رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

السلفية اخترقت مصر وقصورالثقافة هي الحل!

حذر عدد من المثقفين المصريين مما أسموه بـ "اختراق" السلفية للمجتمع المصري، وانهيار قيم التسامح، والحرية، والمواطنة وتراجع الآداب والفنون.

جاء ذلك في لقاء مفتوح مساء أمس الاثنين 9/5/2011 للمثقفين مع الدكتور عماد أبو غازي وزير الثقافة، بورشة الزيتون بإشراف الشاعر شعبان يوسف.

شهد اللقاء الذي يعد الأول من نوعه منذ ثلاثين عاما نقاشات ساخنة حول وضعية وزارة الثقافة ومؤسساتها المتنوعة، ودور المثقف المصري اليوم على مستوى الممارسة النظرية، وعلى مستوى التحدي الحركي الفردي والمؤسسي في مواجهة تيارات الظلام والرجعية.

وتساءل الكاتب فتحي أبو العنين عن دور الثقافة في عملية التربية، وعلى أي قيم يمكن أن نربي أولادنا؟ مشيرا إلى أن بناء البشر في المرحلة القادمة سيكون أهم كثيرا من بناء المؤسسات الثقافية .

فيما هاجمت الروائية سلوى بكر مؤسسات وزارة الثقافة التي تحتاج – بوصفها – إلى مثقفين حقيقيين، لديهم رؤية إبداعية واضحة قادرة على تصحيح مسار المؤسسة الثقافية في الدولة التي ننشدها .

وقالت بكر: " عقلية الموظف التي تسيطر على معظم العاملين بالمؤسسة لا تصلح لإدارة مؤسسة ثقافية ناجحة، كما أن سوء اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب لن يوصلنا إلا إلى الفشل، مشيرة إلى اختيار حمدي السكوت على رأس لجنة الأدب والتي وصفته بـ "غير المؤهل" !.

وهاجمت بكر اختيار الدكتور أحمد مجاهد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة السابق لإدارة الهيئة العامة للكتاب، وقالت: "إن الهيئة المصرية العامة تعاني من ضعف خبرات القائمين عليها، إضافة إلى امتلائها بجيش من الكارهين للثقافة !!.

مما يتسبب في إنتاج أسوأ كتاب يمكن أن تمسك به على مستوى الإخراج الفني، فكيف يتم إصلاح الأمور باختيار "مجاهد" الذي لا علاقة له بصناعة الكتاب"؟!.

وأشارت "بكر" إلى امتلاء وزارة الثقافة، ومؤسساتها بعدد يقترب من الـ 70 موظفا من العسكريين، ولواءات الجيش السابقين !.

من جانبه قال الدكتور فخري لبيب الكاتب والمؤرخ اليساري " وزارة الثقافة ليست مطالبة بإصلاح الشأن الثقافي المترهل في مصر خلال فترة تسيير الأعمال"، مضيفا أن معركة الوزارة والمثقفين الحقيقية الآن هي مواجهة فساد مفاهيم الدولة الديمقراطية في الشارع المصري.

وأوضح لبيب أن السلفيين نجحوا في تشويه مفاهيم: الديمقراطية، والمواطنة، والليبرالية، والآخر، وأنه على المثقف الآن أن يتواصل مع الشارع لتصحيح المسار حتى لا تُخطف مصر!.

ورفض الفنان سناء شافع الكلام عن مسامحة مبارك على ما فعل، قائلا: "من يتصدر للشأن العام ويقبل العمل به عليه أن يتحمل نتائج ما فعل، ولا مشكلة عندي أن يشنق في ميدان عام طالما يستحق ذلك .

وأضاف شافع: لا أعترف بالليبرالية، وعندي حساسية من أهل الديمقراطية، لكنني اشتغلت مع الأنظمة السابقة رغما عن أنوفهم لأنني كفء .

وطرحت القاصة عزة سلطان رؤية لتفعيل دور قصور الثقافة في مواجهة الأفكار الظلامية التي يعج بها المجتمع الآن، عن طريق استقطاب مثقفي كل منطقة سكنية وقيامهم بدورهم التوعوي مع أهلهم وذويهم كخطوة أولى للتعامل مع هذه الأفكار في بنيتها التحتية .

فيما أضافت الروائية سهير المصادفة لرؤية "سلطان" محورا يتعلق بخطورة دور التعليم ومؤسساته التي وصفتها بـ"الفاشلة" .

وتساءل الناقد سيد الوكيل عن وظيفة وزارة الثقافة في أي مجتمع إنساني، لافتا إلى أن مهمة الوزارة الأكثر إلحاحا هي تلمس مفهوم الهوية الذي وصفه بـ"التائه" و"الضليل" في مجتمعاتنا العربية.

وأضاف: "الهوية المصرية الآن محصورة بين التصورات الدينية والعرقية دون الثقافية التي هي جوهر مفهوم الهوية الحقيقي" .

ولفت الوكيل إلى غياب دور المؤسسة الثقافية من 52 وحتى الآن في الريف المصري الذي يمثل أكثر من 50 % من سكان مصر .

وقال الروائي عبد الوهاب الأسواني إن الثقافة المصرية في هذه المرحلة تحتاج إلى قرارات حاسمة لا تتناسب مع طبيعة الدكتور عماد أبو غازي الخجولة !، مضيفا أن السلفيين هم أعداء المجتمع الزراعي والصناعي والحداثي وما بعد الحداثي .

وعلق الدكتور عماد أبو غازي على أسئلة المثقفين قائلا: ليس مهمة الوزارة الآن هي الإصلاح على المدى القصير، وإنما هي مهمة الإعلام الذي يمكن أن يفسد كل جهود وزارة الثقافة إذا لم يجد وجهته الصحيحة .

وهاجم وزير الثقافة الإعلام المصري قائلا: "إنه احتفى بقاتل وقدمه بوصفه بطلا قوميا، وجاء بالسلفيين على شاشاته وأفسح لهم المجال ليتحدثوا وليدافعوا عن أنفسهم وعن جرائمهم" !.

وحول علاقة الثقافة بالتعليم قال أبو غازي، إن هذا هو مشروع الوزارة منذ 2004 وسبق تقديمه إلى مجلس الوزراء ولاقى تجاهلا غريبا، مشيرا إلى الجهود التي تبذل الآن لإعادة التنسيق بين الوزارتين "التعليم" و"الثقافة" .

وتطرق الوزير إلى حالة المعلم المصري الذي وصفه بـ "البائس" على المستويين الفكري والمادي، وقال: "السلفية اخترقت التعليم المصري، وهددت أكثر من مرة كثير من المؤسسات الثقافية" .

ونفى أبو غازي ما تردد من شائعات حول إلغاء مشروع مكتبة الأسرة، وقال إن الوزارة استطاعت أن توفر حتى الآن 8 ملايين جنيه يشكلون نصف ميزانية المشروع وفي طريقها لاستكمال الميزانية وترشيد أداء النشر في المشروع دون الإخلال بسياسته .