عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رحيل المفكر الفيلسوف الدكتور حسن حنفى

 المفكر والفيلسوف
المفكر والفيلسوف الكبير الدكتور حسن حنفى

«الخشت» ينعى الفيلسوف الكبير.. و«درويش»: خسارة كبيرة لمؤيديه ومخالفيه

«الوفد» انفردت بآخر حوار فى حياته.. والحزن يخيّم على الأوساط الثقافية

 توفى مساء أمس الأول المفكر والفيلسوف الكبير الدكتور حسن حنفى أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة عن عمر يناهز ٨٦ عاما، بعد صراع مع المرض وهو أحد رموز ما يسمى باليسار الإسلامى، وهو مفكر وفيلسوف له العديد من الإسهامات الفكرية فى تطور الفكر العربى الفلسفى، ويعد أحد أهم المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية.

ولد حسن حنفى بالقاهرةِ عام 1935، وحصل على ليسانس الآداب من قسم الفلسفة عام 1956، ثم سافر إلى فرنسا وحصل على الدكتوراه فى الفلسفة من جامعة السوربون. حصل «حنفى» على العديد من الجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 2009 وجائزة النيل فى العلوم الاجتماعية عام 2015، وكانَ محط اهتمام العديد من الجامعات لذلك درَّسَ بعدة جامعات فى المغرب وتونس والجزائر وألمانيا وأمريكا واليابان.

 ونعت الأوساط الثقافية والعلمية المفكر الإسلامى الكبير الدكتور حسن حنفى أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة.

أقيمت صلاة الجنازة على الراحل فى مسجد صلاح الدين بالمنيل عقب صلاة الجمعة أمس، وطوف الجثمان الحرم الجامعى قبل دفنه فى مدافن الأسرة بمدينة نصر.

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة: ببالغ الحزن والأسى تنعى الجامعة المفكر المصرى الدكتور حسن حنفى أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة.

وأعرب «الخشت» عن تعازيه لأسرة الفقيد، داعيًا له بأن يتغمده الله بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يرزق أهله الصبر والسلوان.

وقال رئيس الجامعة على صفحته على «الفيس بوك» ناعيا الراحل: «لم يكن يحمل أى شىء فى نفسه منى عندما كنت أختلف معه فى الرأى اختلافا كبيرا، وأنا لا أزال معيدا وهو كان رئيسا للقسم فى الثمانينيات. وكان يمدنى بالمراجع الأجنبية من مكتبته العامرة وأنا فى مرحلة الطلب العلمى، بل كان يقتطع جزءا كبيرا من وقته وراحته وهو خارج مصر لكى يحضر لى شخصيا المراجع التى طلبتها منه».

كما نعت الجمعية الفلسفية المصرية الراحل الكبير قائلة: بعد رحلة ممتدة من الهمّ القومى والعطاء الفكرى المتصل، وبعد صراعٍ طويل مع المرض، اختار الله إلى جواره الدكتور حسن حنفى حسنين، الفيلسوف والمفكر العربى الكبير، والاسم الأبرز على الساحة الفكرية العربية خلال العقود الثلاثة الأخيرة.

ولئن أسلم الروح إلى السماء، والجسد إلى الأرض، فإنه قد أسلم الأمة خلاصة الكفاح وحصاد العمر فكرًا وفلسفة، وتلاميذ كُثُر هُم الآن أساتذة ومفكرون يواصلون المسيرة. لذا، فهو وإن غاب عنّا جسدًا، فسيظل يُشِعُّ حضورًا بما تركه للأمة من فكر أصيل ومعرفة غزيرة، وبما وضعه لنا من علامات مضيئة على طريق العلم.

وفى رثاء د. حسن حنفى، كتب الفيلسوف الدكتور د. أحمد سالم، وهو نابغة تتلمذ على يد الفيلسوف الراحل: «اليوم رحل عن أرض مصر واحد من أعظم أبنائها.. رحل العملاق حسن حنفى.. المفكر العملاق والأستاذ العظيم. رحل حسن حنفى فى هدوء.. وهو من هو. كان حسن حنفى يستقبله رؤساء الدول على سلم الطائرة فى إندونيسيا.. وإيران.. ودول ما وراء النهرين.. كانوا يعرفون قدره وعظمته وتأثيره. منح جائزة الدولة التقديرية فى إيران قبل أن تمنحه مصر إياها.. له طلابه خارج مصر أكثر من طلابه داخل مصر.. كان تأثيره عظيما فى بقاع كثيرة من العالم. ذهبت إليه فى عام 1992 لأطرح عليه أننى سأقوم بتسجيل أول رسالة ماجستير عنه فى مصر، والثانية على مستوى العالم بعد أطروحة سجلت عنه فى اليابان؛ فقال لى: مشروعى لم ينته بعد.. قلت: لتغطى الرسالة ما قمت به..

قرأت وتعلمت كثيرًا من حسن حنفى.. وأشهد أننى حين تعلمت منه لم أعد أنا نفس الشخص قبل أن أقرأ له؛ فأنا قبل حسن حنفى شىء وبعده شىء آخر.. وفى يوم المناقشة حضر حسن حنفى مناقشة الرسالة فى سبتمبر 1995.. وداعًا حسن حنفى».

وكتب الدكتور أحمد الجزار أستاذ الفلسفة الإسلامية وعميد كلية الآداب الأسبق بالمنيا قائلا: ببالغ الحزن والأسى ينعى أعضاء اللجنة العلمية للترقيات (الفلسفة) وفاة الدكتور حسن حنفى القامة والقيمة الذى يعد واحدا من أبرز مفكرى مصر وعالمنا العربى

رحمه الله وألهم كل تلاميذه الصبر والسلوان.

وعلّق الناقد الكبير الدكتور أحمد درويش أستاذ الأدب والنقد بكلية دار العلوم ـ جامعة القاهرة قائلاً: رحيل الدكتور حسن حنفى خسارة كبيرة لمؤيديه ولمخالفيه.

 وكتب الفيلسوف العربى الكبير أحمد برقاوى يرثى صديقه الراحل قائلا: ورحلت يا حسن حنفى كما يرحل عن غيمه المطر، والحزن الذى يعتمل فى قلبى عميق وأليم. منذ شاع خبر موتك لم أدر كيف أرتب ذكرياتنا التى سرعان ما احتشدت كلها أمام عينى، بيتك الذى شهد روح الحياة والفلسفة، تلك الطاولة التى تحلقنا حولها والتى تتسع كراسيها للعشرات، كنت بطل المحاورة ذَا الصدر الواسع وبسمة الفرح لا تغادر محياك. الجمعية الفلسفية التى كنت فيلسوفها تعيش طقوس اليتم،الإسكندرية التى شهدت أجمل الندوات التى نظمتها ستسأل عنك، الكمان الذى عزفت على أوتاره حباً بالقادمين إليك ستنحنى أوتاره وستعزف بصمت لحن الوداع، ماذا سنقول للقاهرة التى لوحت إليكِ وقد فقدت إحدى أرواحها البهية. كل أحبائك من دمشق إلى الرباط ستقيم طقوس الوداع لك. لا مكان للمدح فى القلب الحزين. لكن موت النبيل تراجيديا يا حسن.

ونعى الدكتور محمد صالحين أستاذ العقيدة والفكر الإسلامى بكلية دار العلوم جامعة المنيا، المفكرَ الكبيرَ؛ واصفًا إياه بالإنسان النبيل، والوطنى المخلص، فيلسوف الحرية، والثائر الرشيد، وصاحب المشروع المنهجى الأبرز خلال نصف القرن الأخير. كان واسع الأفق، عالمى الثقافة، عربى الانتماء، إسلامى النزعة، وكان شغوفًا بالتأليف الأكاديمى الرصين الممنهج، بقدر زهده فى عرض الدنيا الزائل.

وقد أدى ضريبة آرائه المستقلة بكل شجاعة، وخاض معاركه الفكرية بكل جسارة، وترك لنا إرثًا فلسفيًا نادرًا، بحاجة إلى مركز دراسات متخصص؛ للإفادة منه، وتقديم كنوزه إلى الأمة العربية. إن خسارتنا فى مفكرنا الراحل أكبر من أن تسعها الكلمات. رحم الله أستاذ الأساتذة حسن حنفى، وغفر له، وأحسن وفادته عليه.

وقال الكاتب الدكتور محمد يونس: الفيلسوف الكبير الدكتور حسن حنفى تميز باستقلالية الفكر والرؤية وصدق الإخلاص لمشروعه الثقافى والفلسفى. لم يجامل أحدا ولم ينحَز لسلطة او حزب.. قد تختلف معه ولكن لا تملك إلا أن تحترم عقليته وفكره ورؤيته. ترك تراثا معرفيا كبير فى مصر والعالم العربى والإسلامى. وبرحيله فقدت أمتنا قامة فكرية كبيرة وعالما مستنيرا وأحد كبار الفلاسفة العرب.

وكانت «الوفد» قد انفردت بحوار مطول مع الفيلسوف الراحل على صفحتين للزميل صابر رمضان كاتب هذه السطور، استعرض خلاله مشروعه الفكرى والتراثى عده الكتاب والمثقفون والفلاسفة درة الحوارات الصحفية التى أجريت معه على مدار حياته خاصة بعد عزوفه نهائيا عن الصحافة. وأكد البعض أنه الحوار الفريد للفيلسوف حسن حنفى؛ الذى يفر من الإعلام فرار الصحيح من المريض، فى حين أنه يتبوأ بشخصه ومشاريعه مكانة المفكر العربى الأكبر فى العالم الإسلامى.