رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مثقفون : الإخوان أمهلوا الثقافة حتى القضاء على المنظومة الإعلامية

بوابة الوفد الإلكترونية

إن صور الانتهاكات التي تتعرض لها حرية الرأى و التعبير و من ثم تتعرض لها الثقافة و المثقفون  ، تتفاوت في مقدار الأضرار الناتجة عنها، بتفاوت مقدار الديمقراطية التى تتمتع بها البلدان المختلفة.

وأن أية قرارات تعسفية  تتخذ فى أن حرية الإبداع هى قرارات  دائماً ما تجد لها مبررات  تحت زعم الحفاظ على الدين والآداب العامة والنسيج الوطنى إلى آخر هذه المصطلحات المطاطة.وضمان تعزيز وحماية حرية الرأى والتعبير يستلزمان بالضرورة توافر الإرادة القوية التى تتحمل المسئولية فى حماية هذه الحرية  من خلال منع النظام من ارتكاب انتهاكات من شأنها المساس بأصحاب  الرأي،التقينا المثقفين لنقف معهم على حال المشهد الثقافى  من خلال الحكم الإخوانى فماذا قالوا ؟
المشهد الثقافى لا يزال كما هو و لم يطرأ عليه جديد ، و يبدو أن الرئيس محمد مرسى يؤجل السيطرة على المثقفين و إحكام القبضة الإخوانية عليهم بعدما ينتهى من المنظومة الإعلامية أولاً، هذا ما أكده الروائى ابراهيم عبد المجيد حيث قال إن لقاءنا مع الدكتور مرسى حمل كلمات طيبة و وعوداً بحرية الرأى و الإبداع و لكن هذا كان مجرد وعود ربما لم يتحقق منها شيء حتى الآن و إن كانت المقدمات تدل  دائماً على النتائج ، فالرئيس قام بأخونة المجلس الأعلى للصحافة و كان حرياً به أن يحررها من قبضة مجلس الشورى ، و قد تم ذلك تحت زعم أن الرئيس لا يريد اتخاذ أية إجراءات استثنائية على الرغم من أن الرئيس يتمتع  الآن بكافة الصلاحيات التى تجعله قادراً على اتخاذ مواقف هى على قدر من الأهمية لا يصح التأجيل معها و كان لابد من اتخاذ اجراءات سريعة بشأنها ، و أضاف عبد المجيد أرى أن الدولة تتم أخونتها فى هدوء فعلى المستوى المجتمعى ما زالت الأمور عالقة و تجرى فى نهر ما قبل الثورة من إلهاء للناس بأمور تأخذ أكبر من حجمها مثلما حدث مع الفيلم المسيء للرسول ( صلي الله عليه وسلم ) و الذى لم يفكر الناس فى رؤيته إلا بعد هذه الضجة العنيفة و المفتعلة و التى تمت من


خلال مزايدات سلفية و إخوانية ، أما على المستوى السياسى فنحن الآن نرى شخصيات تتقلد مواقع حساسة لا تملك من الكفاءة سوى الأخونة مثلما كان يحدث مع رجال الحزب الوطنى ، الشئ الوحيد الملموس خلال ال 100 يوم الفائتة هو عودة الأمن للشوارع و بكثافة و لكن هذه العودة كانت من أجل حماية النظام ، فقد عادوا على الطريقة المباركية فى قسوتهم مع المتظاهرين و مع معظم من يتعاملون معهم ، ،  وقال عبد المجيد إن جيوش الإخوان التى دشنتها الجماعة فى كل مآربها السياسية لم تنجح حتى فى حل  الوعود الواضحة التى قطعها الرئيس على نفسه مثل المرور الذى ما زال قادراً على إصابتنا جميعاً بالذبحات الصدرية  ومشكلة النظافة و تلال القمامة.


للأسف الشديد نحن نخرج من ال 100 يوم بأصفار عدة و بلا أى إنجازات لا ضخمة و لا  حتى ضعيفة  هذا ما أشار إليه الروائى شعبان يوسف حيث أكد أننا لن نخرج من هذه الأيام سوى بحفنة من التبريرات التى تؤكد أنه ليس فى الإمكان أفضل مما كان ،  نحن لا نرى إلا ارتجالاً و ارتباكاً فى كثير من الأمور ، نحن نعلم أن مرسى قد تسلم دولة منهارة و الخطأ لم يكن فى عدم الوفاء بالوعود لانه شئ متوقع لكن الخطأ كان فى الوعود من البداية ،الوعود بالإصلاح و الترويج لما أسموه بمشروع النهضة من أجل الوصول إلى الحكم و الذى تحول الأمر به بأنه مشروع فكرى و ليس اقتصادياً و فى النهاية لا نجد اقتصاداً و لا فكراً  و على هذا انتهى المشروع دون أن يبدأ ، كذلك أثار استياء كل المصريين محاولات الاستيلاء على كافة مقدرات العمل السياسى، و أضاف يوسف الكارثة الحقيقية هى عودة الأمن على طريقة العصر السابق بقيادة أحد رجال حبيب العادلى ، فعلى المستوى الثقافى فهو محلك سر ليس هناك تغيير طرأ ،ربما على مستوى وزارة الثقافة حاول الدكتور صابر عرب إيجاد بعض الحلول لعدد من المشاكل مثل إطاحته ببعض الوجوه التى تنتمى للعصر السابق كذلك محاولة حل بعض مشاكل العاملين على المستوى الوظيفى، وكذلك وجود امرأة مثل كاميليا شكرى على رأس المركز القومى للترجمة و هو أمر يحسب للوزير ، و فى النهاية نجد محاولة تبرئة عمر عبد الرحمن الذى أفتى بقتل الدكتور فرج فودة مما استدعى ذكريات مؤلمة لدى جموع المثقفين.


أما الكاتب حمدي ابو جليل فهو يجد نفسه متفائلاً مبرراً هذه الحالة بقوله : أنا متفائل ليس فقط بالفترة السابقة لحكم الدكتور «محمد مرسي» ولكن متفائل بحكم الاخوان لأنه ـ للأسف ـ هذه التيارات لن نخلص ونرتاح منها الا لوحكمت وتمكنت بالفعل .
فالاسطورة المرتبطة بالدين باعتباره هو الحل السحري لكل ماتعاني منه مصر من مشكلات سيثبت انه وهم كبير وأول أدلته هو المائة يوم الاولي للرئاسة التي اتضح فيها تماماً ان مشكلة هذه العقلية المسلحة (المستغلة للدين) ليس في القمع المتوقع والحجر علي الابداع لكن لافتقاد الملكة والامكانية للتغيير أو علي الأقل تحسين الأوضاع فعلي سبيل المثال علي الرغم من أنني من أشد المنتقدين للرئيس « جمال عبد الناصر» ومن القائلين ان هذه الثورة قامت أساساً لهدم النظام الذي أسسه نظام « عبد الناصر» الا أنني عندما أقارن بين «عبد الناصر» الذي كان مشروعه القومي في السد العالي والتأميم بينما مشروع الرئيس « مرسي» هو القضاء علي القمامة !! بغض النظر عن أهمية النظافة أليس اختيار مثل هذه الحملة كأول مشروع للرئيس «مرسي» يدلل علي محدودية العقليات التي تفكر له لأن موضوع القمامة لن ينتهي أبداً وما أن أعلنت حملة الرئيس «مرسي» للقضاء علي القمامة حتي زادت معدلاتها بصورة مخيفة في الشوارع والميادين .
ثم ان هذه التيارات الاسلامية التي تحكم

مصر الان بقيادة الرئيس  مرسي لايشغلها تحسين الاوضاع سواء في الصحة أو التعليم أو الوظائف أو البطالة أو غيرها بقدر مايشغلها فرض قيود علي المواطن في الدستور القادم بعد هذه الثورة التي حررت المواطن المصري لأول مرة في تاريخه .


وهذا الخوف من جانب المبدعين من هذه التيارات سببه ان هذه التيارات طوال تاريخها كل ماكانت تقدمه هو الهجوم علي حرية الابداع ونواب الاخوان في البرلمان لايذكرهم الناس سوي بطلبات الاحاطة لمنع اعمال ابداعية وفكرية وفنية ، وإن كنت شخصياً أكاد أمتعض للترويج لهذا الخوف لسبب بسيط هو أنه لم تعد هناك إمكانية لمنع اي فن فالمنع والقيود والرقابة أشكال تجاوزها الزمن في عصر الفيس بوك وتويتر واليوتيوب كما انتصرت الكتابة والفنون وتسربت كما النور في تاريخ البشرية في عهد الكتابة علي الجلود والحجر .
يستعير الكاتب الكبير «محمد جبريل» كلمة الكاتب الفلسطيني « أميل حبيبي» (المتشائل ) معقباً : أري أن الرئيس الدكتور «محمد مرسي « كلما تحدث عن الابداع والثقافة أو التقي بالمثقفين قال كلاماً مناصراً لحرية الابداع وحرية الرأي ولكن تصرفات بعض المهيمنين علي العمل الثقافي أو ذوي السلطة في الحزب الحاكم تبين عكس هذا الرأي وأقرب مثال علي ذلك عندما يقدم عمل إبداعي دائما ما نفاجأ بالاتهامات التي تصل الي ساحة القضاء ولعل المساجلات الاخيرة بين عدد من المشايخ وبعض المبدعين تأكيداً لهذا المعني ،هذه المسائل من الصعب ان تخضعها لأراء وأجتهادات بل تخضع لقوانين محددة تعطي ما لقيصر لقيصر وما لله لله بمعني أن يكون الأصل هو الحرية المطلقة عدا مايمس سلامة المجتمع وحتي هذا التعبير لايجب ان يكون مطاطاً اي ان هذه السلامة الاجتماعية يجب ان ينظر اليها برؤية مستنيرة فلاتخضع لاجتهادات ورؤي متزمتة تجد ان كل شيء عيب وحرام .
وأنا أتفاءل عندما يبدأ العمل الثقافي في الاستقرار وأتشاءم عندما يكون هناك تغيرات مستمرة فلابد من وضع خطة عمل واضحة ترتكز الي ظروفنا وتاريخنا ورؤيتنا للمستقبل وأهم من ذلك كله ان يكون لشباب المبدعين صوت يجب ان يسمع ويوجد في الساحة الثقافية بشكل مؤثر وفعال ودون ان نزايد عليه وهذا يحدث للأسف من كبار المبدعين ، لو كل هذا تحقق سأتخلي عن النصف الاول من الكلمة وسأكتفي بالجزء الاول وأقول إني متفائل .


يسجل الروائي «منتصر القفاش» ملحوظة شديدة الدلالة قرأها منذ أيام علي جدران محطة المترو في ميدان التحرير مكتوب : «نهضة وتزول «يقول «منتصر القفاش» : طبعاً هذه الجملة تكشف ماحدث لمشروع النهضة الذي أعلن عنه «خيرت الشاطر» ثم الرئيس الدكتور «محمد مرسي» وظنت الناس أن هذا المشروع سوف يحل كل مشاكل مصر وسوف يحقق الرخاء في أسرع وقت ممكن وفي خلال مائة يوم ولكن وجدنا ان هذا المشروع مجرد نوايا حسنة أو نوايا انتخابية وبالمناسبة أعلن جهاز التعبئة والاحصاء منذ أيام أن كل أسعار السلع ارتفعت فيشهر أغسطس ومتوقع أيضاً أن أرتفاع الأسعار سيستمر في الزيادة خاصة بعد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي ، طبعاً لابد ان نذكر أيضاً حجم الاضطرابات والاعتصامات المتزايد والذي لايرد علي أصحابها أحد ولايفكر لهم في حلول .
هذه الصورة الضبابية توضح ان الفترة التي حكمها الرئيس الدكتور «محمد مرسي» لاتختلف عن الفترات السابقة في حكم مصر بل بدأت الناس تتساءل عن جدوي التغيير بسبب المشاكل الاقتصادية التي تطحنهم ، أضيف الي هذا أيضاً أن الشفافية في الكشف عن الوضع الاقتصادي أو السياسي منعدمة فلا أحد يعرف معلومات دقيقة ومازال النظام الذي يحكم يصدر امنيات ووعودا لاتتحقق علي أرض الواقع فمابالنا بالمشهد الثقافي الذي يهدده دائماً أصحاب تيارات الاسلام السياسي وهناك علامات علي أنهم يريدون أضيق سقف ممكن للابداع وان تعم الظلمة هذا المشهد بالأفكار التي عفا عليها الزمن .
أنا مازلت متفائلاً لأن ماحدث في ثورة 25 يناير جعل الشعب المصري يعي حقوقه ولن يصبر علي رئيس كما صبر علي رؤسائه السابقين .