عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نعيم صبري :‬روايتي سجلت تعايش المصريين


بدأ حياته شاعراً‮ ‬مطلقاً‮ ‬ديوانين من الشعر قبل أن يجوب عقبة المسرح لبعض الوقت،‮ ‬ويعود بعدها إلي الكتابة النثرية مبدعاً‮ ‬10‮ ‬روايات حتي الآن يعتبر من الكتاب القلائل الذين تمكنوا من الحفاظ علي مستوي واحد متجدد في رواياتهم،‮ ‬فكل رواياته تجوب عوالم الطبقة المتوسطة،‮ ‬ويحاول جاهداً‮ ‬أن يرصد الحياة من خلال عيون تلك الطبقة،‮ ‬عندما يسرد لنا حكاياتها وأفكارها وطرق حياتها وتشابه شخوصها وتنافرهم‮.‬

ولعل رواية‮ »‬شبرا‮« ‬هي المحطة الرئيسية في أعمال نعيم صبري،‮ ‬فالرواية تعرض لقضية قبول الآخر والتعايش بين مختلف الأعراق والجنسيات والأديان من خلال دراما للحياة في حي شبرا العريق في منتصف القرن العشرين،‮ ‬تستعرض الرواية حياة مجموعة من العائلات التي تسكن الحي،‮ ‬وعلاقات الجيرة والصداقة والصراعات بينهما،‮ ‬أسر مصرية‮ - ‬مسلمة ومسيحية ويهودية‮ - ‬أسر يونانية وأرمنية ولبنانية وفلسطينية،‮ ‬علاقات الآباء والأبناء والجيران،‮ ‬ويحاول‮ »‬صبري‮« ‬من خلال شبرا‮ »‬ابنته الخامسة‮« ‬التي ولدت عام‮ ‬2000‮ ‬ونالت إعجاباً‮ ‬كبيراً‮ ‬من النقاد،‮ ‬أن يظهر لنا مقدار إمكانية تشابه الشخوص في الكثير من النواحي الحياتية،‮ ‬وتنافرها في نواح أخري مختلفة تجعلنا نقتنع أننا مختلفون تماماً‮ ‬عن بعضنا ومتشابهون أيضاً‮ ‬في كل شيء،‮ ‬لقد نجح الكاتب في أن يلخص المجتمع المصري في عمارة واحدة ضمت أطيافاً‮ ‬مختلفة وعلاقات متشابكة‮.. ‬حول الرواية وغيرها من القضايا كان هذا الحوار‮:‬

‮> ‬ما هي ظروف اختيار‮ »‬شبرا‮« ‬بالتحديد؟

‮- ‬شبرا كانت المنشأ ولدت فيها،‮ ‬وتعلمت وعشت طفولتي وصباي وشبابي،‮ ‬وتربيت مع مجموعة مختلفة من الأصدقاء ويحملون جنسيات متعددة،‮ ‬وعقائد متباينة ومع هذا الاختلاف كنا نسيجاً‮ ‬واحداً،‮ ‬يجمعنا الإنسان الذي يعيش بداخلنا،‮ ‬فأردت أن أعرض في روايتي قضية قبول الآخر التي لم تظهر إلا مؤخراً،‮ ‬وتساءلت ما هو الآخر؟‮.. ‬ألسنا كلنا مصريين وهي الصفة المؤكدة لكل منا،‮ ‬أردت أيضاً‮ ‬أن أسجل للتاريخ كيف كانت مصر تعيش في منتصف القرن العشرين مع الآخر،‮ ‬وأذكر المصريين ببلدهم وأحوالهم،‮ ‬علنا نفيق من‮ ‬غفوتنا ونعود إلي رشدنا‮.‬

‮> ‬وكيف رصدت رد الفعل؟

‮- ‬لا أستطيع أن أحدد رد الفعل،‮ ‬لكن الرواية نالت استحسان الناس لدرجة أنها ارتبطت باسمي رغم صدور‮ ‬9‮ ‬روايات أخري،‮ ‬وأظن أنني بعثت من خلالها رسالتي إلي الناس بعد أن وجدنا امتداد التعصب من الكرة والقبائل إلي الأديان،‮ ‬وهذا بالتأكيد سلوك‮ ‬غير إيجابي،‮ ‬فتصنيف البشر علي حسب دينهم أمر مرفوض وممقوت‮.‬

‮> ‬كيف تري تأثير الرواية علي المجتمع بعد‮ ‬11‮ ‬عاماً‮ ‬من صدورها؟

‮- ‬الفن عموماً‮ ‬بجميع أنواعه يؤثر في المجتمع بشكل كبير ولكن هذا التأثير لا يظهر مباشرة بل يحتاج إلي فترة من الزمن ويشكل الوعي الجمعي ويغير الصفات السلبية إذا اجتمع مع وسائل الإعلام المختلفة،‮ ‬فنحن نضع البذرة وعلي الأجيال القادمة أن تنتظر الحصاد‮.‬

‮> ‬برأيك هل ستفرز ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير أدباً‮ ‬مميزاً‮ ‬مثلما حدث في ثورة يوليو؟‮.. ‬وما هو شكل هذا الأدب؟

‮- ‬كل مرحلة تاريخية من حياة الشعوب يواكبها الأدب الذي يعبر عنها ويرصد نتائجها ويقيم أداءها،‮ ‬وثورة‮ ‬25‮ ‬يناير العظيمة مليئة بالأحداث التي‮ ‬غيرت تاريخ مصر التي تحملت الكثير ودائماً‮ ‬ما تثور في الوقت المناسب،‮ ‬وأتصور أن الكثير من الأعمال الناضجة ستخرج قريباً‮ ‬لتعبر عن هذا الحدث،‮ ‬وسيتوقف الشكل علي مفهوم وثقافة واستيعاب المبدع‮.‬

‮> ‬علي ذكر الثورة‮.. ‬ماذا تتمني لها؟‮.. ‬وهل تخاف عليها؟

‮- ‬أتمني للثورة التي اعتبرها نقطة مضيئة في تاريخ مصر أن تمر بلا مشاكل أو عقبات أو علي الأقل أن تتخطاها،‮ ‬فهي الثورة النقية الطاهرة التي لم تخلف وراءها دماً‮ ‬ولم تكلف رصاصة واحدة،‮ ‬وظلت سامية حتي آخر لحظة،‮ ‬ولا أخاف عليها طالما

أن هناك شباباً‮ ‬واعياً‮ ‬قادراً‮ ‬علي حمايتها،‮ ‬معلناً‮ ‬استمرارها حتي تحقيق جميع المطالب المشروعة،‮ ‬وتطهير البلاد من الفاسدين وتصحيح الأوضاع وإعادة مصر إلي مكانتها الرائدة‮.‬

‮> ‬الوسط الثقافي يعج بقضايا سرقات الإبداع والنصوص المنقولة‮.. ‬بم تفسر ذلك؟

‮- ‬كل هذا نتاج طبيعي لفترة فاسدة خلت من جميع القيم والمبادئ‮.. ‬وانهيار أي مجتمع يؤدي إلي السرقة والنهب في جميع المجالات،‮ ‬والثقافة جزء من مقومات المجتمع،‮ ‬فمن كان يتصور حجم الفساد المماثل في العهد البائد،‮ ‬ولكن مع تحسن الأوضاع وعودة الاستقرار ستعود الأمور إلي نصابها لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح‮.‬

‮> ‬جيل ما بعد نجيب محفوظ‮.. ‬هل سرق من نجوميته علي حساب الأجيال اللاحقة؟

‮- ‬لا أعتقد ذلك‮.. ‬فالأدب منتج مرأي ولا يستطيع أحد أن يمنع أحداً‮ ‬من الإبداع،‮ ‬وإذا كان جيل ما سبق محفوظ تأثر به فهو شيء طبيعي،‮ ‬فمحفوظ رائد كبير ولابد أن تكون له مدرسة وتلاميذ،‮ ‬فهذا الرائع كان يكتب أي إبداع مرتين قبل أن يعرضه للقارئ،‮ ‬فيسمي المرة الأولي لحظة التدفق،‮ ‬والثانية لحظة التجويد‮.‬

المبدع دائماً‮ ‬له رؤية مستقبلية‮.. ‬تري ماذا يحمل المستقبل؟

‮- ‬بالتأكيد القادم هو الأحسن‮.. ‬ونحن الآن في انتظار الانتخابات التشريعية والرئاسية ووضع الدستور‮.. ‬وإن كنت أري الترتيب معكوساً،‮ ‬فكان لابد أولاً‮ ‬أن نضع الدستور الذي سيأتي بالرئيس والمجلس ولكن علي أي حال أنا أري الفترة القادمة وقد أضاءت لنا الطريق عن طريق رئيس محدود السلطات للغاية،‮ ‬تصل إلي كونه رئيس شرف،‮ ‬وبرلمان يمثل فئات الشعب تمثيلاً‮ ‬حقيقياً‮.‬

‮> ‬حدثنا عن العلاقة الجدلية بين المثقف والسلطة؟

‮- ‬ينبغي ألا تكون هناك علاقة من الأساس،‮ ‬فالمثقف يكتب ما يشاء دون النظر إلي السلطة لأن الإبداع يرفض القيود أو الارتباط بأي شيء آخر،‮ ‬أما إذا كان المثقف مثلاً‮ ‬صاحب رأي في إحدي وسائل الإعلام فله حق انتقاد السلطة إذا أخطأت ونفس الحق في مدحها إذا أجادت‮.‬

‮> ‬أخيراً‮.. ‬ما الرسالة التي تريد توجيهها للمجتمع؟

‮- ‬أقول للمجتمع‮.. ‬مصر عظيمة احتضنت العديد من الجنسيات والعقائد في نسيج واحد وشعبها قادر علي إعادة زمن التعايش الجميل الذي يتعامل مع الفرد كإنسان فقط بصرف النظر عن أي اعتبارات أخري،‮ ‬انظروا إلي شبرا في الستينيات التي ضمت العائلة المسيحية المتحابة،‮ ‬والعائلة المسلمة المتقاربة،‮ ‬والعائلة اليونانية التي استقرت فيها منذ أجيال،‮ ‬والعائلة الفلسطينية التي فقدت جذورها منذ سنين،‮ ‬وصوت فيروز الذي يغني للقدس القديمة‮.‬