رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفاجأة.. دعم المواطن المنياوى من الثقافة 26 قرشًا شهريًا

صورة لقصر ثقافة المنيا
صورة لقصر ثقافة المنيا

مما لاشك أن القراءة تجعلك تعيش أكثر من حياة فى وقت واحد، وكما صنف الأدباء المثقفين بأنهم أقمار الأمة وشموسها، إذ حلّوا محل الفلاسفة فى العصور الوسطي والقديمة، ولاشك أن فى مجتمعنا المصري خلال فترة ماقبل الثورة وإبانها، كان المثقف يستطيع أن يدخل المجتمع الراقي ويصاهرهم ويتعايش معهم، وإن كان وضيع النسب فقير الجيب .

إذ كان له من الإجلال مالم يؤتى لثريا أو نبيل، حتى تقلص دورهم وأصبح البحث عن مبدع مثقف واعٍ، أشبه بالبحث عن البترول فى رمال الصحراء، أو ياقوته فى محارة تسكن أعماق البحار، وتوسم الجميع فى الدور الطليعى الريادى للثقافة فحرصت كل الدول على تخصيص وزارة للثقافة، فى مختلف الأرض وبقاعها، غير أن في مصر الحبيبة، والتى تعد بيث الثقافة العربية، تواري إلي حدٍ ما دور الثقافة، والتى تصدرت منها حياة الأمة الحاضرة بشمس شتاء، وارتها سحبًا كثيفة، بعدما أصبح نصيب الفرد من الدعم الثقافي 26 قرشًا طبقًا للميزانية العامة للدولة .

ويوجد بالمنيا 28 قصرًا وبيت ثقافة، تشمل،( قصر المنيا - أبو قرقاص - قصر مغاغة - المنيا الجديدة - ملوي) وفى بيوت الثقافة تضمنت ثانيًّا (بيت شركة النيل لحليج الأقطان - بيت جاهين -  بيت ثقافة العدوة -  بني مزار - مطاي - سمالوط - بيت ديرمواس - بيت ثقافة دلجا - بيت ثقافة صندفا-  بيت ثقافة أبو جرج) ، كما تضمنت المكتبات الثقافية (قصر ثقافة مغاغة - ويتبعه مكتبات ثقافية في طمبدي - بلهاسة - شم) .

ومكتبات  الطفل والشباب بإبوان بمطاى - مكتبة دهمرو بمغاغة - مكتبة نواي بملوي - مكتبة شم البحرية طمبدي - بلهاسة - إسحق – العمارية - الطفل والشباب بملوي - مكتبة دلجا -  مكتبة الشيخ مسعود - مكتبة قلوصنا - مكتبة الروضة، جميعها أنشئت من أجل التوعية الثقافية لمايزيد عن 6 ملايين منيواى ثقافيًّا وأدبيًّا .

وبمرارة الكلمات عبر سنين طويلة من الحرمان الثقافي، تحدث الشاعر عبدالفتاح شحاتة، أن قصور وبيوت الثقافة تشهد معوقات كثيرة فى التلاحم مع أفراد ورواد قصورها، لكونها قلصت أدوارها باحتكار أفراد معينة لنتاجها والاعتماد عليهم، وعزفت عن كثير من المبدعين الذين لايملكون الفرصة فى التواصل على فتات موائدها، وذلك لأنها وضعت شروطًا معينة وتحديد سن معين، فيمن يصدر له أعمال ودواووين شعرية وروايات .

وأضاف شحاتة، أن بيوت وقصور الثقافة لم تقدم للمواطن وسائل جذب جديدة، حتى أصبحت كلاسيكية التقديم حتى ملّ الناس التواصل معها، إضافة إلى الاتجاهات العامة للسياسة المتبعة للقائمين على هيكله الثقافة والحد من إبداعات المبدعين بحجر آرائهم، دفاعًا عن السلطة فكان ذلك عائقًا للتواصل، وأيضًا صعود دور النشر الخاصة على مستوى القيمة المالية والعائد المالي على المبدعين ، وإن احتقرت أعمالهم .

وكذلك الانتشار الخطير للمدارس والجماعات المختلفة، تحت مسمى منتديات شعرية، على صفحات التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) ، والذى لايعوقه عائق وعلى الرغم من المهرجانات والمؤتمرات التى تكبد قصور وبيوت الثقافة مبالغ مالية كبيرة، فى أماكن محددة ومقتصر روادها على من رضي عنهم مسئولي الثقافة، وعدم تقديم الحافز أو بدلات انتقال  للمبدعيين الحقيقيين  من مختلف الأقاليم  للتواصل مع مؤتمراتهم، مع عدم الأخذ بيهم ومنحهم الفرصة فى الظهور لسماء الإبداع.

وأشار إلى أن الموضوعات التى يتطرق إليها رواد قصور الثقافة، هى موضوعات عقيمة تعوق الإبداع خاصة فى مجالات البحوث العلمية والأدبية، التى تنشرها فى المسابقات، ومؤكدًا، أن عدم اعتماد الميزانيات المالية الكافية لبيوت وقصور الثقافة على مستوى الجمهورية .

إضافة إلى تقليص دور بيوت وقصور الثقافة داخل أماكنها، مقارنة بفترة سابقة، كانت الثقافة تنزل إلى الشارع للقيام بدور توعوى وريادى ظاهر للمواطنين، الأمر الذى أدى إلى ظهور رواد للثقافة غير الحومية، يتبعون جماعات وجمعيات خاصة، وتعتمد فى تمويلها خارج حدود وزارة الثقافة، وأصبحت تستقطب الكثير من رواد الشارع المصرى على حساب قصور الثقافة.

وبرؤية الكاتب والأديب لواقع حال الثقافة بربوع البلاد، أنه في الوقت الذي تحتاج فيه الدولة المصرية صاحبة الحضارة الضاربة في جذور التاريخ، إلى عقول مضيئة لحمل مشعل الثقافة المصرية والعربية، ظهرت منابر متوسطة الأداء فى العلوم والفنون والأدب، وفى غياب هيئة قصور الثقافة، حيث تشهد الساحة الثقافية فى مصر وربوعها حالة من الفوضي والعشوائية وغياب أفكار، مثل التعددية وقبول الآخر وظهور العنف المجتمعى والتسلط الفكري، وفرض الرأي بالقوة بديلًا عنها, كما تتجه الأنظار إلي الدور الغائب لقصور الثقافة, وحيادها عن أهدافها المنوطة في مجال الثقافة العامة.

وهى تنشيط الحركة الأدبية في المحافظات، وإذكاء روح البحث والابتكار وتبنى الأفكار المستحدثة، وتشجيع الدراسات الحرة، ولما كانت الدولة تشهد حالة من تردي الأوضاع الثقافية بعد ثورة 25 يناير،  تتمثل في غياب القوافل الثقافية والتي يفترض أن تجوب القري والمحافظات لنشر الوعي الثقافي والمفاهيم الحضارية المتعددة, ناهيك عن قصور وبيوت الثقافة التي تعاني عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة لها.

وخرجت عن الدور المنوط لها وإيمانًا من مسئوليتنا كمثقفون لا دعاة ثقافةاتخذنا دورًا إيجابيًّا، وأنه يجب على المثقف أن يبني مجتمعه في كل الظروف، وفي كل مكان، ينشر السلام والمحبة والأخوة

والروح الوطنية والإنسانية، لكون المثقف والعالم والفنان، هو ملك المجتمع والإنسانية، لذا فقد انتشرت حلقات ثقافية وندوات وصالونات لإحياء الدور الغائب لقصور الثقافة بالجهود الذاتية، ومن هنا اتجه الدور  الثقافى إلى مبحث جديد لإحياء دور الشاعر والأديب والمثقف  المصرى والعربى.

بأهداف جديدة، مكملة لما سبق ومواكبة للتطور الحضارى والتكنولوجى، لتبعث الروح من جديد فى ثقافتنا العربية، والتى تتمثل فى الحفاظ على نهج من سبقوا والعناية بالمضمون مع الاهتمام بصدق التجربة، الحفاظ على نوع الغرض الشعرى تبعًا للحداثة والتطور التكنولوجى من خلال الفلسفة الإبداعية و رمزية البناء، عولمة وحوكمة القصيدة تبعًا لديموجوجية العصر والربط بين كل ما هو مألوف مع الحفاظ على وحدة الجو النفسى للقصيد، تبزغ المقاطع دون تقيد مع الحفاظ على جودة الصياغة.

وكذلك الجنوح للألفاظ السهلة والمباشرة تلقى موافقة الذوق العام وتصلح لأكثر من موضوع، الفانتازيا سياسيًّا واجتماعيًّا كمثال واضح للسخرية من المحن والمصائب فى إطار كوميديا باكية منهوكة الأعصاب، مع الأخذ بالاعتبار أن تكون مجهرًا للحياة، لوجستية الأدب وفق مقتضيات الحداثة وعودة الملاحم الشعرية والدراما، تأثرًا بالوضع الاجتماعى سياسيًّا واقتصاديًّا  واجتماعيًّا شعرًا وزجلا ورواية، ومناشدة الحكمة وتعرية الزيف من حيث الأخيلة فى الغلاف، وما تخفى ورائها من معاناة حقيقة.

وبرؤية الواقع  الفعلي بين ما تقدمه بيوت وقصور الثقافة، سرد حسين عبدالله، مدير بيت ثقافة مطاي، أنه يوجد بالمركز الأنشطة والأندية الثقافية الفنية،  مثل نادي أدب مطاي الذي يضم 11 أكاديمياً وأستاذاً جامعياً ، من مختلف العلوم الإنسانية، وهو بمثابة مدرسة للإنتاج الأدبي، الذي يخدم جميع هواة الشعر والقصة والمقال والنثر، وكذلك قسم الفنون التشكيلية، والذي يضم متخصصين في الفن التشكيلي، وهو يرعي جميع المواهب الإبداعية المترددين علي الموقع، أو ما يتم اكتشافه من خلال المدارس المنتشرة بالمركز ، كما يوجد قسم للمكتبات للشباب ومكتبة الطفل، ولهم دور كبير في الاستعارة الداخلية والخارجية، لمساعدة جميع الباحثين والمترددين للحصول علي المراجع.

وكذلك قسم للتمكين الثقافي، وهو الذي يقوم بالخدمة الفنية والثقافية لذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس المتخصصة، والجمعيات الأهلية بالمركز والمدينة وقسم للتثقيف العلمي، وهو ما يهتم بالمحاضرات العلمية في الزراعة والطب والعلوم، ويتم الاستعانة بالمحاضرين المتخصصين، وقسم للدراسات والبحوث والهدف منه هو إقامة الاحتفالات والمؤتمرات القومية والدينية، والبحث عن القري المحرومة من الوجبة الثقافية، كذلك تم إشهار جمعية ثقافية، تحت اسم {جمعية رواد بيت ثقافة مطاي} برقم 975 ، وهي تتلقي دعمًا إضافيًّا من وزارة الثقافة، تقوم علي مساعدة الموقع في تنفيذ الأنشطة الثقافية والفنية.

وأضاف عبدالله، أنه مما لاشك فيه هناك مشكلات ومعوقات تعوق العمل الثقافى، والتى تتمثل فى، المخصص المالي لكل قسم من هذه الأقسام لا يفي احتياجات الموانين في نشر الثقافة، وأن تكون متواجدة بصفة مستمرة بين الحين والآخر، وكذلك عدم وجود متخصصين في بعض الأنشطة الثقافية والفنية، مما يسبب عرقلة العمل، إضافة إلى عدم اهتمام الدولة في زيادة المخصص المالي لهيئة قصور الثقافة، حيث إن المخصص المالي للفرد بالمركز والذى يضم 200 ألف نسمة، يكون نصيب الفرد فيه 26 قرشًا شهريًّا.

واختتم حديثه للوفد، أنه وبعد جهد كبير منذ عدة سنوات، بات حلمي كمدير بيت ثقافة مطاي، وكابن من أبناء مطاي أن يتحقق، حيث تم الموافقة من قبل رئيس مجلس الوزارة، علي قرار تخصيص قطعة أرض علي مساحة 1008 أمتار مربعة بأرض الروبة، لإنشاء قصر ثقافة مطاي عليها .