رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكايات من دفتر مأذون شرعى

بوابة الوفد الإلكترونية

لا يمكن لهذا المشهد أن يغادر تفكيري حيث كان والدى رحمه الله مأذونا شرعيا محملا بأسرار وامانات البيوت المصرية، مآسٍ إنسانية لا يمكن الإفصاح عنها الا وقت حدوثها .
تبدأ ذكرياتي مع دفتر المأذون الشرعى  حيث كان لأبى رؤية خاصة لعمل المأذون ؛ دخل علينا رجل يريد تطليق زوجته فأجابه والدى: لا يوجد دفتر طلاق  وبدأت أتساءل  لماذا يا أبى تخفى دفتر الطلاق عن هذا الرجل؟ فأجابني معلما ومرشدا إن هذا الرجل ربما رجع عن قراره  ولا يطلق شريكة حياته، وبإنكار وجود دفتر الطلاق قد يؤجل الطلاق أو يلغيه .
ولم أكن أعلم أن القدر سيلقى على عاتقى هذه التركة حيث يعتبر الناس المأذون الشرعى ملاذا للفتوى كقاضٍ شرعى،   وتوفى الأب المعلم تلميذ مولانا الشيخ عبدالحليم محمود وترك لى مبادئ ممارسة عمل المأذون الشرعى.
وصار الطفل شابا ثم رجلا ولم يكن يتخيل انه سيكون شاهدا على حيوات بعض البشر فى أدق تفاصيل حياتهم، فالمأذون الشرعى يشاهد التفاصيل الدقيقة للزواج والطلاق  وأمين عليها ، وهذه الذكريات ربما تكون ملهمة لكثير من الناس لتحديد الصواب من الخطأ .
بدأت عملى بدفتر التصادق على الزواج وهذا الدفتر خصصته وزارة العدل لعلاج حالات الزواج العرفى للقاصرات كعلاج شرعى وقانونى، بدأت عملى بعقدين للتصادق على زواج. حينما دخل عليّ مكتبى رجل ،  منذ الوهلة الأولى يبدو

أنه متعلم وموظف فى وزارة ما، طالبا منى توثيق زواج ابنته حيث تمت سن الثامنة عشرة. وبدأت أتساءل: كيف لك ان تنخدع بكلام المأذون المزور وأنه قادر على تسجيل عقد زواج لفتاة لم تصل السن القانونية والشرعية للزواج؟ فرد بصوت خافت: لم نعلم الا عندما ذهبنا للرقم القومى حيث رد الموظف المختص قسيمة زواج ابنتك مزورة واذهب من هنا فورا قبل أن يتم القبض عليك بتهمة التزوير !

تلك العقود المزورة تضيع حقوقا شرعية قانونية  لو توفى أحد طرفى العقد العرفى أو المزور، وهذا ما حدث  بالفعل فى بعض الحالات، او ضاعت حين اختلاف الأطراف قبل توثيق الزواج، وهو ما يحدث نتيجة اقدام الآباء على تزويج بناتهم قبل بلوغهن السن القانونية.
 
ولكن كيف يتلاعب  المأذون المزور بعقول الناس ليقنعهم بالعقد المزور ؟
وهو ما نتناوله في مقال مقبل باذن الله.

 
محمد وهدان
 مأذون شرعى زفتى اول