رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعد رحيله.. من هو آدم حنين راهب محراب الفن

بوابة الوفد الإلكترونية

 رحل عن عالمنا صباح اليوم النحات والفنان الكبير آدم حنين، عن عمر يناهز 91 عاما.
ويعد الراحل أحد أهم النحاتين في مصر والعالم العربي، و مؤسس سيمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت.

نشأته ودراسته:
ولد صمويل هنري (آدم حنين) في القاهرة عام 1929، ونشأ بحي الشعرية ، في أسرة تعود أصولها إلى مدينة أسيوط في صعيد مصر، وتعمل في صياغة الحلي. عرف المتحف المصري في الثامنة من عمره، حينما ذهب إلى هناك ضمن زيارة للمدرسة، وكانت نقطة تحول في حياته.

درس آدم حنين فى مرسم انطونى هيلر فى ميونخ 1957 بعد ان انهى دراسته الحرة بمدرسة الفنون الجميلة على يد الفنان أحمد صبرى ، كما اقام فى النوبة فترة اثناء منحته للتفرغ ( 1961 ـ 1969 ) ومن أعماله تمثال "حامل القدور " 1960 فى حديقة النحت الدولية بمدينة دالاس فى تكساس و " الطائر " الذى يقف فى حديقة الاكاديمية المصرية للفنون الجميلة بروما و " المحارب " فى فناء مكتبة القاهرة الكبرى .
عمل "حنين" رساما في مجلة صباح الخير، مستشارا فنيا بدار التحرير للطبع والنشر، ثم سافر إلى باريس عام 1971 حيث أقام هناك كفنان محترف 25 عاما.

* التجريدية عند " حنين":
منذ أن هاجر الفنان آدم حنين الى باريس وعاش كفنان محترف منذ عام 1971، نجده يتحول بفنه نحو التجريد، واستخدام خامة الفخار الزلطى فى تماثيله.. وقد كان فنه دائما يخاطب وجدان المتذوق ويثير مخيلته لما يتضمنه من وهج داخلى، ومن قوة عاطفية طاغية، وطاقة كامنة.

وقد اعتنق آدم حنين فكرة الفن الذى يمثل قوة تتجاوز العابر فى المحيط الزمنى، ويسمو نحو الابدية، ولذلك ركز فى فنه على الأساسى والجوهرى والباقى ، وهو ما نلاحظه فى تماثيله التى تميزت بالتماسك فى كتلتها بين الأجزاء.

 

وتميزت كذلك بالصفاء وباستبعاد العناصر العرضية أما التفاصيل فى تماثيله فكادت ان تظهر مجرد تلميحات فائقة التبسيط، وكانت دائما تظهر الصفة المميزة للموضوع سائدة ومكثفة، بشكل يستحوذ على وجدان المشاهد فتكشف عن الصفة الاساسية للحركة فى الطيور والحيوانات مع الاحتفاظ بالمميزات الصرحية للتمثال، مثلما هو حادث فى تمثال "الصقر " الذى يتأهب للخروج من فتحة أعلى السقف امام مبنى الاهرام ، وتمثال شيخ البلد والمحارب، ورجل وسمكة، وكلها تتميز التلخيص والاقتضاب، وقد اتبع الفنان مبدأ "ما قل ودل"`، وذلك ما نلاحظة فى تمثال "ترقب صامت " 1978 المصنوع من البرونز، وفيه طاقة حركية كامنه داخل الكتلة الصماء، مما يشد انتباه المشاهد ويستحوذ على مخيلته.

 

واستخدم الفنان الاتجاهات المنحنية فى هذا التمثال بترديد عدة أقواس من اجل ان يوحى بالاندفاع وبالحيوية وبالتوازن الحركى، ومثل هذه التضادات بين السكونى والمتحرك قد اكسبت فنه قوة عاطفية هادئة وبخاصة عندما عكست هذه المشاعر سطوح مصقولة وخطوط انسيابية ناعمة ومنزلقة، فكشفت عن حركة الكتلة من الداخل

وأشاعت جوا شاعريا وحوارات هامسة وايقاع متناغم وخفى، فى موسوعه ان يجذب المشاهد نحو سحر الحياة السرية للتمثال والفنان كان دائما يسمو بفنه من عالم الوجود المادى الى عالم الجمال الروحى .

 

 

أعماله:
كان آدم حنين أحد أبرز النحاتين المعاصرين في العالم العربي، وأنجز خلال مسيرته الفنية عددا هائلا من الأعمال الكبيرة والصغيرة، باستخدام مواد متنوعة مثل الجرانيت والبرونز والجص والحجر الجيري والفخار.
وللفنان آدم حنين مقتنيات في متحف وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ومتحف الفن الحديث بالقاهرة، وكذلك في حديقة النحت الدولية بمدينة دالاس الأمريكية، وقرية الفن بالحرانية ومبنى مؤسسة الأهرام بالقاهرة.
وعمل حنين أعوام 1989-1998 مع وزارة الثقافة المصرية في ترميم تمثال "أبو الهول" في الجيزة.

 



متحفه:
 بعد عودته إلى مصر عام 1996، أقام مسكنه ومتحفه في منزل من الطوب الطيني، بناه المهندس المعماري رمسيس ويصا، بالحرانية في أول الطريق المتجه إلى منطقة سقارة الأثرية. 
اشترى قطعة الأرض التي بنى عليها المتحف عام 1967 بثمن تمثال باعه لمؤسسة الأهرام، ليزين مدخل مبناها القديم، وكانت مساحة الأرض تقارب ألفي متر، خصص منها نحو 700 متر مربع لبناء متحف لعرض أعماله بطريقة فريدة .
 يحتوي المتحف على حديقة متحفية ومبنى يتكون من ثلاثة طوابق ارتفاعها 9 أمتار، وقد قام الفنان بتخصيصه كمتحف قومي.

و في نفس العام أسس سيمبوزيوم أسوان الدولي لفن النحت، وهو ورشة سنوية ومعرض يقوم على دعوة نحاتين من جميع أنحاء العالم لتجريب ونحت وعرض منحوتات من الجرانيت المحلي. 

وكان الرسم من بين نشاطاته الفنية، حيث عرفته مصر رساما ماهرا، لكنه لم يستخدم الألوان الزيتية على القماش، بل أعاد إحياء تقنيات قديمة مثل الرسم على أوراق البردي بأصباغ طبيعية ممزوجة بالصمغ العربي أو تقنية الرسم على الجص التقليدية. أنجز عام 1960 رسومات لكتاب صديقه الشاعر المصري المعروف، صلاح جاهين (1930-1986) "رباعيات صلاح جاهين"، واستخدم لذلك الحبر الهندي على الورق.