رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عبد الرحمن: النظام استغل الثقافة لترويج شعاراته

أصدر د. عماد أبوغازي وزير الثقافة المصري قرارا يقضي برئاسة الشاعر سعد عبدالرحمن لهيئة قصور الثقافة المصرية خلفا للدكتور أحمد مجاهد .

الهيئة تأسست عام 1945 على يد المفكر الكبير أحمد أمين ويفترض أن تقوم برفع المستوى الثقافي للجمهور بمختلف فروعها المنتشرة بالمحافظات، من خلال أشكال الثقافة المختلفة كالأدب والفكر والمسرح والسينما والفنون التشكيلية .

 

لكن الواقع يقول: إن المصريين يفضلون أنشطة وإصدارات مراكز الثقافة المستقلة عن الدولة ، وهو ما يضع عبئا كبيرا على رئيس هيئة قصور الثقافة الجديد لإعادة جذب الجمهور، خاصة وأن المثقفين أيضا رفعوا عدة احتجاجات في أعقاب الثورة المصرية تدعو لتطهير قصور الثقافة من البيروقراطية والفساد والشللية والإنحياز للسلطة.

وصرح الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس قصور الثقافة في اليوم الأول لتوليه مهام منصبه لبوابة الوفد الإلكترونية بأنه شارك بثورة يناير وأسرته وهو من الشارع ويشعر بنبضه ولهذا فإنه سيعمل بجدية على أن تكون قصور الثقافة متماشية مع روح الثورة الجديدة المليئة بالحرية والمكاشفة والانفتاح على كل التيارات.

ووصف عبد الرحمن النظام السابق بأنه كان نظاما فاشيا واستطاع ترويض مؤسسات الثقافة لتقوم بالترويج لشعارات وشخصيات الحزب الوطني، خاصة أن جهاز أمن الدولة كان له دور هام في اختيار القيادات داخل كل مؤسسات المجتمع وعلى رأسها المؤسسات الثقافية والجامعات. من هذا المنطلق كانت أنشطة قصور الثقافة جزء منها مفروض بشكل غير مباشر وليس نابعا من رغبة العاملين بالهيئة وما يريدون تقديمه للجمهور .

غياب النجوم

وعن القرارات التي ستتخذ قال رئيس هيئة قصور الثقافة الجديد: إنه لن يتخذ أي قرار قبل استطلاع رأي الشارع، حتى لا تفرض الأنشطة عليهم فلا يستجيبون لها.

وردا على سؤاله حول الشكوى من استبعاد أسماء مبدعين من النشر لدى الهيئة، لفت عبدالرحمن إلى أن قصور الثقافة ليست الجهة الوحيدة للنشر الحكومي، فتسبقها في ذلك الهيئة العامة للكتاب وجهات ثقافية رسمية غيرها، مؤكدا أن سلاسل الهيئة لكل منها رئيس تحرير يعد من الكتاب البارزين ولكل منهم سلطة مطلقة في اختيار المبدعين والموضوعات في حين يقتصر دور الهيئة على التمويل والتنظيم، ولكن تبقى المشكلة برأيه في أن أعداد المبدعين أكبر من طاقة أي جهة نشر حكومي على تحملها.

أما سر غياب النجوم عن إصدارات الهيئة وأنشطتها، وخاصة من الكتاب "الأكثر مبيعا" أو أصحاب الكاريزما الجماهيرية كعلاء الأسواني وغيره والذين تتلقفهم المراكز الثقافية المستقلة كساقية الصاوي أو دور النشر الكبرى، يرى عبدالرحمن أنهم غالبا يعزفون عن الجهات الحكومية لأنهم يشترطون أجورا غالية في النشر لهم نظرا لشهرتهم الكبيرة.

ويضيف: "هناك سلسلة أفاق عربية التي تنشر أعمال الكتاب الكبار وهناك سلاسل الأعمال الكاملة التي تنشر لكبار الشعراء ومنهم مطر وجاهين وحداد وهناك سلسلة الإبداع العالمي التي تترجم من الآداب الأجنبية؛ وهذا ينفي غياب كبار

الكتاب عن الهيئة".

وعن سقف الحرية في أنشطة قصور الثقافة أكد سعد عبدالرحمن أنه مفتوح لكل التيارات، ولكن لا يُسمح فقط بالمواد التي تهدم قيم المجتمع والمسيئة للديانات كالتي تتعدى مثلا على الذات الإلهية أو تحض على الفتنة.

كما أكد عبدالرحمن لبوابة الوفد أنه سيسارع في عدالة المزايا المادية للعاملين بالهيئة حتى يشعروا بقيمتهم وينتجوا أقصى ما لديهم ، وأيضا ستكون هناك أشكال جديدة من الخدمة الثقافية ليست المعتمدة على المهرجانات والكرنفالات ولكن الثقافة الحقيقية الجادة، حتى يحدث أفضل استفادة من موارد قصور الثقافة.

كما أشار عبدالرحمن إلى أن الهيئة ستواصل أنشطتها بلا توقف ومن ذلك احتفالية حكايات يناير التي افتتحها وزير الثقافة مؤخرا ، وندوات حول التعديلات الدستورية وعروض مسرحية أخرى.

 

سقف الحرية

تعليقا على تعيين الشاعر سعد عبدالرحمن بقصور الثقافة صرح لبوابة الوفد الشاعر محمد أبوالمجد مدير الثقافة العامة قائلا: إن عبدالرحمن أحد الكوادر الثقافية منذ أكثر منذ ربع قرن وله خطوات هامة في العمل الثقافي العام وفي الأقاليم ، كما أنه أول شاعر وأول ابن من أبناء الهيئة يتولى قيادتها منذ عقود طويلة.

ورأى أبوالمجد أن سعد له ثقافة موسوعية وتراثية هائلة نادرا ما نجدها بين قيادات الثقافة الحاليين، إضافة للمحبة والتقدير اللذين يحظى بهما بين الجميع.

وعن انتقاد قطاع من الكتاب لأداء قصور الثقافة أكد أبوالمجد ما ذكره رئيس الهيئة من أن هناك اتفاقا يجري بين القطاعات المختلفة بقصور الثقافة على الخطوط العريضة ولكن لا توجد إملاءات من أية جهة رسمية في نوعية الأنشطة أو الضيوف المشاركين، ما يعني وجود هامش حرية تتمتع به الهيئة في العمل الثقافي.

يذكر أن الشاعر سعد عبدالرحمن تدرج في مناصب قيادية هامة فمن أمين لإقليم وسط وجنوب الصعيد الثقافي، إلى مدير الثقافة العامة ثم الشئون الثقافية والنشر، ما أظهر قدراته في العمل الثقافي.