفيه قال أري أن المخزون الفني في كتابات نجيب محفوظ لا ينفد وأنه قابل لإعادة القراءة والتأمل في لحظة أخري وقد ركز في البحث علي نقاط ملامح تقنية في كتابات نجيب محفوظ الأولي منها تسود عنده في مجال السرد واطلقت عليها تقنية‮ "‬التناص الداخلي‮" ‬وتقوم علي فكرة تكرير جزءي لنص ما خلال الرواية الواحدة علي فترات متباعدة علي أن يكون النص الجديد في كل مرة منطلقا لمرحلة تطورية لبناء الرواية ومعتمدا علي فترة سابقة منها‮.. ‬وفي مجال التقنية الأخري ألمح إلي ما اسماه تقنية‮ "‬التقاط الأنفاس‮" ‬وهي تسود اثناء اعتماده علي المونولوج الداخلي او يثار الوعي حيث يقطع فجأة امتداد التيار في الماضي السحيق ويظهر بنظرة قصيرة كأنها تماما التقاط السابع لأنفاسه في المهد حين يظهر رأسه فوق الأمواج لثوان معدودة قبل أن ينغمس من جديد

في التيار السابق‮.‬

كما ألقي د‮. ‬يسري عبدالله مدرس النقد بكلية الآداب جامعة حلوان بحثاً‮ ‬جاء تحت عنوان‮ "‬جدل العالم الافتراضي والسرد الروائي‮" ‬وفيها يحاول رصد التجليات البارزة للتطور التكنولوجي وحالة الزخم والتنوع في وسائط الاتصال الجديدة والتي تضع آفاقاً‮ ‬بارزة في الرواية العربية الآن،‮ ‬حيث مثل‮ "‬الانترنت‮" ‬جدلاً‮ ‬خلاقا في السرد الروائي ورأينا نصوصاً‮ ‬ابداعية تعتمد في بنياتها علي التضاد الجديد‮ "‬الانترنت‮" ‬مثل رواية‮ "‬في كل اسبوع يوم جمعة‮" ‬للكاتب ابراهيم عبد المجيد والتي يوظف فيها عالم الانترنت توظيفا معبراً‮ ‬واعياً‮ ‬بطبيعته ومصطلحاته المختلفة جاعلاً‮ ‬منه مكانا للفعل السردي للتصبح وباختصار امام عالم روائي قائم ومستقل بذاته تتقاطع فيه مصائر الشخوص ويتجادل فيه العالم الافتراضي مع العالم الواقعي وتتداخل فيه الأزمنة وتتسع مساحات المخيل الروائي باتساع التضاد الافتراضي ذاته‮.. ‬فالانترنت قد أفاد الرواية‮.‬

كماألقي د‮. ‬مصطفي الضبع‮ - ‬أستاذ ورئيس قسم البلاغة بكلية دار العلوم‮ - ‬بحثا دار تحت عنوان‮ "‬سيمالوجيا الصورة الروائية‮" ‬وقال تتشكل الصورة الروائية وفقاً‮ ‬لعدد من العلامات التي تقام لتنظيم علامة كبري داخله في نسق سردي تتقاطع فيه العلامات لا تتعارض بقدر ما تتجمع لاقامة أنستها الخاصة،‮ ‬وأضاف‮: ‬يمكن النظر هنا للصورة بأنها علامة قادرة علي القيام بدورها في سياق السرد وأن يكون لها مرجعياتها الكاشفة عن حدود عملها في التلقي مع الاحتفاظ بحقها في تبديل اطارها الخارجي لتساهم في تشكيل الرمز علي مستوي السياق النصي فما يمكن في السياق نفسه النظر الي العلامة في حين أنها صورة قادرة علي القيام ولكن وفق آليات تختلف أحياناً‮ ‬وتتفق أخري في النهوض بالدلالة،‮ ‬فالصورة في حالتها للنص تلتقي مع العلامة في حالتها للواقع الخارجي عبر زوايا اخري ويمكن النظر للعلامة في مرجعيتها النظرية والحضارية للكشف في مساحات حلولها وطاقات عملها وقدراتها علي بث الاشارات اللازمة لانتاج الدلالة فالعلامة لا يتحقق لها الفعل دونما تهميلها الكثير من آثار المرجعية فهو ما يجعلها تتخذ اشكالا في شأنها إثراء الصورة السردية بالقدر الذي يضمن لها الاستمرار في النهاية تخلق الصورة معجمها الخاص بقدر يسمح لها ان تستمد طاقاتها في هذا المعجم‮.‬

وأضاف‮: ‬وأن تفرض شروط عملها علي هذا المعجم الذي لا يفتأ يطور نفسه من خلال تطوير الصورة لقدراتها المسايرة لتطور الرواية ويعتمد البحث علي عدد من النصوص الروائية العربية منتخبا عدداً‮ ‬من الصور للكشف عن طاقاتها السيمولوجية‮ "‬علم العلامات‮".‬