عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

(3) المبدع محمود قاسم.. حفيدى رجل العصر القادم

المبدع محود قاسم
المبدع محود قاسم

 في حياة كل مبدع ذكريات جميلة أحيانًا وحزينة غالبًا، وهى ما تبقى عالقة فى الذاكره لتذكرنا بكل ما هو مؤلم وجارح الشاعر الثائر بابلو نيرودا يقول عن المذكرات إنها  تسجيل لصور فوتوغرافية أما الذكريات فهي تسجيل لوحات تشكيلية من صنع فنان نحت الألم في قلبه الكثير، والاقتصادي الشهير السيد أبوالنجا كتب سيرته الذاتية بعنوان ذكريات عارية وهو عنوان دال وموحي وفي مذكرات خالد محي الدين أراد أن يطلق عليها إسم "ذكريات خالد محي الدين" إلا أن الكاتب الكبير رفعت السعيد اقنعه بأن العنوان الأنسب هو الآن اتكلم.

(فى هذة السلسلة نحاول الغوص فى أعماق المبدعين,نستخرج ذكرياتهم المحفورة فى الذاكرة والتى لا تختفى بفعل الزمن أو أشياء أخرى).

واليوم نواصل اللقاء مع الناقد والمبدع محمود قاسم وحكايته عن حفيده الذى وصفه برجل العصر القادم:

اعتدنا أن نقرأ من بين كتابات الأجيال التي سبقتنا تحية من الأدباء المخضرمين تحمل المحبة والعرفان بالجميل للأباء والأمهات  وأحيانا المدرسين والأجداد وقد ظل الكبار ينظرون بشكل قاصر إلى الأجيال التالية وبالكثير من التعالي والشعور بفارق العمر الذي كان يعني دوما أن "من يكبرك بيوم يعرف أكثر منك بسنة كاملة", إلا أن التجربة علمتني منذ بداية التسعينيات في القرن الماضي ما يختلف تماما مع وجهة النظر التقليدية  حينما كنت لا أتوقف عن مقابلة الأطفال صيفا وشتاء في المكتبات والمدارس عبر الأنشطة وأيضا صارت التجربة أكثر نضجًا وأنا أتولى رئاسة تحرير سلسلة " كتب الهلال للأولاد والبنات" التي حصلت علي جائزة الدولة التشجيعية أكثر من مرة في ثقافة الطفل، كانت التجربة تؤكد أن الكثير من الأطفال لديهم الكثير من القدرات والمواهب , مايتفوقون به علي جيلي, ولم يكن غريبًا أن الكثير من الأطفال الذين صاحبوني في الرحلة صاروا أكثر شهرة , ونشاطا من جيلنا , ولم ينقص إيماني قط بهذا الأمر, لكن مع الوقت قل عدد الصغار الذين التقي بهم بسبب ظروف السن.

 واليوم عندما أكتب عن حفيدي، فإنني أكتب عن جيل جديد هو واحد، ولن استخدم يومًا الأسلوب نفسه لكاتب سبعيني

شاهدته يوما في أحد الملتقيات يعاير أطفال نادي السينما إنهم لن يكونوا أبدا في درجة العبقرية نفسها لأحفاده، فكل كلمة أكتبها هنا ليست بها أي مغالاة بالمرة لما اشاهده الآن, فحفيدي الذي بلغ سن العاشرة هذا العام لم يكن ينبئ بالقدر نفسه من العبقرية في سنواته الأولي ربما لأنه سافر مع أسرته إلى كندا، وكنت اقابله لعدة اسابيع في العام , و لكن وللحق فانني منذ أربع سنوات تقريبا  وبكل نفس راضية وجدت نفسي أتحول إلى تلميذ نجيب في عالم حفيدي وأنا أرقبه، فهو يتعامل مع أجهزة الاليكترونيات بمهارة شديد خاصة في ألعاب الفيديو, وقد اختبرت نفسي مرارا معه في الكثير من الألعاب فغلبني بسهولة، وحاول ان يترك لي مساحة لكن قدراته كانت لاتسمح له بالهزيمة , وعلي مدي الوقت كانت قدراته تزداد, ومن خلال المكالمات الهاتفية الإلكترونية، كنت أتابعه في أفلام التحريك التي يشاهدها , انه الحب المشترك بيننا , وكأننا نعيش في المدينة نفسها , كان يحرص في القاهرة على مشاهدة أفلام التحريك لكل الأعمار في المحطات التلفزيونية المتخصصة , كانن يتعامل بجدية مع الأمر وينهمك هو واخته التي تصغره بأربعة أعوام، إلى أن اقترح على الأسبوع الماضي, أن نمارس لعبة جماعية جديدة حول قصص الأفلام , بأن يطرح السائل مايريد حول فيلم ما , وعلى الآخرين الإجابة.