أحمد عبدالله يرصد تفاصيل حياة في ديوان "قلب الشوارع"
صدر مؤخراً ديوان "قلب الشوارع" للشاعر أحمد عمرو عبدالله عن دار الحلم للنشر والوزيع.
وينقسم الديوان إلى جزءين؛ الأول بعنوان" عين ترى" ويقدم الديوان من خلاله حالة وصفة خاصة ومميزة للشارع المصري بكل ما فيه من أحداث وأشخاص، وأفعال وأماكن تصعب رؤيتها فى مجتمعات موازية، ليست بعين الناقد طوال الوقت، بل بعين الفاحص، حيث يُعد الديوان رصداً حميمياً ومفصلاً لمشاهد تحدث يومياً فى الشارع المصرى، فى تجارب ربما نالها النقد منا حيناً، وربما إذا غابت عنا بحثنا عنها فى ذواكرنا، ووددنا لو نمر بها من جديد.
وهو ما صورته عين الشاعر وتناوله من خلال بعض المشاهد التى يتعلق بعضها بتقاليد اعتادها كثيرون منا دون مراجعة لها، وأماكن تحمل في طياتها ذكريات من الصعب أن يمحوها الزمن، بما تحمله الشوارع من طوارئ وأزمات قد تكشف فى لحظة ما مداخل البشر، كأطفال اختطفتهم الشوارع من أحضان البيوت، أوتائه يبحث عن نفسه قبل أن يبحث عن العنوان، ووجوه تخشى أن تقولك لك:" لا أعرف"، إذا ما سألتها مكاناً.
ومن بين قصائد هذا الباب من الديوان؛ "على الرصيف، سلو بلدنا، عم جمال البقال، قهوة بلدي، أقبلني باختلافي ، الإشارة حمرا، قرار إزالة، الحساب مدفوع ، المترو 9 الصبح، منين على فين، كراكيب روبابيكيا"
ومن أجواء الديوان من قصيدة" عم جمال البقال" يقول الشاعر:
قرار إزالة للبقالة اللي جنب البيت
فيها ألف ذكرى وألف حالة وعمري يوم ما نسيت
بنموت وفينا الحياة ونعيش وجوانا موت
خايف القرار يتسطل يقوم يطول البيت
كان كل طوبة بتتكسر ... حاجة في عمري تموت
أما الجزء الثانى من الديوان فهو يأتى تحت عنوان "لسان حكى" وهو مرآة لأقوال مألوفة لمسامعنا جميعاً، تعرفنا عليها تحت مسمى الأمثال الشعبية، والتي قد تلخص ألف كلمة ومائة حوار فى جملة وحيدة، فهى انعكاس لثقافتنا وقيم مجتمعنا، التى توغلت فينا وحفرت لنفسها مكاناً
من برا هلا هلا .. ومن جوا يعلم الله
الشكل كتير بيخدع .. مسح المضمون ما خلا
العين ليها اللي ظاهر ...بتدور ع المظاهر
لو برا يا ناس جواهر .. جوا الطينة زايدة بلا
من برا الشكل واضح ... من جوا كتير فضايح
خلى كل اللي رايح ... يحكم من غير أدلة
من برا أجمل أميرة ... من جوا بجد عيرة
تعمل لعقولنا حيرة ... وتجيب للقلب علة