عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدراما الوطنية والشباب | أمسية ثقافية "أونلاين عبر زووم"

الدكتور هشام عزمى
الدكتور هشام عزمى امين عام المجلس الأعلى للثقافة

أكد الدكتور هشام عزمى امين عام المجلس الأعلى للثقافة، خلال الأمسية الثقافية ًًالدراما الوطنية والشباب ًًالتى أقامها المجلس عبر زووم، إن الدراما الوطنية تتصدر المشهد المصري، فلها تاريخ طويل، منذ الأفلام التي أنتجت في سبعينيات القرن الماضي بعد حرب أكتوبر وحولها ويذكرها الناس حتى الآن، مثل فيلم "الصعود إلى الهاوية"، ثم بعض المسلسلات كـ "رأفت الهجان"، و"دموع في عيون وقحة".

 

وأوضح الدكتور هشام عزمى، أن السينما والدراما المصرية قد عادتا في العامين الأخيرين بأعمال مهمة، وأولها كان فيلم "الممر" الذي أحدث حالة جعلت المتلقي يرصد ويفكر في أحداث لم ينتبه لها من قبل، فنحن لسنا بصدد الحديث عن أحداث توثيقية، ولكنها تقدم بشكل درامي مع بعد فني فيه عنصر جذب وتشويق، وهذا العام تصدر مسلسل "الاختيار 2" المشهد بين الأعمال الدرامية التي شاهدناها هذا العام، وطرح عزمي سؤالًا مهمًّا على الحضور: كيف لعبت الدراما الوطنية هذا الدور المؤثر والمهم في إعادة تكريس الهوية والانتماء لا سيما لدى الشباب؟ 


وقالت الدكتورة رانيا يحيى، إننا مهما تحدثنا في ندوات ولقاءات فمشهد درامي واحد يمكنه أن يعادل كل هذا، أو يفوقه، من خلال التركيز على إنتاج أعمال درامية مستمرة تبث روح الانتماء والولاء، كما أثارت دور الزوجة والأم للضباط، فالسيدة التي لديها ابن أو زوج ضابط فإنها تقدمه هدية للوطن، وتحرم منه باستمرار.


وتحدّث الكاتب سامح فايز حول فترة حكم الإخوان، والرأي العام بعد حكمهم، والأفكار التي شاعت في تلك الفترة بعودة الإخوان مرة أخرى إلى الحكم، مشيرًا إلى أننا نتعامل بمنطق الإزاحة، فالعمل الجيد يزيح العمل الرديء، فمسلسل "الاختيار" أو "هجمة مرتدة" أو "القاهرة كابول"، هي أعمال تتم مشاهدتها بكثافة، ولها دور في تنمية وعي المواطن البسيط.


وقالت الفنانة بشرى إن الجمهور لايعرف  شكل رأفت الهجان ، ولكن يبقى وجه محمود عبدالعزيز لا يفارق الناس في ارتباطه برأفت الهجان، فقبل أن نشاهد الأعمال الدرامية التي تحكي البطولات يكون لدينا جهل تام بهذه الشخصيات، ولكن البعد العميق للتجارب الإنسانية التي تخوضها تلك الشخوص لا يمكن أن تمر مرور الكرام، ولا أن تكون كأي خبر نقرؤه، فهذا دور استراتيجي في غاية الأهمية، والأهم أن يكون الفنان نفسه واعيًا بما يقدمه، ويعلم أن الأجيال الجديدة لا تعلم شيئًا، ويدرك أن مصادر تلقي المعلومة صارت كثيرة جدا، وبعضها قد يبث سمومًا في أذهان الشباب، فتاريخنا لا بد أن نكتبه بأنفسنا ولا نتركه في يد الآخرين، فنحن أكثر من نشعر بالمعاناة، وهي ليست حواديت نسمعها، ولكنها واقع حقيقي عشناه، لذا فترجمته ستكون مخلوطة بالمعاملة الإنسانية، فقصص أبطالنا وتاريخنا لا بد أن نكتبه نحن بأيدينا ولا نترك لسوانا أن يفعل ذلك.


وأضاف الفنان أحمد حلاوة، أن الدراما قد تعطينا قيمة كبيرة وقد تطعننا بسكين، ومهمتنا أن نغرس قيمًا اجتماعية وثقافية وفنية، ولكن المشكلة الحقيقية هي مدى وعي القائمين على العمل الفني، فحين قمنا بإنتاج بعض الأعمال الدرامية ذات الصبغة الوطنية والتوثيقية فقد بدأ وعي المشاهد يتشكل وينجذب بالفعل إلى مثل تلك الأعمال، فلكي تربي جيلًا حقيقيا لا بد من الاهتمام به منذ الصغر، وطالب في كلمته بوجود رقابة حقيقية على ما يقدم من أعمال.


ومن جانبه قال الدكتور أحمد زايد: إذا أردنا أن نتحدث عن الدراما وتأثيرها في الشباب فلا بد من عرض عدد من المقدمات، فالدراما من الفنون التمثيلية والاتصالية التي يمكن أو يتوقع أن تؤثر في مشاهديها ومستمعيها لأنها تحمل في طياتها قيمًا قد تكون سلبية وقد تكون إيجابية، وفيها مناهج أو مخططات خفية قد لا تكون مقصودة، ولكن طبيعة الإنتاج الدرامي هي التي تشكل ذلك.


وأشار أحمد زايد، إلى أننا قد بدأنا منذ العام الماضي نشهد بزوغ الدراما الوطنية من جديد، ولعل هذا البزوغ هو ما دعا المجلس الأعلى للثقافة لانعقاد تلك الندوة، فهذه المسلسلات قد أعادتنا إلى منطقة الفن والرقي الجمالي، وهذا ما أدى إلى أن تكون الدراما الوطنية موجودة مرة أخرى، فالدراما الوطنية تساوي الهوية الوطنية، دون تطرف ودون تحيز، ودون أن تتحول إلى سيفونية، كما أن الدراما الوطنية ترتبط بتأصيل روح الانتماء لا سيما بالنسبة للشباب، وهذا واضح في مسلسل الاختيار لأنه يناقش أحداثًا عشناها جميعًا على أرض الواقع.


قال الشاعر وائل السمري رئيس التحرير التنفيذي لجريدة اليوم السابع، إن جودة الأعمال الدرامية المقدمة هذا العام أجبرت الجميع على مشاهدتها، كما أشاد في كلمة في ندوة "الدراما الوطنية والشباب" التي عقدها المجلس الأعلى للثقافة، مساء أمس، بمستوى التقدم الملموس الذي لاحظناها مؤخرا في الدراما التليفزيونية، سواء على مستوى الموضوعات أو على مستوى التكنيك.

وأوضح وائل السمرى، أن كل عمل درامي جيد قدم هذا العام يعتبر عمل وطني، لأن زرع القيم الإنسانية والأخلاقية والثقافية في الوجدان يؤدي بالضرورة إلى تنمية الانتماء إلى الوطن، وضرب مثالا على هذا بمسلسل "نجيب زاهي زركش" الذي يرسخ قيمة الأبوة ويبرز كيف تحولت حياة "يحيى الفخراني" بعد اكتشاف أن له ابنا مضحيا بالكثير من ملذاته الشخصية في سبيل اجتذاب ابنه إليه، كما ضرب مثلا آخر بمسلسل "لعبة نيوتن" الذي يبرز مدى المعاناة التي عانتها بطلة المسلسل "منى زكي" من أجل منح ابنها الجنسية الأمريكية في حين أن حياتها في السابق كانت مستقرة وبها قدرا من السعادة، وهذا أيضا ما يرسخ من قيم الانتماء ويعمق من الشعور بنعمة العيش وسط حياة مستقرة. 


وأضاف "السمرى": هناك ثلاث مسلسلات هذا العام تحمل رسائل وطنية واضحة بامتياز هي مسلسل الاختيار 2 ومسلسل هجمة مرتدة ومسلسل القاهرة كابول، مؤكدًا إن المسلسلات الثلاث برغم اشتراكها في صفة "الوطنية" إلا أنها تتناول العديد من الجوانب المختلفة والمتنوعة بالشكل الذي يخدم رسالتها الوطنية والفنية في آن واحد، فمسلسل الاختيار تميز هذا العام بكشف العديد من الجوانب الإنسانية في حياة ضباط الأمن وخاصة ضباط قطاع الأمن الوطني، وعاش الجميع معهم عذاباتهم وأفراحهم بالشكل الذي انعكس إيجابيا على تفاعل الجمهور، أما مسلسل هجمة مرتدة فقد تميز بكشف العديد من الملفات والتفاصيل الغائبة عن الأعين وهو ما يرسخ فكرة أن هناك رجال يعملون ليل نهار من أجل الحفاظ على الوطن والمواطن وأن هناك جبال من التفاصيل الأمنية المهولة

لا نرى منها إلا القشور وأنه لولا تحمل هؤلاء الرجال مسئولية الحفاظ على الوطن لضعنا وضاع الوطن، أما مسلسل القاهرة كابول فقد كشف للجميع عقلية الإرهابي التي تدمر كل القيم الراسخة وتضحي بكل غال عليا وثمين من أجل أوهام الزعامة الفارغة وأحلام الإمامة الزائفة. 


وفي ذات السياق وجه السمري الشكر لوزارة الثقافة على تبنيها مناقشة مثل هذه القضايا، كما توجه بالشكر إلى الدكتور هشام عزمي الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على تنظيم هذه الندوة والمشاركة فيها، وأشاد السمري بكلمات الفنانين المشاركين في الندوة التي أدارها وائل حسين، خاصة كلمة الفنانة بشرى التي عكست مدى ثقافتها ووعيها بدور الفن ورسالته، وكلمة الفنان أحمد شاكر عبد اللطيف والفنان أحمد حلاوة. 


وأضاف الفنان أحمد شاكر، أن لدينا مشكلة كبيرة مع الشباب في مصر، فنحن لا نستطيع ملاحقة تفكيرهم ومجاراتهم فيما يريدونه، فمناخ الدراما كان سوقا مفتوحة للجميع، وقد دفعنا ثمنًا كبيرًا لذلك أمام شباب لم يكن لديه إحساس الانتماء، ولكن كانت الجرأة والشجاعة من الشركة المتحدة، بهدف كتابة الدراما لتاريخ مصر وإظهار المعيار الحقيقي للانتماء والبطولة، ومن هنا جاءت سلسلة الاختيار (1، و2)، فالشعب المصري يحترم فكرة الانتماء والوطنية، لكنه يريد المايسترو الذي يستطيع قيادته إلى تمثل تلك القيم وتطبيقها.


وأما المخرج أمير رمسيس فقد أشار إلى أن السينما مع المتغيرات التي حدثت خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى جانب الدراما لهما دور مهم جدا في استعادة الشباب، راجيًا أن تكون هناك إتاحة أكثر لأعمال وطنية ذات مفهوم أوسع.
وقال المحلل الاستراتيجي أمير فتحي: إن ذلك الجيل من الشباب الذي كان بين سن السادسة والعاشرة 2011 صار الآن بين سن السادسة عشرة والعشرين، وقد تعرض لأكبر كم من التشويه والخلط، وهو في حاجة ماسة إلى ضبط مفاهيمه وقيمة.


وتحدث الإعلامي جمال الشاعر حول مسلسل "الاختيار 2" و"القاهرة كابول"، وأشار إلى أنهما عملان رائعان ولكنهما لا يكفيان، فنحن أمام معركة فكرية في حاجة إلى مزيد من الإنتاج في هذا الاتجاه، والصورة بشكل عام توضح أن هناك إنتاجًا دراميا متنوعًا يعيدنا إلى طموحاتنا في الدراما المصرية ودورها في الحفاظ على الهوية وصناعة الوعي، فهل تحقق ذلك؟ إلى حد ما ولكنه أحيانًا لم يتحقق، فهناك سيطرة كبيرة للإعلانات على المحطات التلفزيونية، فولاء المنتج على المعلن أكثر من المشاهد، ذاكرًا أن التحدي الثاني هو صناعة البهجة وعقيدة النجاح، ولكن للأسف معظم الأعمال لا تمنحنا ذلك، فلدينا ما يوصف بفجوة جيلية، فنريد للدراما أن تقوم بدور المجايلة، مشيرًا إلى دور وزارة الثقافة في المشاركة بمحتوى ثقافي لبناء المواطن المصري ووعيه، فالدراما هي الذراع الطولى للتأثير في الناس، ومنوهًا أن المجلس الأعلى للإعلام لا بد أن يكون له دور في وضع استراتيجية متكاملة للدراما المصرية.

وأضاف اللواء محسن الفحام أن معظم الأحداث التي تمت مشاهدتها قد عاصرها هو حتى 2014،  فمنذ عام 2010، كانت هناك إرهاصات لما حدث في 2011، فضلًا عن الكلام الذي كنا نسمعه حول ما يقال عنه الفوضى الخلاقة، مضيفًا أن ضباط الأمن الوطني من أكثر الضباط ثقافة وفكرًا ووعيًا، مشيرًا إلى أن من أفضل ما ناقشه مسلسل "الاختيار 2" الفتنة الطائفية، وواقعية الأحداث وأماكن التصوير، فقد أظهرت الدراما الصورة الحقيقية لضباط الجيش والشرطة المصريين، وكذلك فقر الوعي الديني والثقافي وبخاصةٍ هؤلاء الذين يفسرون القرآن تفسيرًا مغلوطًا، وتبعات ذلك التفسير.
وأوصى اللواء محسن الفحام، بالاهتمام بالطلبة الذين يمثلون نسبة كبيرة من الشعب المصري، سواء في الجامعات أو في قصور الثقافة أو مراكز الشباب، وغيرها.
كما تحدث الدكتور محمد أحمد مرسي، عن قيادة الدولة والرؤية الوطنية التي قدمت من خلال كتاب دراما استطاعوا أن يخلقوا سياقًا جديدًا ويقدموا أعمالًا جيدة، في خطوات على الأرض، وتأثير ذلك في الشباب، الذين كانوا في مرحلة الطفولة في بداية هذه الأحداث، إضافةً إلى وجود طلاب من دول أخرى (اليمن، سوريا، ليبيا، العراق، السنغال، نيجيريا)، وهذه شريحة يمكن طرح الموضوع عليها ومناقشتهم في مدى تأثير الدراما الوطنية عليهم، فوجدت حالة من التماسك المجتمعي، فقد خلقت تلك الأعمال نوعًا من وحدة الهدف والرغبة في المشاركة.