رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الباز يترأس مؤتمر حول اللغة العربية والعلوم

 فاروق الباز
فاروق الباز

رفعت لجنة تحديث تعليم اللغة العربية إلى بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تقرير"العربية لغة حياة "الخاص بتحديث تعليم اللغة العربية والذي أعدته

بناء على توجيهات سموه لدراسة واقع وآفاق تعليم اللغة العربية ووضع التوصيات والاقتراحات التي من شأنها النهوض بأساليب وطرائق تحديث تعليمها وتطوير مناهجها بما يواكب متطلبات العصر ويسهم بتعزيز حضورها كلغة للعلم والثقافة والمعرفة.
أعلنت لجنة تحديث تعليم اللغة العربية خلال المؤتمر الذي عقد برئاسة الدكتور فاروق الباز رئيس اللجنة وحضور الأعضاء ونخبة من الشخصيات والمفكرين والأدباء والكتاب والباحثين والخبراء والأكاديميين والطلاب وجمع من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية عن إنجاز تقريرها "العربية لغة حياة" الذي يمكن الاطلاع عليه عبر الموقع الالكتروني" العربية لغة حياة "إمارات " .
وأشار الدكتور الباز في بداية المؤتمر إلى أهمية صدور التقرير الذي يركز على تطوير أدوات ووسائل تعليم واستخدام اللغة العربية الفصيحة في أوساط الأجيال الشابة والاستفادة من التقنيات ووسائل التواصل الحديثة بما يتناسب مع اهتماماتهم ومهاراتهم وميولهم في الوقت الذي نشهد فيه اهتماما كبيرا بتعليم اللغة والتعرف على الثقافة العربية من الناطقين بغيرها.
ويعكس التقرير تفاؤلاً بوجود فرصة حقيقية لإحداث تغيير أساسي وعميق في طرائق تعليم اللغة العربية نظرا للاهتمام الكبير والدعم المستجد الذي تحظى به في الدول العربية والوعي الجيد بأهمية الانتقال إلى مجتمعات تخلق المعرفة وتبدعها بلغتها الأم.
وقد اعتمدت اللجنة " العربية لغة حياة " عنوانا للتقرير وذلك في ربط للغة العربية بالواقع المعاش وبالتطور التقني والعلمي الذي يكتنف اللغة العربية وأبنائها نظرا لأهميتها كلغة تخاطب وعمل وحياة وتواصل وإدراكا للاهتمام المتزايد بها من قبل الناطقين بغيرها الذين ينتظمون لدراساتها في أهم وأعرق الجامعات العالمية.
وأوضحت اللجنة أن اختيار شعار "العربية لغة حياة" يعني البحث عن أهم وظائف اللغة الاتصالية واتخاذ هذه الوظائف مركزية يتم من خلالها تنظيم المنهاج الجديد واختيار النصوص المناسبة وربطها ربطا مباشرا بمهارات التفكير لنسج منظومة متكاملة تضع العربية في بالعملية التعليمية.
ونوهت اللجنة إلى أن التحديث لا يتعارض مع الأصالة وأن الفكر العربي الأصيل لم يكف في عصور ازدهاره عن التحديث الذي ضمن له الأسبقية في مجالات المعرفة المختلفة بما فيها مجالات تعليم العربية حرصا عليها من الجمود ومن نفور أبنائها منها .
واستند التقرير إلى نتائج أحدث الأبحاث العلمية والدراسات في مجال تعليم اللغات وتعلمها وعلى سلسلة من الدراسات الميدانية التي أجريت مع أصحاب الخبرة حول واقع اللغة العربية وأساليب تعليمها وتدريسها والتحديات التي تواجهها ليركز على وضع الأسس العملية لتحديث تعليم اللغة العربية ما يجعل من التقرير خطة عمل تؤدي إلى حراك ذي خطوات واضحة المعالم وممكنة التطبيق .

و التزم التقرير بلغة علمية وواقعية مباشرة لتصبح أفكاره بمتناول الجميع من صناع القرار ومسؤولي الوزارات والمدرسين والاداريين والاعلاميين والطلاب .
ويقدم تقرير "العربية لغة حياة" وصفا للوضع الراهن لتعليم اللغة العربية من جوانب متعددة مرتكزا على خمسة محاور رئيسية تمثلت في محور تطوير المناهج ومحور ثقافة القراءة ومحور المعلم ومحور دور الإعلام في دعم تعليم اللغة العربية ومحور تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
كما يقدم التقرير توصيات وحلولاً قريبة يمكن تنفيذها خلال إطار زمني معقول وحلولاً استراتيجية بعيدة المدى في سعي حثيث لتحقيق نجاحات سريعة في مجال تحديث تعليم اللغة العربية من خلال استراتيجيات تثمر في المدى البعيد.
ومن أهم توصيات التقرير لتفعيل شعار العربية لغة حياة في محور تطوير المناهج اقتراح منظومة المنهاج المبني على المعايير وربط تلك المعايير بالمهارات التي يحتاج اليها الطالب في حياته المستقبلية ويقتبس التقرير في ذلك عدة أمثلة عملية لربط النصوص بالمهارات دون أن يقتصر ذلك على النصوص الأدبية وإنما يمتد ليشمل كل مناحي الحياة اليومية ما يرتقي بتعليم اللغة العربية إلى أفضل الممارسات العالمية في مجال تعليم وتعلم اللغات.
وارتأت اللجنة في تقريرها أن هذا التفعيل لشعار "العربية لغة حياة" يفسح المجال لإعادة ترتيب المادة النحوية بشكل يربطها ربطا عضويا بوظائف اللغة حيث أن هذه النظرة التجديدية للغة تتطلب ربط النحو بمعانيه.
وقد مثل التقرير لكل هذا وقدم تحليلا لنصوص متعددة حتى تخرج مقترحاته من دائرة التنظير إلى فضاء التطبيق والعمل الفاعل.
وحثت اللجنة المختصين باللغة على أهمية وضع تصور محدث لاختيار النصوص الأدبية في تعليم اللغة العربية حيث يرى أن منهج تعليم الأدب العربي والنصوص الأدبية في الوقت الراهن يعتمد على البدء بالعصر الجاهلي مجالاً واختيارات فيصطدم الناشئة وهم في حداثة العهد بالتعلم بغرابة اللغة التراثية ما يستدعي تعديل هذا الهرم المقلوب في تعليم العربية والبدء بالعربية المعاصرة أدبا وإبداعا ونصوصا ومدخلاً إلى تعلم اللغة في المراحل الأولى للدراسة.
وشددت لجنة تحديث تعليم اللغة العربية على أهمية تأصيل ثقافة القراءة كثقافة مجتمعية باعتبارها مسألة في غاية الأهمية وتؤثر تأثيرا إيجابيا ومباشرا على مستوى التعليم والتعلم وحركة التأليف والنشر والترجمة في الوطن العربي إضافة إلى تأثيرها المباشر على بلورة الحس الفكري عند المواطن العربي.

وأكد التقرير أهمية القراءة من شتى مصادرها فالقراءة مفتاح الكتابة لأنها تقدم للمتعلمين النماذج التي يهتدون بها عند الكتابة بالإضافة إلى أنها أحد أهم المداخل لتوسيع آفاقهم الفكرية والحضارية وتنمية معارفهم .. مشيرا الى أنه عندما تصبح القراءة ممارسة مدرسية بيتية تنجح في ربط الفصل بالبيت والمدرس بولي الأمر والأسرة بالمكتبة.
وحسب التقرير فقد أظهرت الدراسات الميدانية أن نسبة 42 في المائة من الطلاب في الوطن العربي يمارسون القراءة مرة واحدة أو أقل في الاسبوع وأن 64 في المائة فقط من الطلاب الذين يمارسون القراءة يستخدمون اللغة الفصيحة ما يفسر تركيز اللجنة في تقريرها على ضرورة وضع استراتيجية تشمل إشراك الأسرة والمدرسة والمجتمع لترسيخ ثقافة القراءة.
ووضعت اللجنة في تقريرها تصورا للاستفادة من التطورات التقنية الحديثة وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي يقوم على استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الفصل الدراسي وخارجه وإنشاء نواد ومكتبات الكترونية ونشر اعداد كبيرة من الكتب الرقمية الموجهة للناشئة لتشجيعهم على القراءة.
وحث التقرير على ضرورة نشر طبعات مبسطة ومناسبة لاهتمامات الشباب من الكتب القيمة في التراث العربي وتبسيطها بحيث يتم استبعاد المفردات صعبة الفهم والتراكيب والصيغ المعقدة واستبدالها بمفردات حديثة ومبتكرة لتكون ملائمة للقارئ العربي وإعدادها بشكل وأسلوب شيق إيجازا وتقنية وتقديما تناسب كل المراحل التعليمية " الابتدائية والإعدادية والثانوية " بهدف جعلها متاحة لطلاب اليوم بما يتطابق مع شعار اللجنة اللغة "العربية لغة حياة " .
وعلق التقرير أهمية كبرى على دور الإعلام في عملية التحديث كأداة فاعلة ومؤثرة يمكن من خلالها الوصول إلى فئة الشباب الذين يقضون أوقاتا طويلة بالتفاعل مع هذه الوسائل ما يحتم على المنظومة التعليمية ان تعيد النظر في المشهد الاعلامي الجديد حيث أشارت الدراسة الميدانية التي أشرفت عليها لجنة تحديث تعليم اللغة العربية إلى أن الشبكات الاجتماعية غدت أكثر الأنشطة اليومية التي يستخدمها الطلاب للإطلالة على العالم الخارجي وذلك على حساب وسائل الاعلام التقليدية مثل المحطات التلفزيونية.
ونتيجة لتفهم هذا الواقع فقد دعت اللجنة في تقريرها إلى الاستفادة من المشهد الاعلامي الجديد وأوصت باستخدام الشبكات الاجتماعية لتحفيز الطلاب وإدارة الأنشطة الخاصة بتعليم اللغة العربية وإشراك أولياء الأمور وبطريقة دائمة في تعلم أبنائهم اللغة العربية من خلال تطوير قنوات اتصال بين المعلمين وأولياء الأمور حول الدروس والمشروعات المخطط لها مسبقا عبر الانترنت وتنظيم أنشطة جماعية تشجع الطلاب على القراءة وتبادل التعليقات على الكتب والنصوص المقترحة من قبل المعلم ودعم الأنشطة الكتابية ما يتطلب ضرورة تأهيل معلمي اللغة العربية للتفاعل مع هذه الأدوات بشكل أفضل لردم الفجوة الواسعة بين المعلمين والطلاب الذين يتفوقون عليهم في التعامل مع الوسائط الرقمية الحديثة.
ونظرا للموقع الأساسي والفاعل الذي يشغله المعلم في العملية التعليمية والتربوية يقدم التقرير توصيات تركز على اختيار المعلمين الأكفاء وتدريبهم تدريبا نوعيا يتماشى مع البناء الجديد للمنهج الذي ترسمه اللجنة في تقريرها ولهذا التدريب شقان رئيسان يتمحور الأول حول إكساب المعلم معارف جديدة والثاني يزوده بمهارات لتفعيل هذه المعارف وربطها ربطا مباشرا بمهارات التفكير على مستوياتها المختلفة ما يحتم أن يدرب المعلم على تجاوز الأطر والفرضيات التقليدية.
و اقترحت اللجنة منظومة متكاملة لاعتماد معلمي اللغة العربية تشمل معايير اختيار وتدريب الكفاءات التعليمية وحددت افضل الممارسات التدريسية في صف اللغة العربية لتمكين المعلمين من العمل مع الطلاب بصورة فاعلة بحيث ينتقل هؤلاء المعلمون من التركيز على أسلوب التلقين والمحاضرة إلى أسلوب تكاملي يعتمد تعليم اللغة من خلال طرائق حديثة.

ونظرا لتزايد الاهتمام بالاطلاع على الثقافة العربية وتعلم لغتها من الناطقين بغيرها فقد أفردت اللجنة مساحة لهذا الباب بحيث تتيح الارتقاء بمكانة اللغة العربية كلغة عالمية كلغة للعلم والثقافة عبر إنشاء مراكز لنشر اللغة العربية والثقافة وتشجيع البرامج التدريبية المتبادلة بين المؤسسات الأكاديمية ذات السمعة العالمية في تدريب معلمي اللغة العربية وإنشاء برنامج لإعتماد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها ويحظى باعتراف المؤسسات الدولية المتخصصة وإنشاء مركز ترجمة عالمي لنشر المشاريع التي تهتم بترجمة الفنون والآداب العربية ودعمها وإنشاء مركز للإعلام والصحافة والعمل على إيجاد قواميس ومعاجم حديثة ومتجددة.
وقد استخدمت في عملها آلية "الحصاد المجتمعي" وهي آلية جديدة لم يسبق أن استخدمت من قبل في مشاريع تحديث تعليم اللغة العربية لإنتاج خريطة ذهنية لعينة من الطلاب والمعلمين والمدراء والموجهين والأكاديميين وخبراء المناهج والإعلاميين وأولياء الأمور تهدف إلى تحديد العوامل الفاعلة في العملية التربوية عن طريق تتبع مسارات وشبكات التأثير والتأثر بين مجموعة من العوامل التي أنتجتها اللجنة.
جدير بالذكر أن لجنة تحديث تعليم اللغة العربية قد شكلت تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي " رعاه الله " في إطار مجموعة المبادرات النوعية التي أطلقها سموه في الجلسة الأولى لمجلس السياسات التي عقدت في أبريل 2012 لتعزيز مكانة اللغة العربية وتطوير مناهجها وأساليب تعليمها وتعزيز حضورها كلغة للعلم والثقافة والمعرفة.
وتضم لجنة تحديث اللغة العربية نخبة من رواد العلم والفكر واللغة فبالإضافة الى رئيسها الدكتور فاروق الباز مدير مركز الاستشعار عن بعد بجامعة بوسطن بالولايات المتحدة الامريكية تضم اللجنة كلاً من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والدكتور عبد السلام المجالي رئيس مجلس إدارة أكاديمية العالم الإسلامي للعلوم رئيس مجلس الوزراء الأسبق في المملكة الأردنية الهاشمية والدكتور ياسر سليمان أستاذ اللغويات في

جامعة كامبردج والدكتور حسن الشافعي رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة والدكتور فاروق شوشة أمين عام مجمع اللغة العربية في القاهرة .
كما تضم اللجنة الدكتورة روناك حسني رئيسة قسم دراسات اللغة العربية والترجمة في الجامعة الأمريكية في الشارقة والدكتورة فاطمة البريكي رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة الإمارات والدكتور محسن الرملي أستاذ في جامعة سانت لويس الأمريكية في مدريد والدكتورة منيرة الغدير مديرة مركز الدراسات العليا والأبحاث في معهد دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة في قطر والدكتور نايف المطوع مؤسس ومدير "مجموعة تشكيل الإعلامية" والدكتور ويليام غرانارا مدير برنامج اللغة العربية في جامعة هارفرد والدكتور عبيد المهيري أمين عام اللجنة مدير معهد اللغة العربية في جامعة زايد، الدكتورة بروين حبيب الشاعرة وإعلامية.
من جهة اخرى أوصى تقرير تحديث تعليم اللغة العربية فيما يتعلق بمحور المنهاج بتيسير النحو التعليمي وربطه بالأغراض الأدائية لربط النحو بالمعنى مع مراعاة مستويات الطلاب العمرية والالتزام بمبدأ التدرج من الأسهل إلى الأصعب في اختيار النصوص وخاصة الأدبية منها " الهرم المقلوب " وربط الأغراض اللغوية بمهارات التفكير لتنمية قدرة الطلاب على التفكير الناقد واقتراح محرك لتنظيم بعض جوانب المنهاج عن طريق منظومة المعايير التي تقوم بانتقاء أغراض أدائية واستخدامها في توجيه المنهاج نحو المعنى الوظيفي.
كما أوصى التقرير بعدم زج الفصيحة والعاميات في علاقة عدائية فيما بينها وإنما قد تساعد الاستفادة الموجهة من العامية في المراحل العمرية الأولى على تجسير المسافة بينها وبين الفصيحة ولخدمتها لرفع الكفاءة عند الطلاب في الفصيحة ويجب أن لا يقلل تعلم العربية الفصيحة من أهمية تعلم اللغات الأجنبية واستخدامها استخداما سليما.

وحول أهم توصيات محور المعلم فقد أوصى التقرير بتحسين نوعية معلمي اللغة العربية والتي هي إحدى الاستراتيجيات الواعدة والتي لها تأثير مباشر على مخرجات التعليم وجعل معايير قبول الطلاب في كليات التربية مرتفعة نسبيا لتصبح عملية اختيار نوعية الطلاب الذين يلتحقون بكليات المعلمين لها الأثر في تحديد مخرجات كليات إعداد المعلمين وأن يكون التعليم في كليات التربية مبنيا بمعظمه على الجانب العملي وأن تولي الكليات والوزارات والجهات الداعمة لإعداد المعلمين أهمية تغيير النظرة إلى مهنة التعليم عموماً وتعليم اللغة العربية خصوصاً في الوطن العربي وخاصة بالنسبة للرجال وإعطاء معلمي اللغة العربية التدريب اللازم والوقت الكافي لمناقشة ممارساتهم التعليمية وتبادل الخبرات والتفكر العميق فيها وفي القضايا التي يصادفها المعلم في التعليم وتدريب معلمي اللغة العربية على استخدام الفصيحة السليمة والتحدث بها باضطراد في صفوفهم .
وأوصى أيضا بتدريب معلمي اللغة العربية على تطبيق الأنواع المختلفة من التقييم ومنها التقييم التشخيصي والتكويني والمستمر والختامي وتطبيق أفضل الممارسات التدريسية في صفوفهم وتوفير مدرب للمعرفة القرائية في كل مدرسة وذلك لتدريب المعلمين في المدرسة على تطوير ممارساتهم وطرائق التعليم المستخدمة وإعداد قادة تربويين وتدريبهم وفق معايير دولية ليصبحوا نجوما في مجالهم والذي سيعكس الاعداد والتدريب الواقع المدرسي المعاش ليصبحوا رواد تنفيذعملية تحديث تعليم اللغة.
وفيما يتعلق بمحور ثقافة القراءة ودور البيئة المدرسية ومعلم اللغة العربية فقد أوصى التقرير بجعل القراءة جزءا من الحياة اليومية في المدارس وتوفير مكتبات صفية ورقية وإلكترونية لكل صف من صفوف اللغة العربية وإضافة القراءة إلى واجب اللغة العربية بشكل يومي وجعل القراءة عملا تعاونيا بحيث يقرأ الطالب كتابا مع زميل ويتشاركان في القراءة وفي النقاش الدائر حول الكتاب .
وحول دور الأسرة والمجتمع فقد أوصى التقرير بتشجيع أولياء الأمور على القراءة اليومية لأبنائهم منذ صغرهم إلى أن يتنقوا القراءة المستقلة وإنشاء مكتبات وطنية عامة في المناطق والأحياء المختلفة بحيث تكون غنية بكتب الأطفال والناشئة باللغة العربية وإجراء حملات وطنية للقراءة عن طريق وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي .
أما فيما يتعلق بدور صناعة النشر فأوصى تقرير تحديث تعليم اللغة العربية بتوسيع دائرة القراءة بتبسيط التراث العربي وذلك عن طريق تبسيط كتب التراث العربي باستبعاد المفردات صعبة الفهم والتراكيب والصيغ المعقدة واستبدالها بمفردات حديثة وجديدة مبتكرة لتكون ملائمة للقارئ العربي اليوم ورقمنة أعداد كبيرة من كتب أدب الأطفال والناشئة " جعلها الكترونية " وتوفيرها للتحميل والتنزيل واستخدام وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة لتسويق كتب الاطفال والناشئة وإنشاء دور نشر غير ربحية لخفض أسعار الكتب وجعلها في متناول يد الجميع.

وفيما يتعلق بمحور دور الإعلام في دعم تعليم اللغة العربية وتعلمها فقد أوصى التقرير بتدريب معلمي اللغة العربية وتمكينهم من الوصول إلى فهم المشهد الإعلامي الجديد والتمكن من استخدامه الذي يعتبر أمرا أساسيا حيث أن تباين معرفة التلاميذ بالإعلام الجديد والتقنيات الحديثة مقارنة بمعلميهم يعد تحد كبير وأن تقوم الحكومات بدعم إنتاج المادة العربية الموجهة إلى الجيل الجديد من خلال تدريب المنتجين وتقديم الدعم للمادة المنتجة وتقديم حوافز مادية ومعنوية للقطاع الخاص لإنتاج محتوى ينبع الثقافة العربية ويعكس أصالتها وليس مجرد منتجات مقلدة ومستوردة من الخارج وإنشاء معاهد عالية المستوى لتدريب الراغبين في العمل في هذا الميدان وتأهيلهم و عقد الدورات المستمرة أثناء الخدمة لتطوير قدرات العاملين في المؤسسات الاعلامية.
كما أوصى بالتدريب على استخدام اللغة العربية السليمة من خلال دورات في جودة الحديث وتقنيات الحوار وإدارة البرامج والاهتمام في الجانب العملي في أقسام الاعلام في الجامعات العربية وذلك بزيادة فرص التدريب في المؤسسات الاعلامية القائمة وإحداث تغيير حقيقي في البرامج التلفازية لضمان مشاهدة أكبر للجيل الجديد عن طريق الانترنت وإنشاء مواقع ذات بعد تعليمي لمحطات التلفزة على الانترنت بحيث يكون للشباب دور في المشاركة في الحوارات و المنتديات وبشكل يناسب إيقاع الحياة لديهم وإشراك أولياء الامور وبطريقة دائمة في تعلم أبنائهم اللغة العربية من خلال تطوير قنوات اتصال بين المعلمين وأولياء الأمور وتنظيم أنشطة جماعية تشجع الطلاب على القراءة وتبادل التعليقات على الكتب والنصوص المقترحة من قبل المعلم ودعم الأنشطة الكتابية من خلال تحميل الطلاب ما يكتبونه والطلب من زملائهم مراجعة تلك المادة المكتوبة و التعليق عليها والاستعمال الفاعل لشبكات التواصل الاجتماعي .
وحول محور تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها فقد أوصى التقرير بإنشاء مراكز لنشر اللغة العربية و الثقافة بحيث تكون هذه المراكز معروفه عالميا وتدريس اللغة العربية و ثقافتها معا والتوظيف الثقافي والفني بشكل أكبر وزيادة أعداد برامج الماجستير في مناهج اللغة العربية وطرائق تدريسها للناطقين بغيرها ومنح الاعتمادية للمعلمين ومن ضمنهم معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها ولا يسمح بتوظيف أو تعيين أي معلم مالم يحصل على إجازة أو اعتمادية التعليم وتشجيع البرامج التدريبية المتبادلة بين المؤسسات الأكاديمية ذات السمعة العالمية في تدريب معلمي اللغة العربية وإنشاء مركز للإعلام والصحافة ليستفيد منها الراغبين في تعلم اللغة العربية للعمل في مجال الإعلام والصحافة وإصدار مجلة مهنية برؤية عالمية في التربية العربية تتعامل مع موضوعات تتعلق باكتساب اللغة الثانية واللغويات النظرية والتطبيقية والاجتماعية العربية كما يضم هذا المحور العديد من التوصيات لأساليب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في داخل الصف.