وانتهى الخوف..قصة قصيرة

أراكِ يا أمي يومًا عن يومٍ تكبرين، معلقة كل آمالك بنا، تنظرين إلينا وكأننا طوق نجاتك من شرور الكبر والهموم تلك التى أكثرها نحن "ياترى ياولادي شبعانين ولا جعانين".

والله يا أمي لن ندرك الجوع إلا يوم تأفل شمسك وعنا تغيبين يا أرق وأعذب إشراقة عرفها هذا الكون الحزين، بالله لا ترحلي لازلنا عطشى لم نرتوِ ولن نرتوي أبدًا منكِ يا أجمل وأطهر ما مر طوال هذه السنين، كنت وأنا صغيرة أستبعد عنكِ الأمراض والكبر ولا أتخيلكِ إلا وأنتِ هى من كانت تطعمني وأنا صغيرة، من كانت تعانق بكل ما تملك وتسهر إلى أن يرخى الليل سدوله ويشق ضوء النهار كوننا الحزين، كنت لا أتخيلكِ إلا وأنتِ تصغرين واليوم تكبرين! محال يا أمي محال فوالله لازلت أحبو وأتخبط، لازلت أنا وإخوتي صغاركِ بحاجةٍ دومًا لكِ فهيا يا أمي انهضي من فراش المرض وتعالى

نسترجع عمرًا أنفقناه معًا دفئًا، حنانًا وحنينًا، أمي لمَ لا تنهضين؟!

تجيبني دمعة سقطت من عيني على صورة في يدي" لم يك فراش مرضٍ بل موت ياصغيرتي ولأجل أمكِ لا تبكِ".
وتساءلتُ كثيرًا أين إخوتي من هذا المشهد الأليم، لِمَ لا يشاركونني نكبتي، أين أنتم يا سندي الأخير؟!
تصدر أصوات من قبر أقف أمامه الآن" أدركنا الجوع حبيبتي هاتِ يديكِ وتعالي معنا، تنتظرنا أمنا أجمعين"
ولا أعرف كيف خرجت تلك الأيادي من القبر وابتلعتني وانتهى الخوف.

"نهى مختار"


* يرحب ركن الإبداع بمساهماتكم بنصوص وقصص قصيرة وشعر وخواطر .
بإمكانكم مراسلتنا على الإميل التالي :
[email protected]