رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التنمية المستدامة للقرية المصرية.. التحديات والمواجهة

 الدكتور مصطفى يسري
الدكتور مصطفى يسري عبدالغني

في هذا الجانب الثقافي، نستعرض معا بعضًا من وحي أقلام أدبية أثرت بمداد إبداعها الحياة الأدبية سنين طوالا ...واليوم نعرض معا لوحي قلم الباحث في العلوم الاجتماعية الدكتور مصطفى يسري عبدالغني.
التنمية المستدامة للقرية المصرية
التحديات والمواجهة
يشغل الريف المصري حيزًا كبيرًا من المساحة المأهولة بالسكان ، والتي تبلغ 4 % من إجمالي مساحة مصر ، والريف المصري هو مصدر الخير والنماء ، تنبسط مساحة الريف المصري على جنبات نهر النيل في سهول تضيق وتتسع في تبادل للمواقع على امتداد الوادي ، فهي مساحات ضيقة شرق النيل في صعيد مصر وحتى القاهرة ، و تزداد مساحة الريف المصري اتساعًا شمال القاهرة في دلتا خصبة يحتضنها زراعي نهر النيل الممتدة إحداها في اتجاه دمياط والأخرى في اتجاه رشيد ، يسكنها أكثر من 70 % من ساكني الريف المصري .
نقول : إذا كنا نتحدث عن التنمية المستدامة بالقرية المصرية ، محاولين الوقوف على المعوقات أو الصعوبات التي تحول دون تنميتها ، فيجب علينا أن نشير إلى مفهوم التنمية المستدامة .
قليل من المصطلحات العلمية قد حظي بالقبول والانتشار في أدبيات التنمية مثل ما تمتع به مصطلح الاستدامة Sustainability ، وبالرغم من ذلك فلا يوجد اتفاق حول مفهوم هذا المصطلح ، ومن أجل هذا فقد قام كل من (جيل و كوردي) وهما من علماء الاجتماع بالغوص في تحديد هذا المفهوم فتوصلا إلى تسعة أنواع من الاستدامة ، هذه الأنواع التسعة تدور حول المحافظة على الأشياء سواء كانت منتجات عالمية ، أو نظمًا اجتماعية مثل المجتمعات المحلية أو النظم الإيكولوجية ، أو الفوائد المتعلقة بالنظم الإيكولوجية والإنسانية ، ويبدو لنا : أن المحافظة على استمرارية النظم وبقائها وحيويتها واعتمادها الذاتي هي التي تمثل الجوهر الأساسي للاستدامة ، وخاصة فيما يتعلق باتجاهات التنمية المعاصرة في الدول النامية .
ومن أمثلة التنمية المستدامة التي حظيت بلقب (أحسن الممارسات التنموية) لدى هيئة الأمم المتحدة بلدة (هاملتن

ونت ويرث) الكندية التي اعتمدت فيها التنمية المحلية أساسًا على الاستمرارية ، وبناء القدرات الذاتية والتمكين ، والاعتماد على الذات ، وخاصة في مجال المنظومة البيئية الاجتماعية Socio-sphere ، وذلك من خلال بناء شبكة من المشاركة بين الحكومة والمنظمات المجتمعية المحلية (المنظمات الأهلية) حتى أصبحت التنمية في هذه البلدة نموذجًا يوضح كيف يمكن لمشاركة الناس في تحديد مستقبلهم وأهدافهم التنموية أن تدفعهم إلى أن يتمكنوا من تحقيق التغيرات المطلوبة للاستدامة .
إن فلسفة التنمية للمجتمع المحلي تتمثل في التركيز على القضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية وعلى مقابلة احتياجات الناس دون الإضرار بنصيب الأجيال القادمة ، وهي فلسفة مقتضاها التوصل إلى بناء مجتمعات محلية حيوية .
وقد تمت أكثر من دراسة عن أسباب تخلف القرية ، فقامت بتعريف التنمية الريفية على أنها الحركة المستدامة للتغير الارتقائي المخطط لإحداث التحولات الجذرية في بناء ومهام النظم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الريفية من خلال الارتقاء بالأنشطة الإنتاجية والخدمية ، مع مراعاة تحقيق التنسيق والتشبيك والشمول والتكامل والتوازن بين كل من الأدوار الحكومية والخاصة ، وأيضًا مراعاة تحقيق المشاركة الشعبية المتمثلة في الجهود الذاتية ومنظمات المجتمع المدني ، والاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والمادية والبشرية من أجل تحقيق عدالة توزيع الرخاء الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية والرضاء النفسي لسكان الريف .