عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى مولده..هل كان فان جوخ مريضاً نفسياً؟

يقول الكاتب الفرنسي ستندال، إنّ العبقريّ شخص مهووسٌ بأفكاره ومعذَّبٌ بها.


وإذا ما سلمنا بتلك النظرية القائلة بأن الجنون شطر الفن ، والإبداع تلزمه حالة من اللاطبيعية ، ربما تصل في أحيان كثيرة إلى خلل نفسي واضطراب عقلي، فإننا حينئذ قد لا نؤاخذ " جوته" على ما أصابه من حالات عُصابية واكتئاب ، أو ما كان يعانيه كيركيغارد او كافكا او ريلكه من قلق دائم، والخلل العقلي الذي أصاب " نيتشه" بينما كان في أوج إبداعه،وجنون " موباسان" وهو في ذروة عطائه، وشيزوفرينيا انطوفان ارتو،واكتئاب بيتهوفن ....وغيرهم كثيرون.

وعليه فإن الفنان الراحل "فان جوخ" لم يكن اضطرابه في بعض مراحل حياته سوى انعكاس لطبيعته المبدعة التي تأبى أن تنفعل بالأحداث بالطريقة نفسها التي ينفعل بها العامة من الناس.


فلم يكن حادث قطع أذنه، والذي اشتهر به فان جوخ، هو الحادث الغريب الأول أو الأخير الذي مر به،
والذي ظل فان جوخ يعاني بعده من نوبات عصبية متفرقة ومنهكة، كانت كل منها تصيبه بالتشوش وعدم القدرة على التعبير عن نفسه بشكل مترابط لأيام أو حتى لأسابيع.

فحينما وقع فان في حب ابنة عمه وتحطمت مشاعره بعدما رفضته، قرر فان مواجهتها في بيت أبويها. رفض أبو 'كي' السماح لفان برؤية ابنته فقرر الأخير وضع يده على قمع مصباح زيتي ليحرق نفسه متعمداً قائلا: "اجعلوني أراها قدر ما أستطيع وضع يدي في هذا اللهب" . ، ولكن أباها قام بسرعة بإطفاء المصباح، فغادر فان البيت مقهورا.

وفي الحادث الأخير الذي أكد تعمده إيذاء نفسه،في أحد أيام صيف عام 1890؛ أطلق الفنان الهولندي فان جوخ الرصاص على نفسه، في حقل يقع بالقرب من العاصمة الفرنسية باريس. وربما دلت اللوحة التي كان يرسمها في صبيحة ذلك اليوم البعيد، عما كانت عليه حالته العقلية.
ففي السابع والعشرين من يوليو عام 1890؛ دلف فينسنت فان جوخ إلى حقلٍ للقمح، خلف بيت ريفي ضخم، في قرية أوفير شيرواز الفرنسية الواقعة على بعد بضعة أميال إلى الشمال من باريس وهناك؛ أطلق النار على صدره.

وكان فان جوخ، قبل ذلك الحادث بشهرين قد وصل إلى قرية أوفير ، بعد مغادرته لإحدى المصحات النفسية .
رغم ذلك، فقد انتابه شعورٌ متزايد بالوحدة والقلق، وبات على قناعة بأن حياته ليست سوى فشل.
وبعد نجاحه في الحصول على مسدس صغير الحجم، يعود إلى صاحب المنزل الذي كان يقيم فيه في أوفير. وكان

هذا هو المسدس الذي أخذه معه حينما توجه إلى الحقول، بعد ظهر ذاك الأحد .


غير أنه لم يكن سوى مسدس جيبٍ صغير الحجم للغاية، ذي قوة نيرانية محدودة، ولذا فعندما ضغط فان جوخ على الزناد، انطلقت رصاصة سرعان ما ارتدت إثر اصطدامها بأحد ضلوعه دون أن تخترق قلبه. رغم ذلك، فقد فان جوخ الوعي وانهار على الأرض.

وعندما حل المساء؛ عاد أدراجه وبحث عن المسدس لقتل نفسه. وبعدما فشل في العثور عليه؛ عاد مترنحاً إلى حانة القرية، حيث استُدعيّ طبيب لفحصه، كما استُدعيّ شقيقه ثيو، الذي كان يحبه بشدة، والذي وصل في اليوم التالي.

وحَسِبَ ثيو، أن شقيقه سيسترد قواه. لكن في النهاية لم يتسن له فعل شيء؛ وفارق الرسام الشهير الحياة بعدها بيومين، وهو في السابعة والثلاثين من عمره.


يذكر أن فينسنت ويليم فان جوخ،ولد في 30 مارس 1853 -وتوفي في 29 يوليو 1890، وكان رساماً هولندياً، صنف كأحد فناني الانطباعية.


تتضمن رسومه بعضاً من أكثر القطع شهرة وشعبية وأغلاها سعراً في العالم. كان من أشهر فناني التصوير التشكيلي. اتجه للرسم التشكيلي للتعبير عن مشاعره وعاطفته. في آخر خمس سنوات من عمره رسم ما يفوق 800 لوحة زيتية.


حاول فينسنت فان غوخ في أعماله أن يلتقط أكبر قدر ممكن من الضوء، كما عمل على إبراز تماوج طيف الألوان في لوحاته المختلفة: الطبيعة الصامتة، باقات الورد (دوار الشمس)، للوحات الشخصية، اللوحات المنظرية (جسور لانغلوا، حقل القمح بالقرب من أشجار السرو، الليلة المتلألئة).

يعتبر فان غوخ من رواد المدرستين الانطباعية والوحشية. تعرض أهم أعماله في متحف أورساي بباريس (مخيم البوهيميون، لوحات شخصية)، وفي متحف فان غوخ الوطني في أمستردام بهولندا.