رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشاعر اليمنى محمد اليحياوى: رمضان أنيس المتقين وشفيع المذنبين

بوابة الوفد الإلكترونية

كيف يصوم المبدعون؟.. سؤال نطرحه فى هذه السلسلة من الموضوعات التى نترك فيها المساحة كاملة - دون تدخل منا- للمبدع ليبوح بأسراره وذكرياته مع الشهر الكريم، واليوم موعدنا مع الشاعراليمنى محمد اليحياوى:

 شهر رمضان هو ضيف لا يزورك إلا مرة واحدة في العام، ضيف يفصح وجهه بالابتسامة المشرقة، والمحبة العميقة.. يصافح الجميع ويحمل لهم كل خير.

هو أنيس المتقين وشفيع المذنبين ورسول من رب العالمين، ليحسسهم معاناة الفقراء والمساكين. هو ملك الشهور وسيدها، يزيل عنك ألوان السيئات وثقلها، وحصاد للحسنات والخيرات، بركاته كثيرة لا تعد ولا تحصى وخيراته فوق ما تتخيل وترى، ملكه الله على باقي الشهور وألبسه تاج السيادة والوقور، يبعد عنك الشرور ويلبسك ثوب السعادة و السرور ويخلع عنك ثوب الأكدار والدثور، ومحاميك يوم النشور.

شهر يحب المؤمنين وينصح الكافرين، ويحث على تكافل العالمين.

هو شهر التشمير في العبادة  والخضوع بين يدي الله الغفار وإقصاء النفس من الشهوات والتلذذ بالنعيم والراحة في الأوقات، والإكثار في التلاوات القرآنية والسجدات الربانية  والتزوّد بالخيرات والاتصال برب السماوات، ليس لمشاهدة القنوات الفضائية والمسلسلات اللاهية المضيعة للوقت والمشعلة الكبت،

ليس للقيل والقال في المجالس والأسواق والتلاعب بالأذواق وسوء الأخلاق وإطلاق عنان الأحداق لإيذاء المارة والجارة..

إنه شهر الإيثار على النفس من متاع الحياة الفاني لبلوغ مرام الأماني.

أما عن رمضان فى اليمن فيحدثنا اليحياوى قائلا:

الطقوس التي تميزت بها اليمن عن غيرها من البلدان في استقبال رمضان فوق ما تتخيله الأذهان فيعجز عن وصفها اللسان وعن إحصاء عدها البنان.

يُستقبَل رمضان بقرع طبول الحرب المصحوبة بالأحزان وموت الخلان ودمار الأوطان

وصمت المآذن عن الصلوات و الأذان بحجة عدم 

إزعاج  الزمان والمكان

واحتمال لعل وعسى وكان، أين منهم الإيمان؟!

يستقبل التجار رمضان بغلاء الأسعار في الطماطم والخيار، لا  بالعبادة والاستغفار،كأنة شهر حصاد الدراهم لا شهر التراحم، حتى أضحى المواطن الضعيف نعجة

تحت مشطر الجزار العنيف الذي لا يطعم اليتيم ولا يرحم الجار، يحل لنفسه الحرام في شهر التراحم دون خوف من الجبار.

يُستقبَل رمضان  بالدموع الحارة المتساقطة في كل شارعٍ وحارة

باحثا عن شيء يواسي به إمعاءه وأبناءه فلم يُنظر إليه ولم يُسمع ما لديه كأنه بلا روح تبكي  ولا نفس تشكي. تحجرت القلوب وكثرت الخطوب في ظل الحروب

وأوشكت الرحمة من قلوب الأغنياء والولاة على الغروب.

يستقبل الأطفال رمضان بالسؤالات الحارقة لقلب الأم العالقة بين الحياة والموت. ماذا تجيبه؟! لو سأل عن أبيه الضائع ودفيء كفيه التي تحميه من السيف القاطع أحلامه النافعة وجبينه اللامع في الظلام الحالك الشاسع، فتتساقط دموع أمه العاجزة عن إسعادة سوى أن تضمه إلى أحضانها حتى تخفيه

ومن نبع حبها ترويه وبين جوانحها تأويه وتظل تبكيه عن فقدان أبيه وتقبله في يديه لتنسيه ما لديه وبالأقدار ترضيه.