من وحي الأقلام.. مسماران ومطرقة

 كاملة العدد، مجهولة الملامح، تحتفظ بأسرارك ما بين طياتها.. المشهد محجوب، والبوح ممنوع برغم أنها خاصتك، أيام سبعة وشهور اثنا عشر.. فصول أربعة وفرد واحد هو أنت، الأيام، الشهور، الفصول، ثابتة كالأوتاد.. الأسم والفعل، وما بين النون والكاف يأتمر المفعول به بأمر الفاعل، أنت المقصود.. الفرد المفعول به المتغير الوحيد بذاك المعادلة، ولكى يكتمل التفاعل وتحصل على النتائج لابد من الخضوع لظروف متباينة.. هبات الصيف، نسمات الخريف، ثلوج الشتاء، ونفحات الربيع، معلوم مزج الثوابت يؤدى إلى المتغيرات، الفتيل المشتعل، واللهب الذى يصهر روحك.. يجليها فتسجد وتقترب.. تقترب بمقدار مسموح به لذوى البصيرة، أصحاب النظر الحاد يمتنعون، فهولاء خُلقوا كأبراج مراقبة، حدودهم اللحظة، المتن معنى بذوى البصيرة المطمئنين رغم ما أصابهم.. فربما بعد الضن جود، وبباطن الألم سكن، فالجنة لا تُمنح للمرفهين الذين لم يُخبروا الوهن ويعايشوا الوجع، ولندع الهوامش للمرفهين الثابتين كالأوتاد أيضًا.. فى البدء وحتى الختام "كلاكيت هنعيد"، كل ما فى الأمر تباديل للخلفيات وتوافيق للأقدار لتستمر على الوتيرة نفسها.
إضافة الأبيضين قد يحيلان الوضع لسواد.. حرمان مقنن وصداقة بالإجبار، ورضا يخفى تحت قشرته بركانًا من الرفض والاعتراض، جدول الممنوعات كما الجدول الدورى غير أن عنصرى الملح والسكر يطيحان بجل المعادن، فلا يبقى فلز أو لافلز.. يبقى شريحة خبز مدهونة بجبن عادم وكوب شاى مر، ميزان وجهاز قياس يحمران عيونهما إن تغافلت وحدت، وحتى ملابسك تتضامن فإذا ما أرتديتها بدت وكأنها لا تنتمى إليك، الانكماش والتمدد.. ضيق الخلق واتساعه والابتسامة المواربة والدموع الهاربة لوسادة تؤرخ لليالى أرقك وسهادك، السهر رفيق حين يضيع الطريق، وفى المتاهات لا دليل سوى حدسك.. النجاة تتوقف

على المتبقى منك أبيض.. أبيض واحد قد يعيد ترسيم خريطتك.. أبيض واحد قد يصحح مسارك، أبيض واحد يستحق أن تقاتل لأجله.. لأجل بقائك.. أبيض واحد لا أبيضين.
 "الفونت" وأبعاد "البلوك" يتوقفان على قياس عدساتك التى بدورها تزداد سَماكة حتى تتمرد عليها الأطر،  الأيام الشهور الفصول تتسلل وتتسلى.. تسقطنا بعد أن تملنا، وباعتبارنا لب وسودانى فلا ضير من التحميص والغربلة والتكييس والتسعير، مسماران ومطرقة قد يوقفان هذى المهزلة.. مسماران ومطرقة قد يحسنان من مزاجك.. تنتزع وتمزق وتهوى بها من عالٍ إلى خفض.. ورقة ورقة.. ثلاثمائة وخمس وستون استغناء، واستغناء تلو آخر يطل عليك المسماران عاريان باردان متباعدان مغتربان.. مسماران شقاؤهما فى استقامتهما.. مسماران يحنيهما قسوة المطرقة فيتعانقان.. حتى الصدأ بات عاجزًا أن يفرقهما، فى البعاد، الصدأ تآكل وفى العناق التحام، ها قد مُنحت وصفة خبيرة بتحسين المزاج ربما تفوق كل ما تم إدراجه جدول، وصفة ليست بالمجانية.. وصفة سددت فاتورتها من بياض شعرك وتجاعيد جبينك وانتفاخ ما تحت عينيك.. وصفة المحاياة "أعشق ألمك.. أنحنى.. أخضع لمطرقتك فأنت لست أقل حظًا من مسمار".