رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكراه.. نجيب محفوظ الموثق المحب لثورة 19

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تأثر الأديب العالمي نجيب محفوظ بثورة 1919، فرغم أن عمره وقت خروجها لم يكن سوى سبع سنوات، إلا أنها مثلت في خاطرة الثورة الشعبية الأهم في تاريخ مصر.


وقد شكلت ثورة 1919 شخصية نجيب محفوظ ورؤيته الفكرية والسياسية وتجلى ذلك بوضوح في سيطرة الرؤية الثورية الوفدية على أعماله.


فقد استطاع نجيب محفوظ أن ينشئ عالمًا روائيًّا خاصًا به يسمى بأدب الثورة الذى يجسد ويوثق للأحداث التاريخية المهمة فى حياة الشعوب. 


وقد برزت أحداث ثورة 1919 فى روايات نجيب محفوظ خاصة ثلاثيته: بين القصرين، قصر الشوق والسكرية، حيث جسد فيها نجيب محفوظ كفاح الشعب المصرى من أجل الاستقلال بقيادة زعيم حزب الوفد وزعيم الأمة سعد زغلول باشا والذى كان نفيه إلى جزيرة مالطا فى نفس العام بداية لمرحلة إيقاظ الوعى الشعبى لدى الجماهير المصرية والعربية. 

ومن منطلق إيمان نجيب محفوظ بكفاح وشخصية ومبادئ سعد زغلول، فقد كان الشغف بثورة 19 هو الموضوع الرئيسى لرواية «بين القصرين» والتى من خلالها أظهر محفوظ عادات وقيم الشعب المصرى الاجتماعية والسياسية، والتي تدور قصتها حول أسرة متوسطة، تعيش فى حي شعبي من أحياء القاهرة فى فترة ما قبل وأثناء ثورة 1919.


وقد تناولت تلك الرواية السينما عندما قدمها المخرج حسن الإمام فى فيلم يحمل اسم الرواية والذي ساهم فى تثقيف الشعب سياسياً من خلال عرضه أحداث الرواية سينمائياً.
 
كان حب نجيب محفوظ لسعد زغلول جليًّا، فقد ظهر على لسان وأفعال أبطاله مثل فهمى وياسين وكمال ظهورًا شديداً .


كما كان نجيب محفوظ مولعاً بالزعيم سعد باشا ولعل شعارى سعد سعد يحيا سعد ويحيا الهلال مع الصليب قد تكررا كثيراً فى الرواية الأولى من الثلاثية وهى بين القصرين ولعل استشهاد «أخو البطل» فهمى هو التيمة الرئيسية فى هذه الرواية والتى سببت أزمة كبيرة للسيد أحمد عبدالجواد الذى اضطرب نفسيًّا واعتزل الحياة والسهر مع النساء والأصدقاء و هجر حالة المجون والهزل التى كان يعيشها مع العوالم والمحظيات فى العوامات. 


ففى الروايات الثلاث لنجيب محفوظ نجد تفاصيل ثورة 19 قد رصدت بدقة وأيضاً تحولات البشر تجاه هذه الثورة وعاداتهم الاجتماعية والشخصية رغم أن فى رواية قصر الشوق كانت الثورة قد اختفت قليلاً فى توابعها وخاصة فى البحث عن دستور مصرى عادل للبلاد ينظم طريقها

السياسى وعلاقة الشعب بالسلطة ومستقبلها بين الدول.


اتجه نجيب نحفوظ فى ثلاثيته نحو المنحنى الفلسفى فى التعامل مع التاريخ والثورة وخاصة عندما نضجت شخصية كمال عبدالجواد ذلك المدرس الفيلسوف الذى حاول أن يلتزم بتعاليم حزبه كما ورثها من أبيه السيد أحمد أو سى السيد ولكن فى أوقات معينة هناك إحساس بالتمرد حين يخفق سعد زغلول أو الحزب فى تحقيق العدالة أو تقرير المصير للشعب المصرى من هيمنة وحماية الجيش البريطانى وفساد الملك فى ذلك الوقت.
 
أما فى رواية السكرية فقد حاول نجيب محفوظ أن يعكس اهتمامه بتوابع هذه الثورة المصرية المهمة فى القرن العشرين وما أدت إليه من ثورات أخرى مثل ثورة يوليو التى بشر بها فى رواية بين القصرين وأيضاً حاول أن يتساءل عن مغزى الثورة (ثورة 19) وهل أتت ثمارها أم لا خاصة بعدما ظهرت التيارات الدينية وخاصة جماعة الإخوان المسلمين وتأثيرها على ليبرالية الشعب المصرى والذى ظهر فى الصراع بين أحفاد السيد كمال عبدالجواد وعن رغبة الجيل الجديد فى البحث عن منافذ أخرى بعيدة عن سيطرة حزب واحد على الحكم فى تلك الفترة.

إذن فقد حاول نجيب محفوظ من خلال سرده العميق والتاريخى أن يجسد ملحمة التحرر الوطنى كما ظهرت فى رواياته خاصة الثلاثية التى تعتبر وثيقة اجتماعية تبرهن على قوة الشعب المصرى والتفافه حول مبدأ ألا وهو الحرية والرغبة فى درء كل مظاهر الاستغلال والاستعمار التى كانت مسيطرة على الشعب المصرى آنذاك وتمنعه من تقرير مصيره.