عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"سيعود من بلدٍ بعيد"..ديوان يستشرف المأمول

أحمد صلاح كامل الناقد
أحمد صلاح كامل الناقد الأدبي والشاعر

يقدم لنا د.أحمد صلاح كامل،الناقد الأدبي،والشاعر، قراءة نقدية في ديوان"سيعود من بلد بعيد"، للشاعر محمد الشحات، فيقول:"يحمل ديوان محمد الشحات عنوانًا يوحي باستشراف حدثٍ مأمول في صورة بشرى تتمناها النفس "نفس الشاعر" ، فمن الذي سيعود ؟ هل هو ابنه المسافر لبلاد الغربة؟ أم ذاته المنهزمة بالاغتراب المقهورة بذكريات لا تؤجج إلا الوحدة والذبول الروحي؟ هذه الذات المؤرقة بالرحيل والفقد تدخلك عالمًا زاخرًا بالتفاصيل الصغيرة الموحية والمؤثرة على بؤرة إحساسك لتعيش معها أزمتها ومأساتها ولتكتشف في النهاية أنها مأساتك أنت أيضًا غير أنك تلهيت عنها وواجهت الشاعر بها. 
قرأت الديوان وأنا أحسبني أمام تجربة شعرية تكرس لأثر غربة الأبناء ورحيلهم عن الآباء، فإذا بي أمام تجربة شعرية ثرية تؤصل لمعنى الغربة بمفهومها الإنساني الكبير، كلنا راحل ومغترب وكلنا فاقد ومفقود، والشاعر لا ينطلق في ديوانه من قضايا فلسفية عقلية بقدر ما ينطلق من وجدان مأزوم وقلب مفجوع بالغربة والاغتراب، هو لا يدعي الحكمة ولا يتحلى بها أمام مأساته لكنه دون أن يشعر يضع أيدينا على الحقائق الكبيرة حينما تصبح تفاصيل الذكريات الصغيرة وقودًا تسير به الحياة وتشتعل به في آن واحد، هذه الذكريات التي تستحضر الأمل وتفسد الواقع، ما أسوأ أن يتحول المحبوب

إلى صورة في إطار على الحائط، وما أسوأ أن نبكي بين يدي طفلة صغيرة ألم الفراق، أي وطن هذا الذي يجبرنا على الغربة منفيين عن أحبتنا أو يسلمنا للاغتراب بين الناس؟!
قرأت الديوان وأحسبني في حاجة ملحة لقراءته ثانية فقد فاجأني الشاعر الكبير بهذا السرد الشعري المتدفق والساحر في قدرته على استحضار الحالة، إننا أمام شاعر كبير ظلمته الساحة الثقافية والمتابعات النقدية فلم يعط بعضًا من حقه برغم غزارة إنتاجه الشعري وتبنيه لهم قومي كبير ومشروع شعري نبيل قلما نجد من يماثله فيه. تحية تقدير ومحبه لهذا الشاعر الكبير صديقي محمد الشحات الذي لم ألتق به من قبل .
ومن قصائد الديوان: 
وطن بلا وطن

كل المواني

لم تعد تزهو بنا
فاخفض غناءك وارتحل خلفي،

ودعنا

لا تودعنا وترحل
علنًا نطفو فتحملنا الرياح

فتشتهي

أن ننتهي شحبا،
ونصب قطرة تمضي إلى وطني
فتنبت زهرة
أو سنبلات