رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المسكوت عنه فى سينما الأنبياء.. كتاب جديد للكاتبة حنان أبو الضياء

تجربة جريئة تخوضها الكاتبة حنان أبو الضياء فى كتابها الجديد (المسكوت عنه فى سينما الأنبياء ) الصادر عن دار إنسان للطباعة والنشر ؛

ففى سينما الأنبياء نحن بين فكى "كماشة " التكفير والتضليل؛ فبمجرد التفكير فى تقديم عمل درامى عن أحد الأنبياء تشحذ الأقلام؛ وتتعالى الحناجر منددة بحرمة ظهور الأنبياء على الشاشة؛ على الجانب الآخر هناك المئات من الأفلام العالمية التى أُنتجت؛ وفى الطريق الآلاف غيرها عن الأنبياء برؤية صهيونية؛ تلعب فيها السياسة والأهواء الشخصية دورًا كبيرًا؛ فنرى أبو البشرية الثانى نوح؛ سكيرًا،وداود الأواب؛ زانيًا؛ وسليمان الحكيم تسيطر على عقله امرأة فيسقط فى الهوى؛ وموسى كليم الله بذيئًا يتعدى على الله بالقول؛ وقائمة التجاوزات طويلة.

 

ونحن نتعامل مع الأمر برمته بدفن رؤوسنا فى الرمال؛ مفضلين مبدأ الرفض من البداية لراحة العقول؛ فنسقط أسرى الإسرائيليات من الحكايات عن الأنبياء المنتشرة للأسف؛ ليس فقط فى حكايات العوام والسيناريوهات العالمية؛ ولكن ضمن نسيج بعض الكتب التراثية الإسلامية .أننا فى حاجة إلى ثورة فى الطرح الفنى؛ قوامها المحافظة على قدسية الأنبياء ومكانتهم فى وجداننا، وعمادها الإبهار الإبداعى المتضافر مع الامكانيات المادية والفنية، لتكون المحصلة أعمالاً تقرب هؤلاء الأنبياء للعوام. وتقول الكاتبة لا أعرف لماذا لا يستثنى فقط من التشخيص الأنبياء أولي العزم ويتم الاستعانة بهالة ضوئية للتعبيرعنهم؛ أما باقى الأنبياء فلا مانع من ظهورهم؛ ولنا فى دراما يوسف الصديق نموذجًا يحتذى؛ فتشخيص يوسف كان سببًا فى معرفة الكثيرين له؛ ولأنبياء آخرين.

 

وفى عالم السينما العالمية كل شىء قابل للنقاش والجدل. وهناك دائمًا مساحة من الاعتقادات الشخصية تسيطر على المبدعين عند الاقتراب من قصص الأنبياء؛ وفى أحيانًا أخرى تسير تلك الأعمال على هدى قصص الأنبياء في القرآن الكريم. أو التوراة والإنجيل... ولكن السؤال ما الذي يحفز السينما العالمية على إنتاج أفلام تتمحور حول الأنبياء في العهد القديم من أمثال نوح وموسى وغيرهما؟ بشكل يصل إلى حد الظاهرة؛ التى انطلقت مع بدايات السينما في أواخر القرن التاسع عشر، وصولا إلى اليوم، ولم تفقد مرة وهجها؛ رغم أن الوسائل التقنية بين هذه الأفلام تطورت مع مرور الوقت، وهذا طبيعي، إلا أن القاسم المشترك بينها هو ضخامة الإنتاج، وتجسيد نجوم عالميين شخصيات الأنبياء من بينهم: شارلتون هيوستون وراسل كرو وغيرهما…لا شك في أن هذه الأفلام تستقطب جمهورًا كبيرًا، باعتبار أن حبكة القصص في الكتاب المقدس ممتعة وثمة تآلفًا مع أبطالها، وتتمحور الروايات حول الخير والشر؛ فضلاً عن أنها تزخر برسائل إنسانية ومادة درامية تحمل قيمًا

فنية… حتى إن بعضها يعتبر من كلاسيكيات السينما العالمية ونال جوائز أوسكار؛ وحققت حتى الآن أرباحًا كثيرة؛ ورغم أنه بين الحين والآخر تنال تلك الأعمال قدرًا كبيرًا من الهجوم والرفض من رجال الدين فى الديانات الثلاث؛ إلا أن هذا لم يمنع هوليود من التحضير لأعمال جديدة، وفى العالم الإسلامى رفعت إيران راية إنتاج أفلام الأنبياء بالرؤية الإسلامية من منطلق أنها قصص ذُكرت في القرآن الكريم؛ وبالتالى لم تأت للتسلية والتلهي، وإنما جاءت عظة وعبرة لأولي الألباب، وهم يرون أن إنتاج تلك الأعمال تثير في النفس التأمل والتفكر في سنن الحياة وقواعد الاجتماع البشري وسيرة الناس عبر الزمان والمكان.

وإن كان ربنا، تبارك وتعالى، أنعم علينا بنعمة قصص طائفة من حكايات الأنبياء وأقوامهم فإنه يلفت النظر إلى أن المهم في تاريخ هؤلاء العظماء الانتباه إلى العظة والعبرة منها. إذًا علينا إنتاج الأفلام؛ وخاصة إذا كانت ذات منهج علمي بديع في عرض هذا القصص القرآني، ومبتعدة عن خرافات الإسرائيليات وخزعبلات القصَّاص وأكاذيب بعض المؤرخين... إننى فى هذا الكتاب أحاول بمجهودى المتواضع الاقتراب من التناول الدرامى لقصص الأنبياء والمنهل الذى أخذ ت منه، وبقدر ما هالنى هذا التطاول على الأنبياء فى أعمال سينمائية لا تعترف بعصمة الأنبياء عن الكبائر، بمقدار ما أسعدنى وأنا أقترب من طريقهم المضىء بأعمال؛ رغم أنها قليلة ومحدودة الإمكانيات إلا أنها تعتمد على ما قاله الذكر الحكيم؛ أن هذا الكتب يحاول تقديم صورة الأنبياء فى الدراما؛ ومدى تطابقها مع ما جاء فى الكتب المقدسة (القرآن - الإنجيل  - التوراة)؛ وللأسف اكتشفت وجود سيل من الإسرائيليات والشطحات الفنية... فهل من أعمال فنية تحاربها؟