عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

متحف الشمع انصهر مع الإهمال في غفلة من وزارة الثقافة

متحف الشمع بحلوان
متحف الشمع بحلوان

بالعودة 10 سنوات للوراء كان يمكنك الإطلاع على الماضي وتاريخه وتشاهد أحداثه التي لم تكن لتعيشها، تراها مجسدة أمامك شبه حية دون الشعور بأنها مجرد تماثيل شمع ومشاهد متجمدة أبدع ممثليها في صنعها لتقترب للواقعية، فهناك  116 مشهدًا مختلفا بداية من الفرعوني وحتى ثورة يوليو 1952، جميعها كان يمكن أن تشاهدها أثناء جولتك بقاعات متحف الشمع الكائن بحلوان والتي كانت تحمل كل قاعة حقبة زمنية بعينها وتسرد أشهر قصصها، وقتما كان مفتوح أمام الجمهور قبل قرار إغلاقه عام 2009، لأسباب تعود لعدم كفاية إجراءات السلامة ومواصفات الأمان بالمبنى.

 

وكان يضم المتحف مشهد السيدة العذراء وبحضنها السيد المسيح، ومشهد علاج القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي للملك ريتشارد قلب الأسد ملك إنجلترا، ومشهد مراقبة أخت سيدنا موسى عليه السلام له حين ألقته والدته بالنيل وانتشاله.

 

تاريخ الإنشاء

تعود فكرة إنشاء المتحف لعام 1934م، على يد الفنان المصري جورج عبد الملك الذي درس فن الشمع بالخارج، ليعود بتلك الفكرة التي كانت طفرة بمصر في وقتها، وكان المتحف بالبداية بميدان التحرير ثم انتقل لجاردن سيتي ومنها لموقعه الحالي بحلوان بعام 1950.

 

فعلى بعد أمتار من محطة عين حلوان وبتقاطع شارع منصور مع شارع رايل حيث ساحة كبيرة مزينة بالأشجار يقع المتحف، ولكن يصعب على المارة تحديد بأن هذا المبنى هو متحف الشمع فاللافتات تآكلها الصدأ ومحت معالم تعريف المبنى لتعلن عن وجوده، وبالنظر للداخل من خلف باب المتحف الحديدي تلحظ سوء المكان وما وصل له حالته بعد أن كان يأتيه الزوار من كل مكان لا يدخل اعتابه أحد.

شاهد عيان

على الجانب المقابل للمتحف ساحة اصطف بها عدد من السيارات وكأنها جراج يجلس رجل مسن في العقد الخامس من عمره على مقعد خشبي، ليقول عم محمد:"المتحف ده ذكريات كتيرة أوي دخلته كتير من سنين التماثيل جميلة اكنها حقيقية بتشوفي القصص اللي بتسمعيها أمام عينيك، في تماثيل مصرية بالفوانيس والرجالة بالشيشة كانهم حقيقين وملوك ومشاهد كتيرة بصراحة المتحف ده ملهوش زي".

ويتابع العجوز:"للأسف خلاص المتحف راحت عليه كل يوم انا موجود هنا الاقي عمال ولا موظفين داخلين معرفش بيعملوا فيه ايه ويخرجوا بس بردو المتحف مقفول خلاص العيال الصغيرة متعرفش عنه حاجة للأسف اتنسى زي اي حاجة حلوة بتبوظ عندنا".

كان متحف الشمع ينافس أشهر متاحف الشمع بالعالم لما يحمله من جودة التماثيل والمشاهد شبه الحية بجانب تقنية العرض وإمكانياته التي وقتها أهلته ليكون الرابع عالميًا، بعد متاحف فرنسا وإنجلترا وأستراليا، وكان قبلة تعليمية وترفيهية هامة للمصريين والأجانب، فكان يأتيه طلاب من مختلف الجنسيات بجانب أنه كان مدرج دائمًا ضمن الرحلات والبرامج السياحية، ولكن وللأسف نحن من نهدم أغلب الأشياء الثمينة وتضيع هباء دون الوقوف لحمايتها واستغلالها فإهمال المسئولين عن المتحف سواء من محافظة القاهرة التي كانت مسؤولة عنه قبل أن ينتقل تبعيته لوزارة الثقافة خاصة لقطاع الفنون التشكيلية أو الدولة جعل المتحف تتراجع مكانته بل يتلاشى من قوائم المتاحف حتى

المصرية منها فأغلق "بالجنازير" دون تحديد موعد لعودته، مما جعله مجرد مبنى تعانق جدرانه المتهالكة تاريخ تم ردمه بالتراب.

المتحف يحتاج ميزانية ضخمة لينافس عالميًا

وفي هذا السياق قال محمد الطويل مدير المكتب الفني والإعلامي للفنون التشكيلية، أن القطاع تؤول له عدد من المتاحف القومي منها مثل متاحف الزعماء" مصطفى كامل وأحمد شوقي وسعد زغلول ودنشواي وجمال عبد الناصر، بجانب والفني مثل متحف الفن المصري الحديث والمتاحف الخاصة بالفنون التشكيلية مثل متحف المصري الحديث الإسكندرية ومحمود مختار"، والتي شهد بعضها تطور ملحوظ وإقبال من الجمهور عليهم.

وتابع الطويل في تصريح خاص لـ"بوابة الوفد"، أن متحف الشمع والذي تم إغلاقه لعدة سنوات يحتاج لإمكانيات ضخمة حتى يحافظ على الشكل الذي حفر بالذاكرة الوجدانية لدى المصريين.

وتابع قائلًا:" متحف الشمع المصري كان من أشهر المتاحف حول العالم، وعلشان اقدر اعيد المتحف لزهوه لينافس عالميا خاصة بعد الطفرة التي حلت بمتاحف الشمع حول العالم وحتى يكون بالشكل الذي يليق بأسم مصر يحتاج ميزانية ضخمة، ليس فقط لصناعة تماثيل تواكب العصر بل لتطوير المتحف كمبنى أيضا فالمتحف يحتاج تطوير شامل من تصميم جديد وعصري ومزيد من التجديدات".

وعن إمكانية فتح المتحف جزئيًا أكد أن هناك متاحف يمكن فتحها بشكل جزئ مثل ما تم بمتحف الفن المصري الحديث، حيث فُتح البهو ويقدم سيناريو عرض متغير حتى يتم الانتهاء من تطوير الدورين الآخرين، موضحًا أن الوضع بمتحف الشمع مختلف تمامًا مرجعًا السبب  لسوء حالة المتحف ولأنه غير مهئ تماما حتى المبنى والتماثيل الموجودة لا يمكنها أن تواكب العصر الآن، حيث أنها كانت طفرة حقيقية وحديثة وغير تقليدية في الماضي.

التمويل الخارجي

وعن إمكانية التعاون الدولي والتمويل قال الطويل:"بنعرض بشكل دائم تصور وخطة تطوير المتحف والمشروع جاهز والماكيت الخاص به ولكن ننتظر، وكل ما يقدم عرض تعاون دولي نعرض خطة المتحف  ولكن لا يزال لم نتلقى أي عرض، ولكننا نسعى لأن المتحف ده حلمنا ونتمنى أن يرجع يشوف النور".