عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في ذكرى وفاته.. شاعر السيف والقلم وحكاية 17 عاما من المنفى

محمود سامي البارودي
محمود سامي البارودي

تحل اليوم الاربعاء الذكري 114 على رحيل شاعر مصري، ورائد مدرسة البعث والإحياء، الذي لقب بشاعر السيف والقلم، حيث جمع بين كتابة الشعر والعمل السياسي، وجدد في القصيدة العربية شكلًا ومضمونًا وهو رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، وهو أحد زعماء الثورة العرابية تولى وزارة الحربية ثم رئاسة الوزراء باختيار الثوار له إنه "محمود سامي الباردوي".

 

نشأته ودراسته

وُلد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة، تلقى البارودي دروسه الأولى فتعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم، وتعلم مبادئ النحو والصرف ودرس شيئا من الفقه والتاريخ والحساب، حتى أتم دراسته الابتدائية عام 1851 حيث لم يكن هناك في هذه المرحلة سوى مدرسة واحدة لتدريس المرحلة الابتدائية، وهي مدرسة المبتديان، التحق وهو في الثانية عشرة من عمره بالمدرسة الحربية عام 1852، فالتحق بالمرحلة التجهيزية من المدرسة الحربية المفروزة وانتظم فيها يدرس فنون الحرب، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر، بدأ يظهر شغفًا بالشعر العربي وشعرائه الفحول، حتى تخرج من المدرسة المفروزة عام 1855 م برتبة "باشجاويش" ولم يستطع استكمال دراسته العليا، والتحق بالجيش السلطاني.

 

حياته العملية .. بوزارة الخارجية

تمكن في أثناء إقامته هناك من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرًا من أشعارهما، وأعانته إجادته للغة التركية والفارسية على الالتحاق بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية وظل هناك نحو سبع سنوات 1863.

بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل "معيناً" لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .

 

علاقته بالجيش

ضاق "البارودي" بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد، فنجح في يوليو عام 1863 في الانتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة "البكباشي" العسكرية، وأُلحق بآلاي الحرس الخديوي، وعُين قائداً لكتيبتين من فرسانه، وأثبت كفاءة عالية في عمله.

 

موهبته الشعرية

تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي، وكانت قراءاته من عوامل التجديد في شعره الأصيل.

 

"البارودي" ثائر

اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة.

وليس هذا فقط؛ فقد كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد "الخديوي توفيق" بالاشتراك مع "أحمد عرابي"، وأُسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882.

 

منفاه

ظل في المنفى بمدينة كولومبو عاصمة سيريلانكا حاليا أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من

ألمه وحنينه، وفي المنفى شغل البارودي نفسه بتعلم الإنجليزية حتى أتقنها، وانصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، وإلى اعتلاء المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.

 

وطوال هذه الفترة نظم قصائده الخالدة، التي يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة واجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته، بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فقرر العودة إلى وطنه مصر للعلاج، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر 1899م وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد أنشودة العودة التي قال في مستهلها:

أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ             فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

 

آثاره

ديوان شعر في جزئين، مجموعات شعرية سُميّت "مختارات البارودي"، جمع فيها مقتطفات لثلاثين شاعرًا من الشعر العبّاسي، مختارات من النثر تُسمّى قيد الأوابد، مطولة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، تقع في أربعمائة وسبعة وأربعين بيتًا.

 

نظم البارودي مطولة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، تقع في أربعمائة وسبعة وأربعين بيتا، وقد جارى فيها قصيدة البوصيري البردة، قافية ووزنا وسماها، كشف الغمّة في مدح سيّد الأمة، مطلعها :

 

يا رائد البرق يمّم دارة العلم               واحْد الغَمام إلى حي بذي سلم

 

رحيل "فارس السيف والقلم"

تُوفي "البارودي" يوم 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل استقلال مصر وحريتها وعزتها، مخلفًا وراءه إرثًا هائلًا من القصائد الذي جدد في مفهمومها شكلًا ومضمونًا، واعتُبر بذلك "رائد الشعر العربي الحديث"، ولُقب بـــ" فارس السيف والقلم".