عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"الكتابة الجميع".. مبادرة أطلقها شاب للحفاظ على اللغة العربية

بوابة الوفد الإلكترونية

كتبت_ سمية عبدالمنعم
بعد أيام قلائل وعلى وجه التحديد في الثامن عشر من ديسمبر الحالي يهل علينا اليوم العالمي للغة العربية، وتلاقيا مع تلك المناسبة وتحت هاشتاج " #أحترم_لغتي_الأم  و#العربية_هويتي”، أطلق الشاب عبدالفتاح شكري مبادرته الفريدة من نوعها لإحياء اللغة العربية بين الشباب وخاصة الشباب الذي يستخدم الفيس بوك .
وفي حوارنا معه يقول عبدالفتاح:
إنها مبادرة أعلنت عنها  أول مرة عام 2007 ، وكان عمري وقتها 13 عاما ، بدعم من والدي ووالدتي ، حيث كانت والدتي تعمل مديرا للدراسات العليا بكلية التربية جامعة عين شمس ، وكان اختلاطي كبيرا بأساتذة التربية واللغة العربية بشكل خاص ، مما أعطاني ربما شعورا خاصا لم يشاركني إياه أبناء جيلي ، شعور بالانتماء الكبير للغة العربية ، فكنت دائم الاستخدام لها ، في النطق وفي الكتابة كنت دائما أفضل أن أكتب الكلام بالشكل النحوي السليم.
لا أخفي أنني وفي تلك السن كنت أشعر بسخرية أقراني بشكل أو بآخر ، لكنني آثرت أن أكون عضوا فعالا في المجتمع وأن يكون لي دور في دعم اللغة العربية ، فأطلقت وقتها مبادرتي "الكتابة للجميع"  ، لإتاحة فرصة الكتابة باللغة العربية لأقراني من الأطفال في ذلك الوقت في الصحف والمجلات العربية ، لم يكن هناك تواصل اجتماعي في ذلك الوقت ، وطلبت من الصحف والمجلات تخصيص مساحة لكي يكون للشباب والأطفال دور في التعبير عن آرائهم في باللغة العربية الفصحى. ولاقت المبادرة في ذلك الوقت رواجا كبيرا ، وتمت دعوتي لحضور "المؤتمر الدولي الأول ، الطفل بين اللغة الأم والتواصل مع العصر" ممثلا عن مصر ، وكنت وقتها الطفل الوحيد من دولة مصر ، وقدمت هناك ورقة بحثية تتضمن رؤيتي عن الأخطار التي تواجه اللغة العربية بشكل كبير ، حتى أن إحدى الصحف العربية تناولت هذا الأمر بكثير من المدح ، كانت مبادرتي وقتها ، مجرد مبادرة فردية لطفل يحلم برؤية مجتمعه العربي متمسكا بلغته الأم ، بهويته وبمصدر فخر العرب كلهم.
ويستطرد عبدالفتاح " بعد ذلك بمدة وفي سن الشباب ، أعدت إطلاق المبادرة مرة أخرى منذ أعوام ، وذلك عندما شعرت أن الوضع يزداد سوءا ، وأن العولمة تفتك فتكا بأصول اللغة العربية وأساسها ، فصار لدينا مواقع التواصل الاجتماعي ، واخترعنا ما يسمى "الفرانكو أراب" ، وصرنا نقول على العربية أنها "صعبة" ولا أحد يستخدمها ، فدعونا نسهل على أنفسنا الأمور ، متناسين تماما سهولة ويسر اللغة العربية التي كرمها الله تعالى بنزول القرءان بها ، وحفظها بحفظه لأبد الآبدين ، عندها أعدت إطلاق المبادرة وكانت بشكل فردي أيضا ، دعوت الأصدقاء لتبني فكرة

وهي أن نقوم في اليوم العالمي للغة العربية بكتابة العديد من الأسطر بشكل نحوي سليم ، ملحقا بهاش تاج " الكتابة_للجميع_باللغة_العربية_السليمة 
كانت المفاجأة بالنسبة لي هي أن ليس الكثيرين كانوا متحمسين للفكرة مثلي ، وتلقيت وقتها بعض الرسائل من بعض الأخوة في الدول العربية الذين كانوا يحملون حماسا كبيرا للمبادرة وعرضوا علي المساعدة في نشر الفكرة ، ويجب أن أذكر الدعم الذي وجدته من أساتذتي الكبار كالدكتور حسن شحاته ، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس ، والذي دعمني بشدة في نشر المبادرة وفي نشر الوعي بأهمية اللغة العربية ، ما أحزنني وبشكل كبير ، هو عزوف أبناء جيلي عن الأمر ، بل وصل الأمر إلى حد السخرية إذ يقولون أنه لا نفع لاستخدام اللغة العربية ، حيث أننا عندما نتقدم لوظيفة ما نحتاج أن نكون بارعين في اللغة الإنجليزية وليست العربية ، وهو للأسف أمر تواجهه اللغة العربية ، وهي بالمناسبة لغة عالمية بكل المقاييس ، نتيجة عصر العولة وشراسته ، وعدم اتجاه الدول لدعم العربية بالشكل المطلوب ، فاللغة تحتاج لسلطان كي يحميها ، لتشريعات قوية تحفظ لها مكانتها وهيبتها ، في دولها ومواطنها العربية ، وهذا صلب ما ناديت به في كل المنابر التي توجهت إليها.
ويختتم عبدالفتاح قائلا : وهذا العام ، أعيد إطلاق المبادرة مرة أخرى على صفحتي على الفيس بوك ، تحت هاشتاج " و  #أحترم_لغتي_الأم   و#العربية_هويتي” حتى وإن لم أجد الدعم الكافي من رواد التواصل الاجتماعي ، فإنني سأظل متمسكا بدعمي وحبي للغة العربية ، غير يائس أبدا من أنه يوما ما سيعلم الشباب قيمة لغتهم الأم ، قيمة الهوية العربية الحقيقية ، التي لو تمسكنا بها لصرنا في طليع أمم العالم.