عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى ندوة باتحاد الكتاب: السارق الأدبي مضطرب نفسيًّا وللكيانات الثقافية والمجتمع دور في صده

جانب من الندوة
جانب من الندوة

عقدت اللجنة الثقافية باتحاد كتاب مصر ، ندوة يوم الثلاثاء، تحت عنوان "السرقات الأدبية وآثارها على الإبداع"، وذلك عبر  بثها على تطبيق زوم، نظرا لاتخاذ الإجراءات الاحترازية المتبعة.

تحدث خلال الندوة  كل من:  الدكتورة رشا الفوال، الشاعرة وباحثة (دكتوراه في علم نفس الإبداع)،و الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة هلسنكي والنيل، ا.مصطفى بيومي، الناقد والروائي، ا.عادل عبدالرازق، المحامي والروائي، وذلك فى حضور الكاتبة منى ماهر رئيس اللجنة الثقافية ود.عمر القيصر عضو اللجنة، وأدارتها الكاتبة الصحفية سمية عبدالمنعم.

 

وفى البداية تحدثت الكاتبة منى ماهر، عن مصطلح السرقة الأدبية، وموضحة أهمية إثارة تلك القضية، فيما أكدت الكاتبة سمية عبدالمنعم أنها قضية متجددة، متى وجد الإبداع وجدت السرقة الأدبية، وأن مجابهتها ضرورة للحد من تزييف الإبداع.

*الدوافع النفسية للسرقة الأدبية

وتحدثت الدكتورة رشا الفوال عن الدوافع النفسية للسرقات الأدبية، إذ أوضحت ان تلك السرقات يمكن ادراجها في خانة الميل للاستيلاء او الاستحواذ، بمعنى الاستيلاء على فكرة او معنى او العمل الادبي كاملا.
واضافت أن من الدوافع أيضا رغبة السارق في أن يسرق شيئا عاجزا عن الاتيان بمثله، كما قد يكون الدافع ناتجا عما يطلق عليه هوس السرقة.
وتابعت أن من أهم الدوافع النفسية للسرقة الادبية هو حاجة السارق للتقدير الذاتي وجلب الاهتمام في اوساط جماعته السيكولوجية والحاجة لتعويض إحساسه بالعجز، وقلقه المستمر من عدم إمكانية التحقق. وكذلك الحاجة للشهرة وحب الظهور بأي طريقة حتى وان كانت سرقة مجهود الغير.

 

وأكدت أن لتكرار السرقات الادبية من الشخص نفسه دلالة وهي وجود اضطراب نفسي في شخصية السارق لا يستطيع معها اشباع حاجاته الا بطرق ملتوية.
واختتمت د.رشا الفوال كلمتها بايضاح كيفية مواجهة تلك الظاهرة، من خلال ضرورة اطلاع المبدعين على أعمال بعضهم البعض، كما لابد وأن يكون للكيانات الثقافية دور لردع المخالفين لجريمة السرقة الادبية.

 

* انعدام الثقة بالنفس أهم الدوافع الاجتماعية

فيما أكد د.سعيد صادق أن من أهم الدوافع الاجتماعية لارتكاب السرقة للادبية انعدام الثقة بالنفس والخوف من الفشل، والكسل وعدم الاهتمام مما يدفع السارق الى ان يسطو على أعمال مختلفة دون أن يخشى اكتشاف أمره.
مضيفا ان من الدوافع الاجتماعية ايضا رغبة السارق _ في حالة كان كاتبا معروفا_ في إخفاء توقفه عن الانتاج الادبي وفشله في تقديم الجديد، مما يضطره للسرقة ليحافظ على مكانته الاجتماعية ورغبته في التواجد في دائرة الضوء وبؤرة الاهتمام.

وعن مجابهة السرقة الادبية أكد صادق ضرورة التوعية التربوية والاجتماعية سواء في المدارس بمراقبة ابحاث الطلبة ومراجعتها للتأكد من عدم سرقتها من جوجل مثلا او غيرها، وكذلك التوعية الإعلامية وعقد الندوات التوعوية، مشيرا إلى خطورة عمليات الترجمة والنقل التي تتم عبر جوجل للنصوص والاعمال الاجنبية وغيرها.

 

* كيف يحافظ المبدع على إنتاجه من السرقة

وعن الشق القانوني وكيفية حماية المبدع لإبداعه، تحدث ا.عادل عبدالرازق، عن ان هناك تشريعات تحمي حقوق الملكية الفكرية، وحقوق المؤلف، وهو ما يثبته ظهور بعض الاحكام القضائية مؤخرا في بعض قضايا السرقات المتداولة، مضيفا انه على الكتاب والمؤلفين المبادرة الى تسجيل افكارهم ونصوصهم في الشهر العقاري وهو اجراء سهل ومبسط، مما يتيح للمؤلف سهولة اثبات ملكيتها لفكرته او نصه اذا تعدى أحدهم عليه.

وأضاف أن اثبات سرقة الافكار او النصوص شأن يخص المحاكم التي تتولى اثباتها عبر فريق من الخبراء المعتمدين،

الا أن من عيوب ذلك الأمر طول اجراءات التقاضي.
وفيما يتعلق بالنشر الالكتروني أكد عبدالرازق أن توثيق المواقع الالكترونية يحد من عملية السرقة ويسهل اثباتها اذا وقعت.
واختتم بتقديم النصح لكل مؤلف بضرورة العمل الجاد والسريع على فكرته بالمبادرة الى نشرها وتوثيقها قبل سرقتها، وسرعة اللجوء للقانون اذا ما تمت السرقة.

 

* صعوبة الإحاطة بتعريف السرقة الأدبية

وعن مفهوم السرقات الأدبية ورأيه فيها، أكد أ.مصطفى بيومي أن القضية ليست وليدة اليوم، فهي تاريخية تمتد جذورها إلى ظهور أشكال الإبداع المختلفة، وفي التراث العربي احتفاء كبير ومؤلفات غير قليلة تتوقف تفصيلا أمام ما يُثار حول بعض الأسماء الشهيرة، مثل المتنبي والمازني والحكيم، وغيرهم.

 

مؤكدا أن التعريف الصارم الحاسم لمصطلح السرقة تحيطه مصاعب حقيقية، ويتطلب من القائم بالاتهام أدلة إدانة لا يمكن تفنيدها، فضلا عن أن مفهوم السرقة هذا يبدو متسعا متعدد الدرجات.
موضحا أن التوقف عند مفاهيم الأدب المقارن تضيء كثيرا من المناطق الغامضة في قضية السرقات، فلا شك أن علامات وأوجه التشابه جديرة بالاهتمام الذي لا يعني الإقرار بالسطو والاختلاس قدر ما يشير إلى وحدة الإنسان وطبيعة العلاقات المتشابكة التي تقود الباحثين إلى رصد أوجه التشابه التي قد تكون وليدة قراءة واعية أو وثيقة الصلة بالهموم الإنسانية المشتركة.

 

* الفرق بين الاقتباس والسرقة

فيما أكد د.عمر القيصر عضو اللجنة الثقافية أن هناك فارقا بين الاقتباس والسرقة ، فالاقتباس له قواعد وضعت لحفظ حق الكاتب الأول، وهي ذكر اسم المؤلف الذي تم الاقتباس منه واسم العمل والصفحة.
أما أخذ جزء أو كل العمل دون الإشارة إلى أنه يخص كاتبا آخر فتلك سرقة بحتة.

 

والسرقة الأدبية هي عملية واعية لأنه قد تتشابه فكرة أو لفظ لكن أن يتشابه العمل كله فتلك سرقة كاملة.
مشيرا إلى أنه من الدوافع أيضا اعتماد السارق على مكانته فقد يكون كاتبًا كبيرًا أو مرموقًا فلا ترد الشبهة في سرقته إلى الأذهان مما يشجعه على ارتكاب فعل السرقة .
مضيفا أن السارق يعتمد على جهل المتلقي الذي لا يطلع على الأعمال الأخرى، وهو ما يجعل المتلقي ضحية لتقبل العمل المسروق دون معرفته بأنه مسروق.
مشيرا إلى أن قضية السرقة الأدبية تصنع أبطالا هلاميين دون موهبة.