رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إصدار كتاب "دار الهلال .. مدرسة التنوير"

صدر عن مكتبة الإسكندرية كتاب "دار الهلال.. مدرسة التنوير"؛ في إطار "سلسلة ذاكرة مصر المعاصرة" التي توثق تاريخ أعرق المؤسسات والشخصيات من خلال كتب وكتالوجات. الكتاب إعداد وتحرير الباحث محمود عزت، وإشراف الدكتور خالد عزب؛ المشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة.

ويأتي الكتاب في إطار دور مكتبة الإسكندرية الدائم في الحفاظ على تراث مصر الفكري والثقافي والأدبي، وحرصها على توثيق المؤسسات المصرية في جميع المجالات بكتب تمثل إضافة كبيرة للمكتبة المصرية والعربية. ويتزامن إصدار "دار الهلال.. مدرسة التنوير" مع انتهاء المرحلة الأولى من مشروع توثيق أرشيف الصور بمؤسسة دار الهلال الكترونيًا؛ وهو المشروع المشترك الذي تبنته مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع دار الهلال.

وكان لجورج شكري زيدانحفيد مؤسس دار الهلال جرجي زيدان، دور في خروج ذلك الكتاب التذكاري بعد إهدائه العديد من الصور والوثائق القيِّمة، سواءً الخاصة بجده جرجي زيدان أو المتعلقة بمؤسسة دار الهلال وإصداراتها المختلفة.

قدّم الكتاب د.إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية و عبد القادر شهيب، وراجعه علميًّا حلمي النمنم، والدكتور شريف درويش اللبان الأستاذ بقسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة.

وتعد دار الهلال، منذ أن نشأت في عام 1892، علامة مميزة في تاريخ الصحافة المصرية والعربية، وساهمت بمطبوعاتها العديدة في صياغة فكر وثقافة ووجدان أجيال كثيرة. بدأت دار الهلال بإصدار أول وأقدم مجلة ثقافية في العالم كله وهي "مجلة الهلال"، وحرصت على أن تكون نافذة واسعة للقراء المصريين والعرب على أحدث إنتاج فكري وثقافي في العالم بإصداراتها العديدة المترجمة لأبرز المؤلفات العالمية، ولذلك كانت طوال تاريخها مدرسة للتنوير.

وضمت دار الهلال بين صفوفها عدد من رموز الفكر والفن والأدب والصحافة، ابتدءًا من جرجي زيدان وابنيه "إميل وشكري" الذين حملوا راية التطوير بعد والدهما، مرورًا بطه حسين وعباس العقاد وحسين هيكل والمازني وسلامة موسى وحافظ إبراهيم وأحمد شوقي وميخائيل نعيمه وجبران خليل وحسين مؤنس، ثم لطيفة الزيات وأمينة السعيد ومي زيادة والسباعي وأحمد بهاء الدين وفكري أباظة ومكرم محمد أحمد ورجاء النقاش، وغيرهم.

يرصد الكتاب تاريخ مدرسة دار الهلال ورسالتها التنويرية في أربعة فصول. ويتناول الفصل الأول، الذي جاء بعنوان "بزوغ الهلال وارتقاؤه"، قصة الصحافة الشامية وهجرتها إلى مصر. فالسبب الحقيقي وراء هجرة الصحفيين الشوام، هو ما كانوا يعانونه من اضطهاد وقسوة القيود التي وضعها السلطان عبد الحميد الثاني على أعمالهم، حيث كان يخشى من "دولة الصحافة".

وبدأت الموجة الأولى لهجرة الصحفيين الشوام إلى مصر في عهد الخديو إسماعيل وبالتحديد في العشر سنوات الأخيرة من حكمه (1869 - 1879). ويعد لويس

صابونجي أول صحفي شامي يهاجر إلى مصر؛ حيث قام بإصدار صحيفة باسم "النحلة الحرة" التي تُعد أول مجلة شامية تهاجر إلى مصر، وقد صدر العدد الأول منها في عام 1871. وشهدت تلك الفترة تجارب أخرى مثل تجربة سليم حموي؛ حيث أصدر بالإسكندرية صحيفة "الكوكب الشرقي"، وهي صحيفة أسبوعية تهتم بالسياسة والأدب، ثم جاءت تجربة الأخوان الشاميان سليم تقلا وبشارة تقلا الذين هاجروا إلى مصر وأصدرا بالإسكندرية صحيفة الأهرام أسبوعيًّا في 5 أغسطس 1876، وأصدرا أيضًا صحيفة يومية هي صدى الأهرام عام 1877. وأصدر أديب إسحق في القاهرة صحيفة "مصر" في إبريل 1877.

ويتناول الكتاب مسيرة جرجي زيدان مؤسس دار الهلال، والذي ولد جرجي زيدان في بيروت في 14 ديسمبر 1861م لأسرة تعود جذورها إلى قرية تُدعى "عين عنوب". وقام بإصدار مجلة الهلال في عام 1892م، وصدر العدد الأول منها في الأول من سبتمبر 1892، ثم سلّم الراية لإميل وشكري زيدان واستمر دورها في تواصل واستمرارية دار الهلال وتنويع إصداراتها، وقاما بإدخال طباعة الروتوغرافور في دار الهلال.

أما الفصل الثاني للكتاب فجاء بعنوان "بدايات الهلال"، حيث تم تخصيصه لموضوعات عن مجلة الهلال منذ صدورها واتجاهاتها، وأثر مجلة الهلال في الحياة الأدبية والفكرية، وتناولها العديد من الموضوعات الحيوية في مصر فاعتبرت بأنها بيت الثورات المصرية، وديوان الصحافة العربية، والداعي الأول عن مشروع إنشاء الجامعة المصرية.

واختتم الفصل الثاني ببعض ما قيل في مجلة "الهلال" على لسان أمين سامي باشا، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وأحمد زكي باشا، وحافظ إبراهيم، والدكتور طه حسين، ومي زيادة، وعباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني، ومحمد فريد وجدي، وعبد القادر حمزة، والشيخ مصطفى عبد الرازق.