رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شاعرات وأديبات كسرن العادة وخلدن أسماءهن في تاريخ الأدب

نازك الملائكة
نازك الملائكة

كان الأدب والشعر حكرًا على الرجال على مر العصور، إلا أن  لدينا شاعرات تحدين هذه العادة، فكان لشعرهن نصيب من الشهرة، والتميز كشعر الرجال، تميزن في إبراز معاني وعواطف عجز عن تصورها الأديب، وضعن بصماتهن في تاريخ الأدب، ورفضن أن ينساهن.. نتناول بعضهن في السطور التالية:

 

*الشاعرة أمة الرحمن بنت أبي محمد عبد الحق بن عطية المحاربي...

 

وهي واحدة من النساء الأندلسيات اللاتي نبغن في القرن السادس الهجري بغرناطة وقدمن سلسلة من الإنجازات التاريخية في مجالات تربوية وعلمية متنوعة، وتلقب بـ  أم الهناء، وتلقب كذلك ب "أم أبي جعفر"، كَانَ لَهَا صيت واتصاف كبير في فعل الخير وتحفيز الناس على طلب العلم، وكانت من ربات العقل والفهم الكبير،  وكانت نموذج مثالي للنساء العفيفات المتفقهات في الدين لها دراية بمقاصد الشريعة الإسلامية خاصة العلوم الفقهية والحديثية والتفسير.. وسائر ألوان المعارف والعلوم؛ أخذت العلم عن علماء عصرها الأجلاء ومن أبرزهم "والدها عبد الحق بن غالب بن تمام بن عبد الرؤوف بن عبد الله بن تمام بن عطية-الداخل إلى الأندلس- بن خالد بن خفاف المحاربي أحد رجالات الأندلس الجامعين إلى الفقه والحديث والتفسير والأدب وبيته عريق في العلم.


وتمتعت بنصيب وافر من الشهرة والعلم وتميز شعرها بالعذوبة والعفة والجمال الذي يشبهها، والحزن الذي سكن روحها.. ومن شعرها..
جـاءَ الكتـابُ مـن الحـبيـبِ بِأنَّهُ *** سَيَزُورُني فاستعبرتْ أجفاني
غَـلَـبَ السـرورُ علـيَّ حتى أنـه *** من عُظمِ فَرْطِ مسرَّتي أبكاني
يا عينُ صارَ الدمعُ عندكِ عادةً *** تبكـينَ من فـرَحٍ ومن أحـزانِ
فاسـتقبـلي بالبِـشْـرِ يَـوْمَ لـقـائِـهِ *** وَدَعي الدمـوعَ لِلَيْلَةِ الهجران!

 

*الخنساء.. بكاءة بني سليم

وهى تعد أشهر شاعرة رثاء في الجاهلية، حيث رثت آخاها صخر، ويقال على هذا الرثاء إنها بكت وأبكت الناس.
وهى صحابية وشاعرة مخضرمة من أهل نجد أدركت الجاهلية والإسلام وأسلمت، واشتهرت برثائها لأخويها صخر ومعاوية اللذين قتلا في الجاهلية، كما أن الخنساء أصيبت بالعمى من شدة بكائها على موت أخيها. ومع قدوم عصر الإسلام، حرضت أبناءها الأربعة من مرداس بن أبي عامر السلمي وهم عمرة وعمرو ومعاوية ويزيد على الجهاد، وقد استشهدوا جميعاً في معركة القادسية.


تعد الخنساء من أشهر شعراء الجاهلية، وقد قامت بكتابة الشعر خصوصاً بعد رحيل أخويها. وطغى على شعرها الحزن والأسى والفخر والمدح. قال عنها نابغة الذبياني: "الخنساء أشعر الجن والإنس". وقيل أن رسول الإسلام محمد بن عبد الله كان يعجب بشعرها.. قولها ترثي صخرًا..
وإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّه عَلَمٌ في رَأْسِهِ نارُ
وإِنَّ صَخْرًا لَوالِيْنا وسَيِّدُنا وإِنَّ صَخْرا إِذا نَشْتُو لَنَحَّارُ
وقول آخر
يُذَكِّرُنِي طُلُوعُ الشَّمْسِ صَخْرًا وأَذْكُرُهُ لِكُلِّ غُرُوبِ شَمْسِ
وما يَبْكُونَ مِثْلَ أَخِي ولَكِنْ أُعَزِّي النَّفْسَ عَنه بالتَّأَسِّي


اشتهرت الخنساء ببكاءة بني سليم، وما وصل من شِعرها يعين على تقبّلِ هذه التسمية؛ إِذ جل قوافيها يرشح بالرثاء الموجع، والبكاء الحار، والدموع البوادر، ولاسيما المتحدّرة منها على صخر؛ لجوده وبذله وحلمه، ونظر إليها عمر بن الخطاب، وبها ندوب في وجهها، فقال: ما هذه النّدوب يا خنساء؟ قالت من طول البكاء على أخوي؛ قال لها: أخواك في النار؛ قالت: ذلك أطول لحزني عليهما.

 

*نازك الملائكة.. رائدة شعر التفعيلة

وهى شاعرة من العراق ولدت في بيئة علمية وثقافية واسعة، كانت والدتها سلمى عبد الرزاق تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" وكانت تحبب اليها الشعر ولها أثر كبير في تنمية موهبتها وكانت تحفظها الأوزان الشعرية المشهورة (التي حددها علم العروض)، أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة "دائرة معارف الناس" في عشرين مجلداً. وقد اختار والدها اسم نازك تيمنا بالثائرة السورية نازك العابد، التي قادت الثوار السورين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه الشاعرة. وجدتها (أم امها) شاعرة هي الحاجة هداية كبة ابنة العلامة والشاعر الحاج محمد حسن كبة، وخالاها "جميل الملائكة" و"عبد الصاحب الملائكة" شاعران معروفان وخال أمها الشيخ محمد مهدي كبة شاعر وله ترجمة رباعيات الخيام نظماً.


ونازك هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الأدب العربي. وقد بدأت الملائكة في كتابة الشعر الحر في فترة زمنية مقاربة جدا للشاعر بدر شاكر السياب وزميلين لهما هما الشاعران شاذل طاقه

وعبد الوهاب البياتي، وهؤلاء سجلوا في اللوائح بوصفهم رواد الشعر الحديث في العراق.


حصلت على جائزة البابطين عام 1996، كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو 1999 احتفالا لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره بسبب المرض وحضر عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة، ولها ابن واحد هو البراق عبد الهادي محبوبة، وتوفيت في صيف عام 2007م.


ومن قصيدة الكوليرا..
سكَن الليلُ
أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ
صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ
حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ
يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
في كل فؤادٍ غليانُ

 

*غادة السمان

كاتبة وأديبة سورية. ولدت في دمشق لأسرة شامية ، ولها صلة قربى بالشاعر السوري نزار قباني. والدها الدكتور أحمد السمان حاصل على شهادة الدكتوراه من السوربون في الاقتصاد السياسي وكان رئيسا للجامعة السورية ووزيرا للتعليم في سوريا لفترة من الوقت. تأثرت كثيراً بسبب وفاة والدتها وهي صغيرة. كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعا بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان "شديد المحافظة" إبان نشوئها فيه .


أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية.


كما أنشئت دار نشرها الخاص بها وأعادت نشر معظم كتبها وجمعت مقالاتها الصحفية في سلسة اطلقت عليها " الاعمال غير الكاملة"- في خمسة عشر كتابا حتى الآن- ولديها تسعة كتب في النصوص الشعرية. يضم أرشيف غادة السمان غير المنشور والذي أودعته في أحد المصارف السويسرية مجاميع كثيرة من الرسائل تعد غادة بنشرها "في الوقت المناسب" ولأن غادة كانت نجمة في سماء بيروت الثقافية في عقد الستينات فإنه من المتوقع أن تؤرخ هذه الرسائل لتلك الحقبة..و من المتوقع أيضا أن تكشف عن علاقات عاطفية لم تكترث غادة لإخفائها آنذاك!!! بالذات مع ناصر الدين النشاشيبي الصحفي الفلسطيني الذي كشف عن وجود رسائل عاطفية موجهة له من غادة في أواسط الستينات. من الأسماء الأخرى المرشحة لنشر رسائلها الشاعر الراحل كمال ناصر.
تجمع غادة في أسلوبها الأدبي بين تيار الوعي في الكتابة ومقاطع الفيديو-تيب مع نبض شعري مميز خاص بها. صدرت عنها عدة كتب نقدية وبعدة لغات، كما ترجمت بعض اعمالها إلى سبعة عشر لغة حية وبعضها انتشر على صعيد تجاري واسع. لا تزال غادة تنتج، صدرت لها " الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية" عام 1997، وسهرة تنكرية للموتى عام 2003 والتي عادت فيها للتنبؤ بأن الأوضاع في لبنان معرضة للانفجار.