رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

في مئوية ثورة 1919 حسين منصور: سعد زغلول ترك بصمة مؤلمة على جبين الإمبراطورية البريطانية..

حسين منصور: سعد زغلول
حسين منصور: سعد زغلول ترك بصمة مؤلمة على جبين الإمبراطورية

أقامت مكتبة مصر الجديدة، ندوة بعنوان "مائة عام على ثورة 1919"، شارك في الندوة كل من د. محمد عفيفي، أستاذ التاريخ، والصحفي أكرم ألفي، والمهندس حسين منصور  نائب رئيس حزب الوفد، والكاتبة ضحى عاصي، وأدارت الندوة بيسان عدوان.

 

وقال حسين منصور، نائب رئيس حزب الوفد، خلال كلمته إن مئوية ثورة 1919، تعد حدثا هاما، فثورة 19 هي واحدة من الثورات الكبرى في تاريخ العالم، وتعرف بكونها المخرج لمعنى الدولة المصرية، فإذا كان محمد علي هو مؤسس الدولة الحديثة، فالحقيقة أن سعد زغلول وثورة 1919 هما المؤسسان لفكرة الدولة المصرية، فالاحتلال البريطاني كان له أثر بالغ في انهيار التعليم والصناعة، لأنه حول مصر لمزرعة قطن لحسابه، ونتيجة لتخزينه لمياه الترع، أدى إلى انتشار الأمراض كالبلهارسيا، وجعل الفلاح المصري مصابا بهذه الأمراض.


وأضاف أن سعد زغلول كان أبرز الزعماء بمصريته، وكذلك بتميزه بكونه ابن الريف، حيث تلقى تعليمه في الأزهر، عاش في مناخات ثورة عرابي، وتتلمذ على يد الشيخ محمد عبده، واقترب من الأفغاني، وهذا ما ترك أثرًا على شخصيته، وجعل لديه تشكيلة مصرية خالصة، قادرة على أن تتفاعل مع العصر، كان سعد زغلول يمتلك ثقافة إسلامية مصرية، كما كان لديه اختلاط بالغرب،وهو ما اكسبه خبرة بالعمل السياسي والحركة الثورية.


واستكمل منصور أن سعد زغلول يختلف عن مصطفى كامل في عدة جوانب، فمصطفى كامل عندما احتك بالحركة الثورية تلقى درسًا قاسيًا عبر تخلى فرنسا عنه، وتخلى الخديوي العثماني، بالإضافة إلى أن ثقافته الغربية الخالصة؛ جعلت لديه نوعا من التقزز نحو الجرائم التي تقوم بها بريطانيا، فلم يكن لديه القدرة على مواجهة هذا، وإخراج فكرة الدولة المصرية، على عكس سعد زغلول الذي هيأه القدر وهيأته الظروف أن يكون الزعيم المنتظر لكي تخرج فكرة الدولة المصرية.


وأضاف أن سعد زغلول وقف في وجه بريطانيا، وتوسع في فتح المدارس بعد تدهور التعليم، وجعل التعليم باللغة العربية، وأدخل مدرسة "القضاء الشرعي"، واستصدر قانون نقابة المحامين، كما قرر سعد زغلول

أن يخوض معمعة التحول مع الشعب، وذلك بترشحه لانتخابات الجمعية، وأصبح وكيلًا للجمعية، وصاحب ذلك نوع من الإشعاع وصدور رواية حسنين هيكل، بالإضافة إلى إنشاء الجامعة المصرية، وعرض أول فيلم مصري عن رواية حسنين هيكل "زينب"، كما أن انجلترا نجحت في تقليل قيمة سعد زغلول، لأنه الرجل الوحيد الذي استطاع أن يهز عرش هذه الإمبراطورية بقيادته لأعظم ثورة، وفتح الباب أمام الآخرين لكي يتحرروا من سلطتها.


وتعد حركة جمع التوكيلات المصرية، حركة عظيمة، يغيب بعض تفاصيلها، ومن عمل على جمع هذه التوكيلات هم الطلاب وأولاد الطبقة المتوسطة، واستطاعوا خلال أسبوعين جمع 2 مليون توكيل، وبعدها بدأت رحلة الكفاح لتحرير الوطن،و شاركت مصر كلها في ثورة 1919، فالجميع كان يرى أن مصلحته لن تقوم إلا باستقلال وطنه، وأنه يجب أن يدافع عن مصرية الدولة.


استطاع سعد زغلول أن يبث هذه الروح، وأن يدفع الشعب للقيام بهذه الثورة، فهي من الثورات المحدودة في تاريخ العالم، والشعب المصري مقصر في معرفة تاريخه لذا فإن الذهنية لديه لم تهتم بمعرفة ما الدروس المستفادة من ثورة 1919، وما الفروق بينها وبين ثورة 25 يناير، فثورة 1919 ثورة مدنية بالكامل لا تقف أمامها قوة سوى قوة الإرادة، مختتما حديثه قائلا: "أن سعد زغلول قد ترك بصمة مؤلمة على جبين الإمبراطورية البريطانية".