حركة الفنون التشكيلية والتنمية الثقافية المستدامة بـ"الأعلى للثقافة"
استكمالًا لفعاليات "المؤتمر الدولى للتنمية الثقافية المستدامة وبناء الإنسان"، التى أطلقها المجلس الأعلى للثقافة، بأمانة الدكتور سعيد المصرى، أُقيمت بقاعة المؤتمرات بالمجلس الأعلى للثقافة ظهر اليوم الجلسة العلمية الثامنة التى دارت حول:"حركة الفنون التشكيلية والتنمية الثقافية المستدامة"، وذلك تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، وقد ترأس الجلسة الفنان التشكيلى الدكتور أحمد نوار.
وتحدث خلال الجلسة مجموعة من الباحثين المشاركين بالمؤتمر، وهم: الدكتور على سعيد حجازى، والدكتور محسن على حسين، والدكتورة مها سويلم، والدكتورة هبة عزت، وقد شهدت الجلسة حضور نخبة من المثقفين والصحفيين ومتابعى الواقع الثقافى المصرى والعربى.
تحدث الدكتور علي سعيد حول ورقته البحثية التى حملت عنوان: المتاحف ودورها فى تدوير المجتمع وبناء الإنسان (متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية نموذجًا)، حيث أوضح أن مهمة المتحف يعـرَّف بأنه مقر دائم، الهدف منه خدمة المجتمع وتنويره، حيث يختص بجمع وحفظ وعرض الإبداع الإنسانى وتطويعه لأغراض التعليم والدراسة، وما إلى ذلك؛ وإذا أمعنَّا النظر فى هذا التعريف قد نلحظ أنه جامع وشامل لكل ما يخص التنمية المُستدامة، وعلاقتها ببناء الإنسان وخلق مجتمع صحى قادر على مواجهة التحديات.
أما بخصوص أبرز العقبات التى تواجهها المتاحف؛ فتبدأ من السُبل الخاطئة لإدارة تلـك المؤسسات، وعـدم الاستعانة بالمتخصصين ونقص الإمكانيات، وعدم وجود كيان موحد للمتاحف كافة، ثم تابع محذرًا من تحول المتاحف لمجموعة من البنايات عديمة الفائدة، وأن تصبح عبئًا على كاهل الدولة، وعن متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية أشار إلى كونه يمثل تجربة رائدة فى مجال التواصل المجتمعى، حيـث كان يضع ولا يزال فى مقدمة أولوياته خدمة المجتمع، واستقبال أكبر عدد من الرواد، الذين لا يقتصرون على فئة واحدة، بل فئات المجتمع المختلفة كافة، حيث إن الثقافة بشكل عام، تعد حقا أصيلا لكل إنسان.
وقالت الدكتورة مها سويلم، التى دارت حول ورقتها البحثية وعنوانها:(المتحف القومى للحضارة المصرية)، وأكدت أن الثقافة تعد عنصرًا أساسيًا لأى مجتمع، حيث إن صناعة الثقافة من الصناعات الداعمة للمجتمع اجتماعيًّا واقتصاديًّا وتنمويًّا، بـل إنها تمثل مؤشرًا من مؤشرات النهضة والتقدم، ما يجعلها أساسًا لقوة مصر الناعمة إقليميًّا ودوليًّا، لتدل بقوة وتشير إلى كل مكان لتؤثر فيه وتتأثر به، وثبت أنها صناعة لا تندثر بل تنمو وتزدهر يومًا تلو الآخر؛ وعلى سبيل المثال الثقافة والحضارة المصرية
وفى النهاية، تحدثت الدكتورة هبة عزت وجاءت مشاركتها البحثية بعنوان: دور الفنان التشكيلى المصرى كمحرك ثقافى فى بيئته الاجتماعية "دراسة سوسيولوجية لبعض نماذج من الشبكات الاجتماعية ذات الطابع التشكيلى"، حيث تمحورت ورقتها حول إدراج الثقافة لأول مرة فى جدول الأعمال الدولى للتنمية المستدامة، وذلك ضمن أهداف التنمية التى اعتمدتها الأمم المتحدة فى ســبتمبر 2005، ولقد رحبت هيئة اليونسكو بهذه الخطوة، حماية للثقافة وتدويرها فى نفس الوقت، ذكرت مجموعة من أهداف التنمية المستدامة، ومنها: مدن آمنة ودائمة، وظائف لائقة ونمو اقتصادى، تقليص الفوارق، المساواة بين الجنسين، مجتمعات سلمية وشمولية، كما أن العمل وفق أهداف التنمية يسهم أيضًا فى جنى فوائد مباشرة من الثقافة، وقبيل ختامها لكلمتها استشهدت بما أشار إليه الدكتور مصطفى سويف مسبقًا؛ وهو الصراع بين الفنان والمجتمع الذى ينتهى بالتواصل عــن طريق عمل فنى جديد يتصل بالعناصر الثقافية التى تناسقت مع نسيج المجتمع والعناصر الأخرى.