رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بين التغييب وإعادة الاكتشاف ..ماذا فعل الحظر بالإبداع؟

بوابة الوفد الإلكترونية

طويلة وقاسية، هي الأيام والساعات التي تمر بنا ونحن على حافة الغياب ، الغياب عن ممارسة الحياة مثلما اعتدناها واعتادتنا.

فهل يظل الملل الذي يشكو معظمنا إياه في ظل ظروف الحظر جاثما فوق تفاصيل يومنا، أم أن هناك وجها آخر لتلك الحياة يمكننا اكتشاف زواياه ونحن مازلنا نقبع بين جدران المنازل؟
ترى ،هل يشعر المبدعون مثلنا بذلك الملل، أم أن لديهم من مخزون الإنجاز والتأقلم وولادات الإبداع المتكررة ما يجعلهم ينثرون على الصمت أنغاما ، ويجيبون عن أسئلة الهزائم بشارات انتصار؟

* إنجازات على درب الإبداع

يحكي لنا الشاعر والناقد والمترجم أسامة جاد، عن تجربته في فترة الحظر ،قائلا : أصعب ما في ظروف الحجر الاختياري التي نعيشها هو شعور مرهق بفقدان الحرية في الحركة والتواصل، إلا أنها أيضًا فرصة عظيمة لمراجعة أعمال كثيرة مؤجلة. انتهيت تقريبا من إعداد ديواني القادم "جمعية لمصروفات الحج" الذي لم أجد الوقت الكافي لإعداده وتجهيزه. كما أراجع أيضا مجموعتي القصصية الجديدة.
من المهام التي أتاح الحظر لي الشروع فيها عكوفي على ترجمة أدبية جديدة لواحدة من أحدث الروايات الأفريقية، التي نقلتني إلى عوالم ساحرة، وهي الترجمة التي سوف تستغرق بضعة شهور.
كما أعمل في تجهيز وتحرير مذكرات الشاعر الكبير حلمي سالم التي ستصدر لأول مرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب في غضون شهرين، مع الديوان الأول لحلمي سالم "الغربة والانتظار" الذي كان نشرا مشتركا خلال أيام الجامعة مع الشاعر الكبير رفعت سلام، وذلك ضمن مشروع لإصدار الأعمال الكاملة لحلمي سالم في شكل أجزاء منفصلة تصدر تباعا.

* قراءات جديدة
وعن قراءات أسامة جاد خلال الحظر يقول:
قرأت روايات كثيرة، وعكفت على قراءة جديدة في الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وأقرأ حاليا في "اتعاظ الحنفا بأخبار الخلفا" للمقريزي وهو كتاب عن تاريخ الدولة الفاطمية، وكتاب ""البحث عن اليقين المراوغ" للناقد المسرحي فاروق عبد القادر، وهو قراءة في نصوص يوسف إدريس.

* عادات جديدة
أما عن تفاصيل الحياة ، يقول أسامة: استعدت اهتماما قديما بالمطبخ، وأعددت عدة أطباق لطيفة من المطبخ الهندي والإيطالي والصيني، خاصة وأن فكرة الشراء من المطاعم لم تعد خيارا مثاليا في ظل تلك الظروف.
أتابع بنات وأبناء إخوتي، وأجري مكالمات مطولة بكثير من الأهل والأصدقاء، وأستعيد بعض نوادر الغناء التي لم أسمعها منذ زمن، كما أشاهد عددا من كلاسيكيات السينما في مصر والعالم.


* مواجهة النفس وليدة الأزمة

أما الكاتبة والقاصة منى ماهر ، فكان لها رأي آخر ، فتقول:
لم تمنحنا الدنيا بسبب زحمة البحث عن الحياة أى فرصة لتأمل العالم من حولنا،أسرة واحدة ولكن كلا منا يمضى فى طريق مختلف، التكنولوجيا ضاعفت الإحساس بالوحدة، وأصبحت تسرقنا حتى من أقرب الناس لنا، والموبايل خير مثال على ذلك.
جاءت الكورونا لتضعنا فى مواجهة مع أنفسنا،
لدينا مسئوليات كثيرة كنا نهرب منها، أو نتظاهر بعدم رؤيتها.
وتضيف " ماهر": أهم هذه الأمور أننا بدأنا نقضى وقتا أطول

فى البيت مع الأسرة، وأصبحنا على اتصال ببعضنا البعض بعد أن كان كل منا يعيش فى عالمه الخاص.
هذه العزلة الإجبارية وطدت علاقتنا بالله، فهذا الفيروس الضعيف تمكن من اقتحامنا رغم كل مظاهر القوة التى كنا ندعيها،فيروس صغير تمكن من تحطيم حصوننا المنيعة، التى كنت نختبىء خلفها.
الكورونا اثبتت لنا أن مصرنا الغالية تهتم بنا كمواطنين، وتخاف علينا.
وتختتم منى ماهر قائلة: أثق أن هذه المحنة ستمضى، وأن الخير القادم، واتمنى ان تعيد مصر تنظيم نفسها، وأن نساعد بعضنا البعض فى ذلك، حتى يتحقق لمصرنا الغالية التقدم والإزدهار.
كانت تجربة مؤلمة، لكن الحكمة تولد من رحم المعاناة،
فقط..كونوا بخير .


* غياب الصخب وفتور الإبداع

فيما يرى الشاعر أحمد الجعفري أن غياب الإبداع هو المتصدر، فيقول:
نعم .. غاب الشعر في الحظر ،، وتمرّد المحظور من الشعور !!
فعلاً .. لديّ وقت طويل لكتابة الشعر ... لكنه ليس طوع الوقت فقط ... هو دائمًا قرين الصخب واشتجار الحالات وتباين الفعل اليومي ،، وهي جميعًا غائبة هذه الأيام وتركت ساحة الوقت للثابت اليومي من الحركة والفعل .
تراجع فعل القراءة اليومي لصالح السماع والمشاهدة والمتابعة ،،
تراجعت المشاركات لصالح الفعل الشخصي والتفاعل الذاتي واصطناع وهم الصخب ...

* إنجازات شخصية
وعن الإنجازات الإيجابية رغم غياب الإبداع، يقول الشاعر أحمد الجعفري:
هنا إنجازات إيجابية ... كاستخراج كثير من الأوراق الرسمية الضرورية للإعداد لمناقشة الدكتوراة ...
استخرجت أصل شهادة نجاحي في التوفل ( اجتياز اختبارات المستوى في اللغة الإنجليزية )
قمت بنشر بحثين من رسالتي للدكتوراة في مجلتين علميتين مُحكّمتيْن طبقًا للمطلوب كشرط للمناقشة ،،
اجتزت بتفوق -قبل الحظر- سيمينار ما قبل المناقشة واستخرجت -مؤخرا- شهادة بذلك ،،
تلك جميعها إنجازات لها طابع الرسمية ،،
ويختتم " الجعفري " قائلا: لكن هناك إنجازا يوميّا يقاوم الحظر ويبدد الأسوار حول الروح .. وهو مرافقتي مساء كل يوم لزوجتي الشاعرة د. هِمّت للقاء بكلاب وقطط الشوارع حولنا وإطعامها واللعب معها .