هل تنجح لجنة الأمناء في إصلاح أخطاء الماضي؟
تعد الترجمة من أهم القضايا الثقافية المعاصرة والملحة، وتشير جميع الإحصاءات التي رصدت حالة الترجمة إلي تراجع هذا المشروع ليس مقارنة بما تترجمه إسرائيل فحسب
، بل بما كان عليه حال الترجمة عبر تاريخنا الحضاري، يوم كانت شمس حضارتنا تشرق علي كافة شعوب الأرض.
وقد تراجعت حركة الترجمة خلال القرن الماضي علي الرغم من عدة محاولات فردية ورسمية في مصر والدول العربية، ولكن هذه المحاولات لم تسد الحاجة الفعلية بقدر ما حققت حاجة مرحلية، وسدت جزءاً من فراغ في المكتبة العربية.
وتكمن أهمية الترجمة في خلق جسر تواصل بين الوطن العربي بأركانه المختلفة، والعالم بقاراته المتعددة، وهي أداة من أدوات تحديث الثقافة العربية، ومدخل مهم لتجاوز ما كان إلي ما هو كائن، ومفتاح للدخول إلي الإنجازات العلمية والمعرفية المعاصرة التي تشكل مظهراً من مظاهر الوضعية المعرفية الحديثة.
وقد أدرك العرب قديماً أهمية الترجمة ودورها في الانفتاح علي الآخر والتعرف علي ثقافته وحضارته للتواصل معه، فبدأت حركة الترجمة في القرن الأول الهجري، ثم تطورت بعد ذلك نتيجة لعوامل متعددة لتصل مداها في العصر العباسي، خاصة في عهد المأمون، والآن تعيش حركة الترجمة تعثراً واضحاً بعكس ما يفرضه المنطق الذي يحتم أن تولي الترجمة في الوطن العربي أهمية خاصة لكونه متلقياً للمعرفة العلمية أكثر منه منتجاً لها.
والأسبوع الماضي أصدر المجلس الأعلي للقوات المسلحة قراراً رقم 64 بتشكيل لجنة أمناء للمركز القومي للترجمة يرأسها عماد أبوغازي وزير الثقافة وتتكون من الدكتور أحمد شوقي والدكتور أحمد مصطفي أبوزيد والروائي بهاء طاهر والدكتور جابر عصفور والسيد ياسين والدكتور قدري حفني ومحمد سلماوي وعبدالمنعم شعراوي ومحمد الجوهري والدكتور محمد عناني ومصطفي إبراهيم فهمي ونجيب ساويرس.
وهذا المجلس يواجه كثيراً من التحديات ويعلق عليه الكثير من الطموحات والآمال وهو بحاجة إلي المقترحات والآراء التي تنير له الطريق، ومن هذه المقترحات ما قدمه المترجم والمثقف الدكتور رمسيس عوض وتتمثل في إعداد خطة قومية للترجمة تجدد كل 5 سنوات لتحديد واختيار الكتب المقترح ترجمتها بناء علي توصيات لجان متخصصة أو الجامعات والمراكز العلمية بحيث تكون الاختيارات الفردية للكتب المترجمة في أضيق الحدود، بالإضافة إلي إنشاء جهاز مهمته التأكد من وجود أو عدم وجود الكتب المترجمة سواء في مصر أو الدول العربية وعرض هذه الترجمات علي المتخصصين لتقييمها واتخاذ القرار المناسب بشأنها.. كذلك عمل قاعدة بيانات للمترجمين في جميع التخصصات حتي نتمكن من استدعائهم وقت الحاجة إليهم، وأيضاً إنشاء
إنها مقترحات جيدة جديرة بالدراسة والمناقشة نضعها أمام مجلس الأمناء ربما تساعده علي أداء مهمته الجسيمة في واحد من أخطر نشاطات وزارة الثقافة.