رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بريق.. قصة قصيرة

أحمد سامي
أحمد سامي

بقلم : د.أحمد سامي

وقف أمام المرأة مزهوا بنفسه وهو يربط رابطة عنقه. ارتدى جاكتة بدلته السينييه، ونزل مسرعاً. ركب سيارته المرسيدس مسرعاً تجاه المطار مسافرا للخارج لعقد أهم صفقة تجارية تغير مجرى حياته.

محمد نجم الدين، البالغ من العمر ثمانية وثلاثين عاما، استطاع تغيير مسار حياته من موظف صغير في البنك للدخول في عالم البيزنس حتى أصبح أحد كبار رجالات المال والأعمال.

أثناء قيادته سرح بخياله في مسار حياته القادمة وفي المكاسب الكبيرة التي يتوقعها. أطلق العنان لخياله وغاص في الأحلام حتى أفاق فجأة وقدمه على المكابح ويده على كلاكس السيارة، ومحتشد أمامه جمع كبير من الغاضبين من قيادته المتهورة فوق الطريق، وعلى الأرض رجلٌ في الستين من عمره ترتسم على وجهه علامات الهزال ويطل الموت من عينيه.

نزل من سيارته متأففاً، مشغولا بالصفقة التي يمكن أن تضيع. حاول التملص والهرب ولكن اضطره غضب الناس لأن يأخذ المصاب إلى مستشفى، فأخذه ساخطا داعيا في سره له بالموت. أوصل المصاب إلى المستشفى وحاول تركه ،لكن عاجله الأمن ولم يستطع الذهاب. ظل متأففا سابّا لاعنا هذا الأحمق شبه الميت الذي أخره عن رحلته المنشودة. أُدخل

المصاب إلى غرفة العمليات، وجاءت الممرضة لتؤكد تعثر وجود فصيلة دمه النادرة، وجاري البحث عنها في بنك الدم، وأمام تأخر رجل الأعمال الشاب قرر التبرع بدمه الذي توافق فصيلته فصيلة المصاب،  وتم له ما أراد، وتم إجراء الفحوص قبل نقله للمصاب نصف الميت.

بعد ساعة قضاها الثري في التأفف واللعن خرجت الممرضة من غرفة الفحص مسرعة،  وأخبرت الطبيب بصوت منخفض لا يخفي التوتر الزائد في نبرتها بأن نسبة شفاء المريض معدومة؛ فهو يعاني من سرطان في مرحلة متأخرة وحالته جد خطيرة، وهنا ينفجر الثري الشاب فيها مكررا كلامه عن حياة هذا المصاب عديمة القيمة، ومتوعدا المستشفى لتأخيره عن إجراء صفقته.

نظرت إليه الممرضة بحزن يساوره القلق وقالت بأسى شديد: آسفة، ولكن أنت المريض الذي أتحدث عنه!