رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكاتب أسامة إبراهيم : صناعة النشر مهددة بالاندثار وإنقاذها يحتاج لتضافر الجميع

الأستاذ أسامة إبراهيم
الأستاذ أسامة إبراهيم

كثيرة هي الأزمات والمشكلات التي تجابهها صناعة النشر ، خاصة بمصر والوطن العربي، فما بين ارتفاع تكلفة الطباعة وسوء التوزيع واستقطابٍ واضح للتكنولوجيا والبي دي اف ، للقراء الشباب، إضافة لكسادٍ طال النشر أثناء اجتياح فيروس كورونا مؤخرا، صار من الحتمية بمكان أن تتضافر جهود جهات عدة ، سواء اتحادات الناشرين أم وزارة الثقافة، أم المهتمون والقائمون على سوق وصناعة النشر عامة ، للحاق بركبٍ نتمنى ألا يتخطى ركضنا الحثيث.

 

أسئلة شتى تنتابنا حول أهم تلك الأزمات وكيفية مواجهتها، نتوجه بها جميعا للكاتب والناشر ، رئيس مجلس إدارة دار النخبة للنشر والتوزيع ، الأستاذ أسامة إبراهيم .


وأسامة إبراهيم ، هو کاتب وإعلامي وناشر،رٸیس دار النخبة للطباعة والنشر والتوزیع، أمین عام مٶسسة رسالة السلام للأبحاث والتنویر، رٸیس التحریر السابق لمجلة عالم الغذاء، عضو اتحاد کتاب مصر،عضو مجلس إدارة نقابة التحکیم الدولي وخبراء الملکیة الفکریة، عضو جمعیة المراسلین الأجانب، عضو اتحادي الناشرین المصریین والعرب، کاتب قصصي ورواٸي،من مٶلفاته المنشورة : " یومیات عمیدة تحت قبة الجامعة۔ مذکرات۔


- الصحراء الغربیة بعیون مصریة۔ أدب رحلات۔ - کش مات ۔۔ مجموعة قصصیة- الحب في میدان النهضة۔۔۔ مجموعة قصصیة - أشباح الکمبوند۔۔۔ روایة - أشباح المنامة۔۔۔ روایة".

* وإلى نص الحوار:


• خضت العمل الصحفي لعدة سنوات، ورغم ذلك فقد اخترت عالم النشر طريقًا آخر، فما السبب وراء ذلك التحول؟


- تخرجت في قسم الصحافة بكلية الإعلام، جامعة القاهرة، في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين، عملت محررًا أدبيًا بقسم "إبداع" في مجلة روزاليوسف، إضافة إلى عملي كمراسل أدبي من القاهرة بالعديد من الصحف العربية. بعدها عملت بإحدى العواصم العربية- الرياض- كمدير للإعلام المتخصص في دار اليوم الإعلامية.


وخلال فترة ممارستي العمل الإعلامي وعملي كمحرر أدبي، تعرفت على عدد كبير من الناشرين المصريين والعرب، خاصة أثناء مشاركتهم بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وقد وجدت نفسي مشدودًا لهذه المهنة، إضافة لعشقي الشديد منذ طفولتي المبكرة للكتب والمطالعات بكل أنواعها.


وبعد سنوات طويلة من العمل الإعلامي داخل مصر وخارجها، قررت أن أنهي رحلتي المهنية بإنشاء دار نشر تدار بالأساليب العصرية الحديثة في جميع مراحل صناعة الكتاب ووسائل تسويق مبتكرة، ومشاركة بالمعارض العربية والدولية.

• هل ترى نقاط التقاء بين الصحافة والنشر أهلتك للنجاح بذلك المجال؟

_ بالتأكيد هناك نقاط التقاء متعددة بين الصحافة والنشر، وأنا شخصيًا لم أواجه صعوبات تذكر عندما قررت التحول من العمل الإعلامي إلى النشر، ذلك أن كلتا المهنتين تمر بمراحل إنتاج مشابهة إلى حد كبير، مثل التدقيق اللغوي، وتصميم الغلاف والتصميم الداخلي، والتسويق والمبيعات، ويشتركان في نفس الأهداف الفكرية والمعرفية.

• باعتبارك إعلاميًا وكاتبًا وناشرًا مثقفًا، كيف تقيّم الأزمة الأخيرة التي تعرض لها سوق النشر أثناء اجتياح كورونا؟

_ لا شك أن الكساد الذي يصاحب انتشار جائحة كورونا طال جميع أوجه الحياة ومنها الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية، غير أن صناعة النشر نالها من هذا الكساد أكثر مما نال غيرها من الأنشطة الأخرى.
لكن هذا الكساد لم يبدأ مع جائحة كورونا، فمن المعروف أن صناعة النشر في مصر بشكل خاص والعالم العربي بشكل عام، تعاني من أزمات كبيرة على مدار سنوات طويلة، منها على سبيل المثال لا الحصر الانخفاض المطرد في عدد القراء، وارتفاع تكلفة الخامات الأساسية اللازمة للطباعة من أوراق وأحبار ومعدات طباعة، وارتفاع تكلفة المشاركة في معارض الكتب المحلية والدولية بشكل يعجز معظم دور النشر عن المشاركة في هذه المعارض.
إذن مشكلة صناعة النشر المصرية والعربية كانت قائمة بالفعل، وزاد الأمر صعوبة انتشار الجائحة، وما أشيع عن أن الفيروس ينتقل عبر الأسطح، مما جعل الناس تتخوف من شراء وتداول الكتب والصحف، وهذا الأمر تسبب في توقف ما يزيد على 25% من دور النشر عن العمل، وتسريح العمالة بها وإغلاق أبوابها.

•إذن هل تأثرت دار النخبة بتلك الأزمة بشكل مباشر، وكيف استطعتم تخطي الأمر ؟

_ دار النخبة مثلها مثل غيرها من دور النشر، عانت ولا تزال تعاني من هذه المشكلات، وجميع الناشرين يبحثون عن حلول لتخطي هذه العقبات، مثل توصيل الكتب للقارئ مباشرة "الديلفري"، والتوسع في مجال التسويق الإلكتروني، ومخاطبة مؤسسات الدولة المختلفة للحصول على بعض الإصدارات، ومحاولة إقامة معارض للكتب بنمط يختلف عن النمط التقليدي يضمن التباعد البشري. كما نعمل على استثمار مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات بيع إضافة إلى تطوير البيع الإلكتروني حتى لما بعد الأزمة الحالية.



•كيف ترى مستقبل صناعة النشر على المستوى المحلي والعالمي؟ وهل هناك تحديات وأزمات تواجه صناعة النشر بالفعل والى أي مدى ترى القدرة على تجاوزها؟

_ أنا شخصيًا أميل إلى التفكير الإيجابي والتفاؤل بمستقبل أفضل، لكن التحديات التي تواجه صناعة النشر حقيقية، وبالتأكيد ستؤثر على مستقبل هذه المهنة، خاصة في ظل الضعف المطرد في ثقافة القراءة بين مختلف فئات المجتمع، لدرجة أن بعض الإحصاءات تشير إلى أن نسبة القراءة في العالم العربي لا تزيد على 1% من اقتصاد النشر على مستوى العالم، وهو الأمر الذي يجعلنا نحذر من أن دور النشر العربية ستكون خارج قوائم دور النشر في العالم مستقبلا.
كما أن هناك آليات توزيع الكتب التي يعاني منها القطاع الخاص من حيث قلة منافذ التوزيع في مصر والعالم العربي مقارنة بإنتاج دور النشر، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون بين دور النشر و شركات التوزيع من خلال النشر المشترك، فضلا عن الأعباء الكبيرة التي يتحملها الناشر للمشاركة في معارض الكتب الدولية والتي تصل إلى آلاف الدولارات، إضافة إلى مشكلات قرصنة الكتب وضياع حقوق الملكية الفكرية .


• بعض الناشرين يرون في مجال النشر وسيلة للكسب المادي بغض النظر عما يقدمه للقاريء من محتوى، والبعض يشترط أن يتحمل الكاتب تكلفة العمل كاملة

متعللا بزيادة أسعار الورق وتكلفة الطباعة، فكيف ترى الأمر في رأيك، وهل يعد النشر في رأيك رسالة أم صناعة ؟

_ صناعة النشر مثلها مثل أي صناعة أخرى أو مجال اقتصادي لا بد أن يكون لها مدخول مادي حتى تستطيع الاستمرار وتطوير أنشطتها، لكن هذا المحور لا يجب أن يؤثر بالتأكيد على مضمون ما يقدم للقارئ، ولا على جودة العمل المقدم بأي شكل من الأشكال.
وكما سبق أن أوضحنا أن دور النشر تعاني من مشكلات كبيرة وعقبات أدت إلى إعلان حوالي 30% من دور النشر عن توقف أنشطتها، وكل ذلك يتطلب تضافر الجميع- اتحادات الناشرين، الناشرين، المؤلفين، أجهزة الدولة، من أجل إنقاذ هذه الصناعة من الاندثار مع ما تمثله من بُعد ثقافي مهم.

أما عن مهنة النشر فهي صناعة ورسالة معًا، مثلها في ذلك مثل وسائل الإعلام المختلفة، فإذا لم ينتهج القائمون على دور النشر أساليب الإدارة الحديثة فسوف يؤثر ذلك على جودة ما يتم تقديمه من إنتاج ثقافي، وفي نفس الوقت ينبغي أن يكون لدور النشر رسالة واضحة في التثقيف والتنوير والتوعية.


• تشتهر دار النخبة التي ترأس مجلس إدارتها بأن معظم مؤلفيها من الكتاب العرب أكثر من المصريين.. فهل لذلك مبرر؟

_ ربما يرجع هذا الأمر إلى أن لي تجربة إعلامية خارج مصر امتدت حوالي خمسة عشر عامًا في مجال الإعلام المتخصص، وهذا الأمر أتاح لي التعرف على فئات متعددة من الكتاب والمثقفين العرب في مختلف أنحاء العالم، ومن بين هؤلاء أدباء وكتاب المهجر.
في نفس الوقت، فإنني أنظر إلى هذا الأمر من منظور رغبتنا كدار نشر مصرية، في أن يمتد نشاطنا إلى خارج حدود الوطن بحيث يكون هناك تفاعل وتواصل ثقافي بين المثقفين العرب من خلال إصدار الكتب وتوزيعها في مختلف الدول العربية، كما أن معارض الكتب التي نشارك بها تتيح لنا فرصة التواصل مع شرائح واسعة من الكتاب والمثقفين، وهو ما نحرص عليه دائمًا.


• ما هي أهم الخطط التطورية التي ستطال دار النخبة في القريب؟
_ رغم التحديات الكبيرة التي نواجهها وتواجهها صناعة النشر، إلا أننا نحرص مع ذلك على التطوير والتحديث، ومن ذلك الانتقال إلى قلب القاهرة في منطقة وسط البلد، حيث يتيح لنا ذلك التواصل المستمر والمتفاعل مع المثقفين والكتاب والصحفيين، وإتاحة مجال أكبر للتوزيع من خلال مقر الدار، ومن خطط التطوير أيضا التحول إلى النشر الإلكتروني للتغلب على عقبة ضعف التوزيع الورقي.


• هل بدأتم الاستعداد لموسم معرض الكتاب ٢٠٢١؟

_ في العام الماضي، شاركت دار النخبة في 9 معارض دولية، وبحمد الله فقد بدأت المعارض الدولية في الإعلان عن بدء أنشطتها بداية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهو من أهم معارض الكتب العربية قبل نهاية العام الجاري، بعده مباشرة يقام معرض القاهرة الدولي للكتاب، ونحن على أهبة الاستعداد دائمًا للمشاركة في هذه المعارض بكل جديد ومشوق حتى نكون واجهة مشرفة ومحترمة للثقافة المصرية والعربية.


• أخيرا .. باعتبارك إعلاميًا مخضرمًا، كيف تقرأ بعين المتفحص الأزمات السياسية المتوالية التي أصابت بعض البلدان العربية، مثل أزمة ليبيا وتركيا، وما حدث مؤخرًا في لبنان، وأزمة سد النهضة؟

_ في تقديري الشخصي أن المنطقة العربية مستهدفة بشكل مباشر من قوى معادية تهدف إلى تفتيت المنطقة العربية ونشر الاقتتال الداخلي والصراعات الطائفية والعرقية داخل كل دولة، وقد نجحت تلك القوى المعادية بالفعل في ذلك في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا ولبنان.
الشيء المحزن أن نجد داخل المنظومة العربية من يعمل للمساهمة في تنفيذ هذه المخططات الهدامة، وعلى رأسها النظام القطري الذي حوًل أراضيه إلى ساحة للقواعد الأجنبية الأمريكية والتركية والإيرانية والغربية، وفي نفس الوقت يقوم إعلامه المسموم بنشر الإشاعات على نطاق واسع بهدف خلخلة المجتمعات العربية لإشاعة الفوضى وتأليب الشعوب على الأنظمة الحاكمة.