رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدم.. قصة قصيرة

بوابة الوفد الإلكترونية

بقلم _ دعاء بركات

 

لا أتذكر، حقا لا أتذكر .. لماذا كنت أتزوج، لا أذكر هل كان ثريًّا إلى هذا الحد، كان الأهل يتراصون واجمين كتماثيل المعابد الصامتة، وسط زغاريد تشبه قرع طبول الموت . أم لأنه قوي .. واغتصبني ذات ليلة ضاربًا عرض الحائط بصراخي.
أم لأنه وكما يرددون دون تفسير "النصيب" . قبل هذا العرس بأيام كان الصخب عاليًا .. مدويًا في جدران بيتنا، محاذرًا أن يخترق الجدران والنوافذ ويسمعه المتلصصون من جيراننا.
يصرخون ويقولون لي : تعيشين خادمة تحت قدميه !
ثم يرتدون قناعا مغايرًا فيهدأون ويبتسمون في وجه ضيوف مرحّبين !  وكلٌ يرتدي قناعه.
وتقوم القيامة .. ينهي مهمته عاجلًا خارجًا لهم بدليل براءتي وطهري .. تاركًا جثتي ملقاة على الأرض .. أم كانت فوق السرير ؟!
لا أتذكر .. حقا لا أتذكر؛ فلقد مضى على هذه الواقعة فترة .. لا أتذكر كم مضى، كل شيء في الذاكرة يغلفه الضباب، إلا الضوء الوحيد يرتكز على ليالي المعاناة.
والآن انزعوه عن رحمي .. لقد أثبتت تحاليل متواطئة أن بداخلي وحشًا يكبر كل ليلة، إنه ينهش في أحشائي بمخالب من نار، أسمع ضحكاته مخيفة ترن في جدران رحمي، أتخيله وحشًا ينتظر سبعة أشهر ليخرج إلى العالم ينثر ناره .. حارقًا وجهي وقلبي أولًا !
إنه سيشبهه، هو قطعة منه ستلتصق بي إلى الأبد .. سيحضر إلى الحياة ليكره ويظلم ويترك كل أثر سيئ فيما حوله، وسيغتصب امرأة أخرى ذات يوم مع علم أهلها،  سيخافه الجميع ويتمنون موته ... موته !
سأقتله قبل أن يقتلني .. أقف فارجة قدميَّ، أحاول اعتصار أسفل بطني بيديَّ، أقفز عاليًا كأطفال الألعاب الرياضية .. لا شيء

إنه متشبث بي بأيادٍ متعددة كعقرب ، يتصبب مني عرقٌ وآمل في سيل الدم، أعود للقفز من جديد .. أضرب على جسدي وكأنني أوجه الضربات له ولأبيه ، لا يجب أن ينتصر عليّ ويخرج إلى الحياة .
العرق يسيل كثيفًا .. والدم يبدو كأنه متجمد !
قفز ..بكاء، عرق ..قفز بكاء عرق .. إلى متى ؟!
ينتشر الألم في كامل جسدي عنيفًا، لقد بدأت النطفة الملعونة حربها معي . أحاول المقاومة، أوجه ضربات إلى بطني وكأني ألكمه ، وأتخيله يحمل ملامح أبيه المخيفة وفمه الغليظ ، فأعاود اللكمات ثم أصرخ من الألم، أوجه الضربات إلى كل شيء وأي شيء .. يتضاعف ألمي فيتضاعف معه إصراري على قتله..سأرى الدم حتمًا .
أضرب رأسي في جدار خشبي ..أسقط على الأرض باحثة عن أي قطرة للدم .. ولا أجد !
أنهض فأسقط .. وتحنو عليّ أرضية الغرفة فتبتلعني ..
إنه اليوم الأول من هذه الحرب .. سأكرر المحاولات حتى أنتصر ، سأخرج هذا السم من جسدي ، ثم أتحرر من نافثه فيّ إلى الأبد .. لا فرار من القتل طالما كنت قتيلة.