رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مؤرخون: ثورة 1919 جسدت رفض مصر التدخل الخارجي عبر تاريخها

بوابة الوفد الإلكترونية

نظم المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة سعيد المصرى، ضمن فعاليات مؤتمر بمناسبة مرور مائة عام على قيام ثورة 1919، مساء أمس، وقد ترأس الجلسة الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث، بمشاركة الدكتور أحمد زايد، والدكتور أحمد زكريا الشلق، والدكتورة سونيا التميمى، والدكتور عمرو عبدالمنعم.
بدأ رئيس الجلسة الدكتور محمد عفيفى، الحديث بتأكيده على أهمية إحياء ذكرى ثورة 1919، كونها تعتبر إحدى أهم ثورات الشعب المصرى فى التاريخ الحديث، ثم أعطى الكلمة للدكتور إسلام عبدالناصر، الذى جاءت ورقته البحثية بعنوان: "ثورة 1919 والتغيير فى المجال السياسى فى مصر"، حيث أكد أن مصر امتازت منذ بداية الحضارات بشخصية فريدة من نوعها، وأهم سماتها أنها لا تقبل بأن يتدخل أحد فى شئونها الداخلية، كذلك علاقتها مع مختلف الدول، ولذلك كانت مصر فى طليعة الدول التى خاضت جولات ضد حكم الفرد والتدخل الأجنبى، فى ظل الحياة والمعاملة القاسية وبعض مظاهر العنف التى عاناها المصريون من قبل البريطانيين والأحكام العرفية التى صدرت بحق المصريين والتدخل المباشر فى نظام الحكم، ورغبة المصريين فى الحصول على الاستقلال، قامت ثورة 1919 التى تُعد أول ثورة شعبية فى أفريقيا والشرق الأوسط، وقد استمدت قوتها من نضال الشعب المصرى العظيم، ومن الظروف المعيشية الصعبة التى عاشها فى ذلك الوقت، وجعلته يطالب باستقلاله والتخلص من تبعية الاستعمار.
ثم تحدث الدكتور رامى شفيق فرحات، متناولًا مضمون ورقته البحثية، وعنوانها: "سعد زغلول وكيرلس الخامس.. استقلال الوطن والكنيسة"، وقد بدأ بالإشارة إلى أن يوم الثالث عشر من سبتمبر عام 1882 بما حمله من حزن كبير للشعب المصرى، يستحق بجدارة وصفه بأطول يوم فى تاريخ مصر! إذ تأكد آنذاك الاحتلال البريطانى لمصر بعد إخفاق الثورة العرابية، وبطبيعة الحال اقتياد زعماء الثورة إلى السجون.
وأوضح الدكتور رامى شفيق فرحات، أن ثبات الوضع منذ تلك اللحظة حتى اندلاع ثورة 1919، وهو ما شكل مسارًا واضحًا للبحث حول سؤال استقلال الوطن عن الاحتلال البريطانى، الذى عززته الحرب العالمية الأولى ونتائجها، التى بلورت عددًا من المتغيرات الدولية، ضمنت على أثرها اعتراف الدول الكبرى بحمايتها على مصر، وأن مصير مصر يبقى فى يد الإمبراطورية البريطانية، فهى جزء من أملاكها وأراضيها لا ينازعها فى ذلك سوى نضال وإرادة الوطنية المصرية، ثم استطرد متابعًا حديثه بالإشارة إلى أحداث أواخر عام 1918، وتحديدًا حين انتهت الحرب العالمية الأولى،

لتخرج إنجلترا وحلفاؤها وقد حققوا انتصارهم فى الحرب، وليشهد العالم بداية جديدة فى مراكز القوى والضعف، وتموضع دول المركز والقوة ودول الأطراف والضعف، وفى نفس العام 1918 تقدم سعد زغلول، الوكيل المنتخب للجمعية التشريعية بطلب لمقابلة المندوب السامى البريطانى للسماح لهم بالسفر إلى لندن لعرض مطالب الأمة المصرية وتحدد الموعد يوم 13 نوفمبر سنة 1918، ورفع زغلول مطالب الأمة إلى المندوب السامى، والتى تمثلت فى الاستقلال وإنهاء الأحكام العرفية وإلغاء الرقابة على الصحف، وعقب المقابلة تألفت هيئة الوفد المصرى الذى حاز على توكيل الشعب واعتبرهم وفدًا موكلًا منه للتحدث باسمه والمطالبة بحريته، إلا أن طلبهم بترخيص السفر لحضور مؤتمر الصلح وعرض مطالب الأمة قوبل بالرفض من قبل سلطات الاحتلال.
وعن موقف الصحافة المصرية من مشاركة المواطنين الأقباط في ثورة 1919 م، تحدث رامي عطا صديق، وقال إن تمثل ثورة سنة ۱۹۱۹م خطوة مهمة على طريق الوحدة الوطنية التي جمعت بين المواطنين المسلمين والمواطنين الأقباط، وبخاصة أنها جاءت بعد فترة عانت العلاقة بينهما من بعض التوتر، وبالأخص خلال الفترة بين عامي ۱۹۰۸ م و ۱۹۱۱ م، حيث اتبعت سلطات الاحتلال البريطاني سياسة " فرق تسد " ، لتأتي الثورة وتعمل على تقريب وجهات النظر بين أبناء الوطن الواحد الذين اجتمعوا حول هدف واحد عبر عنه شعار "الاستقلال التام أو الموت الزؤام" ، كما برز شعار " الدين لله والوطن للجميع " ليعبر عن حالة الوحدة والتكامل والاندماج في تحقيق هدف المصريين آنذاك ، الذي تركز حول طلب الاستقلال .