رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(4)المبدع محمود قاسم: حفيدى تغلب على تجربتى الثرية وذاكرتى الخصبة

 محمود قاسم
محمود قاسم

 في حياة كل مبدع ذكريات جميلة أحيانًا وحزينة غالبًا، وهى ما تبقي عالقة فى الذاكرة لتذكرنا بكل ما هو مؤلم وجارح، الشاعر الثائر بابلو نيرودا يقول عن المذكرات إنها تسجيل لصور فوتوغرافية، أما الذكريات فهي تسجيل لوحات تشكيلية من صنع فنان نحت الألم في قلبه الكثير، والاقتصادي الشهير السيد أبو النجا كتب سيرته الذاتية بعنوان ذكريات عارية وهو عنوان  دال وموحي.

 

في مذكرات خالد محي الدين أراد أن يطلق عليها اسم "ذكريات خالد محي الدين"  إلا أن الكاتب الكبير رفعت السعيد أقنعة بأن العنوان الأنسب هو الان اتكلم.


(فى هذة السلسلة نحاول الغوص فى أعماق المبدعين نستخرج ذكرياتهم المحفورة فى الذاكرة والتى لا تختفى بفعل الزمن أو أشياء أخرى). 


واليوم نواصل اللقاء مع الناقد والمبدع محمود قاسم  ليختتم حكايته عن حفيده.


(لم تكن اللعبة سهلة  ولا بسيطة  خلاصة النتيجة أنه صاحب ذاكرة اليكترونية خارقة في تذكرتفاصيل كل فيلم  مهما كان التاريخ الذي شاهده فيه ,وابطاله بأسمائهم  سواء شخصيات الفيلم أو الممثلين وربما كلمات الأغنيات وأمور لم تكن علي البال
 باختصار وبكل صدق ولأنني مشاهد جيد منذ سنوات لهذه الأفلام فان غروري الخاص صور لي أنني قادر علي الإجابة عن الأسئلة  لكن الأسلوب البسيط لحفيدي يوسف ذكرني بساليري والموسيقار الطفل آماديوس موتسارت في الفيلم الأمريكي أنه الايقاع  أنا السبعيني الملئ بالتجربة والذاكرة الخصبة صرت عاجزا في ايجاد الأجوبة الصحيحة  ليس في فيلم معين , بل في كل ماشاهده, بنفس المستوي, مهما كانت قيمة الفيلم الفنية, والغريب انني وجدت أن أخته - حفيدتي- تمتلك القدرة نفسها, وقد اخترت الحديث عن هذا الأمر باعتباره ميداني المفضل  نشاطي الدائم  وربما مهنتي وتأكدت أن الآليات قد تغيرت إنها مفاهيم توصلت إليها منذ سنوات , ايام مهرجان القراءة للجميع,ففي طفولتنا كنا في اشد الحاجة الي الكبار كي يرووا لنا أحلي الحكايات وفي ايام القراءة للجميع اكتشفنا أن شعار اقرأ لطفلك صار غير صالح الا مع أعمار بعينها  والآن فانني مؤمن جدا بمنطق اقرأ لجدك  أو جدتك  أو شاهد لفيلم لجدك  وتحاور معه وربما أنك يجب أن تلعب مع جدك

مثل هذه الألعاب


 نعم  وبكل فخر تغلب حفيدي علي وهو يمارس ألعاب الفيديو المنتشرة حولنا , دعك من العاب العنف و لكنها جميعا هي العاب ذكاء ومهارات تعكس استجابة اللاعب للفعل ورد الفعل, وسوف تكتشف بسهولة أنهم أسرع استجابة منك بمراحل, وإنهم سوف يكسبونك إما إذا لعبوا فيم بينهم فان النتائج سوف تختلف


 اكتشفت أن حفيدي أيضا من الجيل القديم  وهو يقرأ روايات تناسب سنة  كما أنه عندما شاهد الفيلم الأمريكي " جريز" بطولة جون ترافولتا واوليفيا نيوتن جون  وهو من أفلامنا المفضلة في السبعينيات  فإنه لم يكف عن سماع أغنيات الفيلم , وشاركت أخته في ذلك, وهنا تم محو الفواصل بين أذواق الأجيال, أما أنا فقد صار من الصعب على أن أسمع بارتياح النمط الموسيقي الذي ينتمي إليه بكل أنانية ردد أبناء جيلنا عن عصرهم هو الزمن الجميل  فهل هم يعيشون في زمنهم الجميل حقا؟


 لاشك أن هذا الحفيد سيعيش قي زمن أفضل  صحيح أنه لن يكون في زمنه أم كلثوم أو عبدالوهاب وعبد الحليم , لكن لاشك أن التقنيات ستجلب ماهو أجمل وهذا الجيل يتكلم ثلاث لغات بطلاقة  ويستخدمها بقوة ورقيا وإلكترونيا بالإضافة إلى لغة التقنيات  المهم أن يرفع الكبار عنهم لغة الوصاية فهم يعرفون أكثر, يحترمون المعرفة ورغم أنني واثق تماما أنني لن أكون في زمنهم , لكنني أغبطهم على الإمكانات التي ستكون في حوزتهم.